ملتقط الصورة: أحمر شفايف وركبة عارية لتمثال الفلاحة المصرية وخليط مزرٍ ومخجل.. ورئيس الحي: مانعرفش مين دهنه وحالته صعبة.. ووزارة الثقافة: تعبنا معاهم حالة من السخط العارم مصحوبة بحالة من السخرية شهدها الشارع المصري مؤخرا بعدما تداول رواد مواقع التواصل صورا لتمثال الفلاحة المصرية، للمثّال الراحل فتحي محمود، بمدخل مدينة الحوامدية جنوبالجيزة، بعدما تم طلاء التمثال بمجموعة من الألوان غير المتناسقة التى تم إدخالها على التمثال، إذ أكد المتابعون أن تمثيل الفلاحة المصرية بهذه الصورة يحمل إهانة بالغة للفلاحة المصرية، ويعد تعديا صارخا على التراث المصري من قبل بعض المسؤولين وغير المؤهلين للقيام بهذه الأعمال. تاريخ من التشويه لم تكن هذه الحالة الأولى التى يتم فيها تشويه تمثال الفلاحة المصرية، ففي شهر أكتوبر الماضي كان تمثال الفلاحة المصرية بحي العمرانية على موعد مع التجميل، حسب رؤية رئيس حي العمرانية وموظفي الحي، إلا أنه كان محل سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي أيضا. حالات التشويه المستمرة دفعت تاريخ من التشويه لم تكن هذه الحالة الأولى التى يتم فيها تشويه تمثال الفلاحة المصرية، ففي شهر أكتوبر الماضي كان تمثال الفلاحة المصرية بحي العمرانية على موعد مع التجميل، حسب رؤية رئيس حي العمرانية وموظفي الحي، إلا أنه كان محل سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي أيضا. حالات التشويه المستمرة دفعت الكثيرين إلى المطالبة بضرورة وضع ضوابط لعملية ترميم التماثيل التاريخية في مصر وتغليظ العقوبة على المسؤولين الذين يقومون بهذه الأفعال. وكان رئيس الوزراء السابق، المهندس شريف إسماعيل قد أصدر قرارا بحظر ترميم أو وضع تماثيل أو لوحات جدارية أو أى منحوتات بالميادين العامة بمحافظات الجمهورية إلا بعد الرجوع إلى وزارتى الثقافة والآثار، كل في ما يخصه، وهو ما رد عليه رئيس حي العمرانية بأن الحي لم يرجع لأي من الوزارتين، كون التمثال ليس أثريا. الحي: مانعرفش مين دهنه العقيد عبد التواب محمد رفعت، رئيس مجلس ومدينة الصف الجديد، قال ل"التحرير": "لم نقم بطلاء تمثال الفلاحة المصرية بهذه الصورة التى أثارت غضب المواطنين ولا نعلم من الذى قام بطلاء التمثال بهذه الصورة المهينة"، مؤكدا أن "الجهة المنوط بها ترميم التمثال وإعادته لسابق عهده هي وزارة الآثار فقط، وهي لم تقم بدهانه لأننا خاطبناها منذ فترة طويلة من أجل ترميم التمثال، لأن المظهر الخارجي للتمثال لم يكن كما يجب، إذ كان لونه أزرق وحالته كانت صعبة، والأطفال كانوا بيضربوه بالطين". الثقافة: تعبنا مع الناس دي "والله تعبنا مع الناس دي" بهذه الكلمات بدأ محمد منير، المتحدث الرسمي باسم وزارة الثقافة حديثه، حيث قال: هناك قرار صادر من قبل مجلس الوزراء بعدم دهان التماثيل التاريخية من قبل الأحياء والمحافظات إلا بعد الرجوع إلى وزارة الثقافة، وتكون هي الجهة المنوط بها الإشراف على إعادة التمثال إلى صورته الأولى". وأضاف منير في تصريحات خاصة ل"التحرير": "الوزارة ناشدت جميع رؤساء الأحياء والمحافظات بأنه في حالة وجود أى تمثال به مشكلات ويحتاج إلى الترميم، يعودون إلى الوزارة، ومن ثم تقوم الوزارة بتشكيل لجنة من قطاع الشؤون التشكيلية وقطاع التنسيق الحضاري، من أجل معاينة التمثال والعمل على إعادة بريقه من جديد بما يتماشى مع الصورة الأصلية التى كان عليها". وتابع منير: "لا بد من تغليظ العقوبة على كل من يعتدي على هذه التماثيل التراثية، لأن حالات التعدي على التماثيل التراثية والتاريخية زادت بصورة كبيرة جدا، بعضها من قبل المواطنين والبعض الآخر من رؤساء الأحياء أنفسهم"، مضيفا: قبل انطلاق منتدى شباب إفريقيا بأسوان قامت الوزارة بترميم تمثال عباس العقاد بشكل في غاية الرقي والتحضر عن طريق استخدام البرونز وعاد مرة أخرى إلى طبيعته، المشكلة في الناس اللى بتلخبط في جزء من تاريخ البلد بدون علم". ملتقط الصورة: مهزلة وتابع: "خليط مزر ومخجل لتمثال مهم لمثّال مهم بعد شهور قليلة من تشويه تمثال الفلاحة المصرية على يد مسؤولي حي العمرانية بإعادة دهانه على نحو غير مهني أو علمي، وتدخل وزيرة الثقافة. قد تكون النية حسنة لكن التنفيذ مخجل ومؤسف، ومناقض لقرارات رسمية بعدم المساس بتماثيل الشوارع والميادين إلا من خلال متخصصين". الجهات المختصة بالترميم بدوره، قال عمر عبد اللطيف، مدير عام الترميم بقطاع الفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة، إن 60% من التماثيل الموجودة فى الشوارع المصرية تعانى من التدهور والتشوهات نتيجة قلة الصيانة والعبث بها، سواء بالطلاء أو بالحفر على التمثال. وأضاف عبد اللطيف أنه توجد جهتان للإشراف على ترميم التماثيل والمنحوتات الموجودة فى الشوارع والهيئات، هما قسم الترميم الدقيق بقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة وقسم الترميم بوزارة الآثار، منبها إلى أن الثانية تشرف على الأعمال التى مر على نحتها أكثر من 100 عام، والتى تصنف على أنها آثار وبالتالى توضع تحت مسؤولية وزارة الآثار. الشكل السابق