تشويه تمثال الفلاحة المصرية بالعمرانية.. رئيس الحي: بلغنا عمال الكلية بدهانه ولا يستحق كل هذه الضجة.. ومدير عام الترميم: 60% من تماثيل الشوارع تعانى التدهور. تمثال الفلاحة المصرية بحي العمرانية، كان على موعد مع التجميل، حسب رؤية رئيس حي العمرانية وموظفي الحي، إلا أنها كانت محل سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لما لحق بالتمثال من تشويه كسابقيه، "قبح" وضياع لقيمته الفنية. وعقب اللواء خالد عصر، رئيس حي العمرانية، على الواقعة، بأنه منذ ال8 من صباح اليوم، لم يتوقف هاتفه عن تلقي الاتصالات فيما يخص تجميل التمثال، لافتًا إلى أن التمثال كان مليئا بالكتابات البذيئة ورسومات لقلوب وإشارات بالأحرف الأولى لشباب وشابات، مما دفع الحي لتجميله، على حد قوله. الإهمال والتشويهوأصدر المركز الإعلامي لحي العمرانية، بيانًا مساء أول من أمس، يفيد انتهاء أعمال دهان وتجميل تمثال الفلاحة المصرية، للفنان الراحل فتحي محمود بالهرم، أمام قاعة "الصوت والضوء"، حيث عانى التمثال من الإهمال والتشويه مثلما يحدث للأعمال الفنية في ميادين مصر.وتابع البيان بأنه على الرغم من كونه الإهمال والتشويه وأصدر المركز الإعلامي لحي العمرانية، بيانًا مساء أول من أمس، يفيد انتهاء أعمال دهان وتجميل تمثال الفلاحة المصرية، للفنان الراحل فتحي محمود بالهرم، أمام قاعة "الصوت والضوء"، حيث عانى التمثال من الإهمال والتشويه مثلما يحدث للأعمال الفنية في ميادين مصر. وتابع البيان بأنه على الرغم من كونه من أعمال أهم فنان نحت مصري وهو الفنان فتحى محمود، وبناء عليه قامت إدارة الإعلانات بالحي تحت إشراف المهندس طه عبد الصادق نائب رئيس الحي ومحمد حجاج مدير إدارة الإعلانات بإعادة تجميل التمثال وإزالة العبارات المسيئة مع تجميل المنطقة المحيطة به. لا يستحق الضجة قال خالد عصر، رئيس حي العمرانية ل"التحرير"، اليوم، أنه تم تجميل التمثال، في إطار خطة الحي لتجميل التماثيل الواقعة في نطاق الحيز الجغرافي للحي، منوهًا بأنهم قبل البدء في أعمال تجميل التمثال، توجه موظفو الحي "لعمال كلية الفنون الجميلة" لإخطارهم بتنظيف وتجميل التمثال، كون كلية الفنون الجميلة هي المالكة للتمثال. وأفاد أن عمال الكلية وافقوا على الفور على تجميل وتنظيف التمثال، وطالبوا موظفي الحي بدهان التمثال باللون الأبيض، وأن تنتهي عملية تجميل التمثال مثلما تم، وشدد على أن تجميل التمثال لا يستحق كل هذه الضجة الإعلامية المثارة حوله، وكأن مسؤولي الحي ارتكبوا جرما، لأن التمثال ليس أثريا على الإطلاق، وهو من صُنع مجموعة من طلبة كلية الفنون الجميلة، قائلًا: "صممه شوية طلبة بكلية الفنون الجميلة"، والكلية من حين لآخر تضع تلك التماثيل في محيطها. ليس أثريا وكان رئيس الوزراء السابق، المهندس شريف إسماعيل، قد أصدر قرارًا بحظر ترميم أو وضع تماثيل أو لوحات جدارية أو أى منحوتات بالميادين العامة بمحافظات الجمهورية إلا بعد الرجوع إلى وزارتى الثقافة والآثار، كلٌّ فيما يخصه، وهو ما رد عليه رئيس حي العمرانية، بأن الحي لم يرجع لأي من الوزارتين، كون التمثال ليس أثريا. ومن اللافت لتصريحات رئيس الحي، أن البيان الإعلامي الصادر عن الحي الذي هو المسؤول الأول عنه، جاء "مخالفا تمامًا" لما صرح به، حيث جاء حسب نص البيان، أن التمثال للفنان الراحل فتحي محمود بالهرم، وهو من أهم فناني النحت المصرى، إلا أن رئيس الحي تمسك بعدم أثرية هذا التمثال. من هو الفنان فتحي محمود؟ وفيما يخص الفنان الراحل فتحي محمود، فقد ولد في 1918، توفى عام 1982، هو نحات وخزاف مصري راحل، ويعد أحد تلاميذ محمود مختار، ومن أشهر أعماله تمثال ميدان طلعت حرب في القاهرة، وتمثالا: الأشرعة البيضاء، وأوروبا الموجود بمكتبة الإسكندرية، والنصب التذكاري لشهداء طلاب جامعة القاهرة عام 1955، حصل على الميدالية الفضية من معرض بروكسل الدولي عام 1958. وعقب أحمد فتحي، خبير ترميم الآثار على تلك الواقعة، عبر منشور بحسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بأن تمثال الفلاحة المصرية والذي نحته الفنان فتحي محمود، من الحجارة، مبديًا غضبه من عدم الاستعانة بأهل الاختصاص لتجميل التمثال كما أراد الحي، قائلًا: "يعني خلينا نفترض إن مافيش ناس من فنون جميلة أو من الآثار أو من أي جهة تقدر ترمم التماثيل دي، بس ماتوصلش إن تمثال حجارة ياخد وشين بوية يا جدعان والناس تُقف عليه بالشكل ده.. مافيش سقالات". تماثيل تعانى التدهور بدوره، قال عمر عبد اللطيف، مدير عام الترميم بقطاع الفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة، إن 60% من التماثيل الموجودة فى الشوارع المصرية تعانى من التدهور والتشوهات نتيجة قلة الصيانة والعبث بها سواء بالطلاء أو بالحفر على التمثال. وأضاف عبد اللطيف، أنه يوجد جهتان للإشراف على ترميم التماثيل والمنحوتات الموجودة فى الشوارع والهيئات، هما قسم الترميم الدقيق بقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة وقسم الترميم بوزارة الآثار، منبها إلى أن الثانية تشرف على الأعمال التى مر على نحتها أكثر من 100 عام، والتى تصنف على أنها آثار وبالتالى يوضع تحت مسؤولية وزارة الآثار. مسؤولية المحافظة وفي حالة تمثال الفلاحة المصرية للفنان فتحي محمود، أوضح مديرعام الترميم بقطاع الفنون التشكيلية، أنه يمكن لقطاع الترميم بوزارة الثقافة، أن يقوم بترميم وصيانة هذه الأعمال، لكن تحت إشراف وزارة الآثار، كما يمكن أن يقوم القطاع أيضا بعمل الصيانة لأى عمل حديث سواء تمثالا أو منحوتا أو جدارية أو لوحة فنية تحتاج إلى ترميم. وتابع عمر: الجهة المسؤولة عن هذه التماثيل هى المحافظة الموجود فيها التمثال، مشيرا إلى أن تدخلهم يبدأ بعد الحصول على طلب من المحافظة بالترميم، مشددًا على أنهم لا يستطيعون عمل الصيانة لأى تمثال إلا بعد مخاطبة من المحافظة أو الحى المسؤول عن التمثال، فالمحليات وحدها هى التى تملك الحرية فى إسناد أعمال الصيانة للجهة التى تراها مناسبة. وأفاد أنه في بعض الأحيان تقوم بعض المحافظات، بإسناد أعمال الصيانة لشركات مقاولات من باب توفير النفقات، مما يؤدى إلى تشويه العمل، هذا بالرغم من أن المحليات لا تتكلف خامات أو عمالة سوى بعض الأدوات مثل الأوناش أو السقالات وما شابه ذلك، حيث نقوم نحن أو وزارة الآثار بتوفير المواد والإخصائيين لترميم التمثال.