تعقد في البحرين، في وقت لاحق من شهر يونيو الجاري، قمة «السلام من أجل الازدهار» التي تعد الشق الاقتصادي من صفقة القرن، وسط مقاطعة فلسطينية وغموض في موقف بعض الدول الأخرى بعد فترة طويلة من الترقب والتأخير المتكرر، أعلن المسؤولون الأمريكيون في وقت سابق من شهر مايو الماضي، أنهم سيعقدون ورشة عمل اقتصادية في البحرين في أواخر يونيو كخطوة أولى في خارطة الطريق التي وضعتها الإدارة الأمريكية للتوصل إلى سلام بين إسرائيل وفلسطين. يهدف المؤتمر الذي سيعقد في العاصمة البحرينيةالمنامة، في 25 يونيو الجاري، تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار" إلى تقديم رؤية للاستثمار في الضفة الغربية وغزة والبلدان المجاورة من خلال التركيز على أربعة مكونات رئيسية، هي البنية التحتية والصناعة وتمكين الناس والاستثمار، بالإضافة إلى إصلاح الحكم. وأشار "المجلس الأطلسي" إلى أن فكرة التنمية الاقتصادية باعتبارها مقدمة للتغيير السياسي ليست اختراعا جديدا، ففي عام 1993، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شيمون بيريز إلى خطة سلام في كتابه "الشرق الأوسط الجديد" قائمة على تحرير السوق والتعاون الإقليمي. إلا أنه في هذا السياق وفي سياقات أخرى، أي "سلام وأشار "المجلس الأطلسي" إلى أن فكرة التنمية الاقتصادية باعتبارها مقدمة للتغيير السياسي ليست اختراعا جديدا، ففي عام 1993، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شيمون بيريز إلى خطة سلام في كتابه "الشرق الأوسط الجديد" قائمة على تحرير السوق والتعاون الإقليمي. إلا أنه في هذا السياق وفي سياقات أخرى، أي "سلام اقتصادي"، كما وصفه وزير المالية الإسرائيلي موشيه كحلون في عام 2008، كان يتزامن مع عملية سياسية واضحة، وهو ما لم يحدث حتى الآن، فمنذ الكشف عن "صفقة القرن" لم تشر الإدارة الأمريكية إلى أي معلومة تتعلق بتفاصيلها، ونفت كل التقارير الصحفية التي زعمت كشفها عن تفاصيل الاتفاق. وواجهت هذه الجهود سلسلة من العقبات، حيث رفضت العديد من الدول العربية والإسلامية تأكيد حضورها، وقاطعت القيادة الفلسطينية الحدث وحثت الدول الأخرى على عدم المشاركة فيه. خطة أمريكية جديدة.. تأجيل صفقة القرن لاغتصاب الضفة الغربية وفي السياق نفسه، لم تتلق إسرائيل بعدُ دعوة رسمية من البيت الأبيض للمشاركة في المؤتمر، حيث أخبرت الولاياتالمتحدة إسرائيل بأنه يجب عليها أولا الحصول على مزيد من التأكيدات من الدول العربية والإسلامية، وفقا لمسؤولين إسرائيليين. ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن عدد من المسؤولين الإسرائيليين قولهم إن عدم تلقي إسرائيل دعوة رسمية حتى الآن يدل على الصعوبات التي يواجهها المؤتمر نتيجة الضغوط الفلسطينية على الدول العربية والإسلامية لعدم المشاركة. وأضاف الموقع أن مسؤولا إسرائيليا بارزا قال إن جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط، الذي يرأس "فريق السلام" في البيت الأبيض، أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اجتماعهم في القدس يوم 30 مايو الماضي، بأن الولاياتالمتحدة تنتظر تأكيد مشاركة المزيد من الدول العربية والإسلامية في مؤتمر البحرين، وعندها فقط ستتم دعوة إسرائيل رسميا. انقسام أمريكي حول ضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية وذكر مسؤولون إسرائيليون أن نتنياهو قرر إرسال وزير المالية موشيه كحلون إلى المؤتمر وأنه أبلغ كحلون بذلك في اجتماع الأسبوع الماضي. وينتظر كحلون معرفة ما إذا كانت إسرائيل ستتلقى دعوة في الأيام القليلة المقبلة، من أجل تقرير ما إذا كان سيذهب إلى واشنطن قبل المؤتمر للتنسيق مع كوشنر ووزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين. وأشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية إلى أن قطر وافقت على المشاركة في القمة، إذ أوضح وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، يوم الأحد، أن بلاده لن تدعم أي حل مقترح للصراع لا يقبله الفلسطينيون. وفي مقابلة بثت على شبكة "إتش بي أو" الأمريكية، الأسبوع الماضي، أشار كوشنر إلى أنه غير متأكد مما إذا كان يمكن الوثوق بالفلسطينيين لحكم أنفسهم بعد اتفاق سلام مع إسرائيل. تفاصيل لقاء العاهل المغربي وجاريد كوشنر وجاءت تصريحاته في الوقت الذي قيل فيه إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، اعترف، في محادثات خاصة الأسبوع الماضي، بأن أجزاء من خطة السلام قد تكون "غير قابلة للتنفيذ"، وقد تفشل، أو قد يتم رفضها من قبل الإسرائيليين أو الفلسطينيين. وقال كوشنر إن الفلسطينيين الذين يريدون إقامة دولة كاملة "يجب أن يتمتعوا بحق تقرير مصيرهم"، لكنه أشار إلى أنه يشك في فكرة أن إسرائيل لن تتدخل تماما في إدارة الدولة الفلسطينية، مضيفا أن تل أبيب تريد السيطرة على الحدود مع الأردن، حتى بعد اتفاق السلام مع الفلسطينيين.