بعد فض الاعتصام في السودان وسقوط ضحايا توقع سياسيون أن تشهد البلاد اندلاع المزيد من الاحتجاجات، بعد أن وصفت المعارضة تلك الخطوة بأنها انقلاب على الثورة. بعد الأحداث الدامية التي شهدها السودان، أمس الاثنين، سرعان ما خرج المجلس العسكري الانتقالي الحاكم للبلاد منذ عزل الرئيس السابق عمر البشير، لتبرير فض الاعتصام حول القيادة العامة للقوات المسلحة وسط العاصمة السودانية الخرطوم بالقوة والذي أسفر عنه سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح. جاءت تلك الأحداث تزامنا مع عيد الفطر المبارك، لتنهي آمال الانفراج السياسي في السودان، بعد أن تسبب قيام قوات الأمن بفض الاعتصام بالقوة في سقوط نحو 30 قتيلاً وإصابة العشرات. نفي الفض بالقوة وفي الوقت الذي فتحت السلطات القضائية لجنة للتحقيق في عملية فض الاعتصام، أعلن المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق شمس الدين كباشي، أن القوات السودانية لم تفض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالقوة، بل استهدفت منطقة مجاورة له باتت تشكل خطرا على أمن المواطنين. وأضاف كباشي نفي الفض بالقوة وفي الوقت الذي فتحت السلطات القضائية لجنة للتحقيق في عملية فض الاعتصام، أعلن المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق شمس الدين كباشي، أن القوات السودانية لم تفض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالقوة، بل استهدفت منطقة مجاورة له باتت تشكل خطرا على أمن المواطنين. وأضاف كباشي "في صباح هذا اليوم "أمس"، وفي إطار خطة القوات الأمنية المعنية بولاية الخرطوم لفض التجمع في المنطقة المحيطة بمنطقة الاعتصام المحددة جغرافيا تحركت قوات الأمن". كباشي أشار إلى أن "هناك منطقة تسمى كولومبيا ظلت منذ فترة طويلة بؤرة للفساد والممارسات السلبية التي تتنافى وسلوك المجتمع السوداني، وأصبحت مهددا أمنيا كبيرا لمواطنينا". لافتا إلى أن "الجيش والمواطنين وقوى الحرية والتغيير اتفقوا على أن هذه المنطقة تمثل خطرا، وتؤثر أيضا على أمن الثوار في منطقة الاعتصام، وبناء على ذلك، قررت السلطات المعنية التحرك صوب هذه المنطقة، بما يؤدي إلى أمن وسلامة المجتمع" ، بحسب ما نقلت "سكاي نيوز". لا تمثل الاعتصام وأقر عدد من قيادات الاعتصام و"الحراك" بانفلات الوضع في "كولومبيا"، ولكنهم أكدوا أنها لا تمثل جزءاً من الاعتصام، كما اعتبروا أن وجود هذه المنطقة المنفلتة كان يصب لصالح دعاية الرافضين للاعتصام، وأن المجلس العسكري الانتقالي يستغلها لتبرير الهجوم على شباب "الحراك". ويتولى حكم البلاد حالياً، المجلس العسكري الانتقالي، الذي يتفاوض مع قوى "إعلان الحرية والتغيير"، بشأن المرحلة الانتقالية من حكم السودان، لكن يبدو أن المفاوضات بين الطرفين وصلت إلى طريق مسدود وتتهم قوى التغيير المجلس العسكري بالرغبة في الهيمنة على عضوية ورئاسة مجلس السيادة، أحد أجهزة السلطة المقترحة في المرحلة الانتقالية، بينما يتهم المجلس قوى التغيير بأنها لا تريد شركاء حقيقيين لها. انقلاب على الثورة قوى "الحراك" رفضت تبريرات وتصريحات المجلس العسكري الانتقالي، حيث حملت قوى "الحرية والتغيير" المجلس المسؤولية عن تنفيذ "جريمة" فض الاعتصام، وأعلنت وقف الاتصالات والتفاوض معه، كما دعت السودانيين إلى الإضراب السياسي والعصيان المدني الشامل والمفتوح، وناشدت المجتمع الإقليمي والدولي إلى عدم الاعتراف ب"الانقلاب" والانحياز لخيارات ثورة الشعب السوداني. بعد فض الاعتصام.. «مصر للطيران» تلغي رحلتيها للسودان
وتوقع سياسيون وناشطون أن تتجه الأمور في السودان إلى مزيد من الاحتجاجات، والتصعيد والتصعيد المضاد. وقالت مصادر في قوى "الحرية والتغيير" إن 3 يونيو سيكون تاريخاً فاصلاً في مسار الثورة السودانية، وعلاقتها بالمجلس العسكري. ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية والقيادي بقوى الحرية والتغيير، أكد أن "ما حدث جريمة وانقلاب على الثورة، وقد أنهى مسار الحوار مع المجلس العسكري". مضيفا أن قوى الثورة ليس لديها طريق آخر سوى المواجهة السلمية والواسعة للمجلس العسكري، وأنها ستهزم كل محاولات إجهاض الثورة من قبل قوى الثورة المضادة، الذين يسيطرون على أجهزة الدولة والمال والسلاح، بحسب ما نقلت "الاتحاد". وطالبت قوى سياسية المجتمع الدولي والإقليمي بإدانة "الجريمة" واعتماد قوى الحرية والتغيير كممثل شرعي، ومطالبة المجلس العسكري بتسليم السلطة فوراً لحكومة مدنية تمثل قوى الثورة السودانية. فيما أكد الدكتور إبراهيم الأمين، نائب رئيس حزب الأمة والقيادي بقوى الحرية والتغيير أن الهجمة على مقر الاعتصام ستدفع السودانيين بحسم مع الخط الثوري، وما كان يجب أن يفض الاعتصام بهذه الطريقة، التي ستشعل مزيداً من الاحتجاجات ومن التصعيد. حزب الأمة القومي أكد أن فض الاعتصام "غدر وجريمة متهورة" في عنق المجلس العسكري، وأن المجلس أقدم على فض الاعتصام بالرصاص الحي، وهو العمل الذي ظللنا نرفضه ونحذر منه بشدة وباستمرار، وأن الحزب يقف بكل قوة وبلا تحفظ إلى جانب كل النهايات المتاحة، ضد هذا العمل الغاشم". أطباء السودان: جثث لمحتجين تطفو على النيل
كلمة السر وبعد نفي المجلس العسكري فض الاعتصام وتأكيد الحراك استهداف الاعتصام ، أصبحت "كولومبيا" هي كلمة السر في تصاعد الأحداث في السودان ، بعد تأكيد المجلس أنها كانت المنطقة المستهدفة. تقع كولومبيا بالقرب من النيل الأزرق وهي منطقة عشوائية تبعد أمتار قليلة عن ميدان الاعتصام من الناحية الشمالية، وتباع فيها الخمور والمخدرات، وأصبحت جاذبة لبعض الشباب. تعتبر "كولومبيا" منفصلة عن ميدان الاعتصام، إذ يفصلها عنه شارع النيل، وهي خارج سيطرة قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي، إذ يؤكدان عدم مسؤوليتهما عما يحدث في المنطقة، وفقا لسكاي نيوز. وتعد منطقة كولومبيا بأكملها "خارج نطاق القانون" ودائما ما يسمع بها إطلاق نار، لا سيما في ساعات الليل، ويبدو أن المنطقة استفادت من موقعها المميز بشارع النيل، أحد أهم شوارع العاصمة يربط بين أم درمانوالخرطوم والخرطوم بحري، "لتصبح مكانا جاذبا للباحثين عن الخمور والمخدرات في العاصمة المثلثة"، وفقا لنشطاء. وقف التفاوض عقب فض الاعتصام المطالب بتسليم السلطة إلى المدنيين والذي أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصا، قرر المجلس العسكري السوداني الثلاثاء إلغاء اتفاقه الرامي إلى انتقال السلطة والذي سبق وأبرم مع المحتجين، وفقا لما جاء على لسان رئيس المجلس الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، والذي أضاف أن الانتخابات ستجري في غضون تسعة أشهر، بحسب "فرانس 24". «تسقط ثالث».. ماذا يحدث في السودان بعد فض الاعتصام؟
وأعلن رئيس المجلس العسكري السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أن المجلس قرر وقف التفاوض مع تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير وإلغاء ما تم الاتفاق عليه فيما سبق، كما دعا إلى إجراء انتخابات عامة في فترة لا تتجاوز مدتها التسعة أشهر ابتداء من اليوم الثلاثاء . وعزلت قيادة الجيش السوداني عمر البشير من الرئاسة، في 11 أبريل، بعد 30 عاما في الحكم؛ تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.