بعد قرار حظر جوجل جميع خدماتها عن هواوي، تواجه الشركتان العديد من الخسائر المادية الضخمة، لذا يتمنى كل منهما انتشال نفسه من تلك الخسارة بأقصى سرعة ممكنة ربما يكلف قرار شركة جوجل حول حظر جميع خدماتها عن الشركة الصينية هواوي، ما يقرب من 425 مليون دولار من العائدات السنوية المفقودة. جاء ذلك التقدير من شركة أبحاث الأسهم Nomura Instinet، التي نشرت هذه الأرقام استجابة للتقارير، حول عدم ترخيص جوجل نظام أندرويد لهواتف الشركة الصينية. لم يعد لجوجل الكثير من الخيارات في هذا الشأن، وضعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العملاق الصيني هواوي، ضمن القائمة السوداء هذا الشهر، ما يجعل من المستحيل تقريبًا على الشركات الأمريكية، التعامل مع شركة الهواتف الذكية وأجهزة الاتصالات الصينية، مرة أخرى. وعليه؛ لن تتمكن جميع أجهزة هواوي الجديدة في الأسواق حول العالم بعد الآن من تشغيل إصدار أندرويد الذي يأتي مع أحدث تحديثات الأمان، أو الوصول إلى خدمات جوجل المتطورة مثل Assistant، أو تنزيل التطبيقات من متجر جوجل بلاي. إن انفصال شركة هواوي عن متجر جوجل بلاي، حيث تأخذ جوجل عادةً 30% من كل معاملة مادية، وعليه؛ لن تتمكن جميع أجهزة هواوي الجديدة في الأسواق حول العالم بعد الآن من تشغيل إصدار أندرويد الذي يأتي مع أحدث تحديثات الأمان، أو الوصول إلى خدمات جوجل المتطورة مثل Assistant، أو تنزيل التطبيقات من متجر جوجل بلاي. إن انفصال شركة هواوي عن متجر جوجل بلاي، حيث تأخذ جوجل عادةً 30% من كل معاملة مادية، هو القرار الذي تخسر فيه جوجل أكثر من غيرها، لتأتي الخسائر السنوية التي تقدر بين 375 مليون دولار و425 مليون دولار، وقد تكون الخسائر الإجمالية أكبر بسبب روابط مادية أخرى تجمع بين الشركتين، على الرغم من ذلك، ستكون الضربة الأقوى داخل أوروبا. قدرت Instinet أن هواوي لديها حاليًا نحو 500 مليون مستخدم للهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم، لكن 52% من مالكي هواتف هواوي موجودون في الصين، حيث لا يتوفر جوجل بلاي، لذلك لن تشعر جوجل إلا بتأثير في الأسواق، مثل أوروبا وآسيا (باستثناء الصين)، حيث تستفيد من مبيعات التطبيقات اليوم. حققت جوجل نحو 7 مليارات دولار من مبيعات متجر بلاي العالمي عام 2018، وفقًا لتقديرات Instinet، من المحتمل جدًا أن يكون الجزء الأكبر من ذلك المبلغ يأتي من عوائد مبيعات هواوي، حيث قدرت شركة أبحاث الأسهم أن ذلك المبلغ قد يصل إلى نحو 388 مليون دولار، أكبر محرك لهذه الإيرادات هو في أوروبا، حيث حققت جوجل 190 مليون دولار من مبيعات متجر جوجل بلاي على أجهزة هواوي العام الماضي، حسب تقدير Instinet، أسهم مستخدمو هواوي في آسيا (باستثناء الصين) بنحو 137 مليون دولار في مبيعات متجر بلاي. تحول هائل كتب الباحثون أن هذه الضربة ستخف، لأنه من المرجح أن يتحول بعض المستخدمين إلى هواتف مصنع آخر ليتمكنوا من الوصول إلى تجربة أندرويد محملة بالكامل. أعلنت الشركة الصينية أنها تطور نظام التشغيل الخاص بها ليحل محل نظام أندرويد على أجهزتها، لكن الخبراء يشككون بشدة في أن المستهلكين سيتفاعلون بشكل إيجابي مع ذلك النظام الجديد. قالت كارولينا ميلانيسي محللة من مؤسسة الاستراتيجيات الإبداعية في كاليفورنيا، في مقابلة لمجلة بيزنس إنسايدر: "يمكنك إنشاء نظام تشغيل مختلف، ولكن ما الذي سيفعله المستهلكون للبحث أو عند استخدام الخرائط أو مواقع مثل يوتيوب؟ أعلم أن كل تلك التطبيقات لها بدائل، ولكن لماذا على كل مستخدم أن يفعل ذلك، في حين أنه من الممكن تغيير الهاتف، كيف سأتخلى عن جميع الخدمات التي استخدمتها منذ سنوات طويلة؟". قال كولين سيباستيان، كبير محللي شركة بيرد لأبحاث الأسهم: "سيبدأ مستخدمو هواوي الأكثر تأثيرًا في البحث عن الأجهزة التي تصنعها شركات أخرى". أضاف سيباستيان: "أتوقع أنه نظرًا لعدم وجود بدائل قابلة للتطبيق فعليًا لتطبيقات جوجل وأندرويد، باستثناء نظام آبل، فإن معظم المستخدمين المتأثرين من ذلك الحظر سينتقلون إلى أجهزة أندرويد الأخرى، من الواضح أنه قد تكون هناك فترة انتقالية، لكني أعتقد أن ذلك سيحدث بسرعة كبيرة". قال دانييل ايفس، المحلل في شركة Wedbush Securities، إن هواوي ستفقد حصتها في السوق الأوروبي، لكن ذلك لن يكون نهاية الأمر بالنسبة لثاني أكبر شركة مصنعة للهواتف الذكية في العالم. فيما يتعلق بخسائر الإيرادات ل«جوجل»، قدر ايفس أنه سيكون أقرب من 150 مليون دولار إلى 200 مليون دولار سنويًا، بالنسبة لشركة حققت إيرادات تجاوزت 130 مليار دولار في عام 2018 ، أضاف ايفس أن هذه الخسائر القادمة ستكون فادحة لشركة التكنولوجيا العملاقة، والوضع القادم أسوأ. سيناريوهات محتملة تنتظر جوجل بفارغ الصبر تحول جميع مستخدمي هواوي إلى أجهزة الشركات الأخرى، ومن ثم تنقذ نفسها من الخسارة الفادحة، فالخسائر المادية التي سوف تتكبدها جوجل هائلة جدًا وفقًا للإحصاءات، لكن هناك احتمالية حول إنقاذ ما يمكن إنقاذه حال نقل المستهلكين لأجهزة أخرى. من ناحية أخرى، قد يلجأ العملاق الصيني إلى بيع أقسام من الشركة، خاصةً أن قسم الهواتف بالشركة حقق عوائد ضخمة الفترة الماضية وقد يشكل مطمعا للعديد من المستثمرين، هذا وإما أن تركز هواوي على السوق الصينية فقط بفرض أجهزة الشركة على الحكومات والمؤسسات الكبرى، وسيكون ذلك الحل بمثابة طوق النجاة. على الرغم من ذلك، من غير المتوقع أن تستمر الأزمة طويلا؛ نظرًا للتأثير القوي الذي تلعبه هواوي داخل السوق الأمريكية، ليس في سوق الهواتف الذكية وإنما في مجال تطوير البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس وكذلك المصالح المشتركة والمتشابكة مع الشركات الأمريكية، فضلًا عن نفوذ الشركة الصينية، باعتبارها ثاني أكبر الشركات مبيعًا للهواتف الذكية حول العالم.