تحاول واشنطن بشتى الطرق محاربة قضية اللاجئين الفلسطينيين، على الرغم من القرارات الأممية التاريخية التي تؤكد دائمًا حقوق اللاجئين الفلسطينيين الثابتة وُصفت بأنها "رأس الحربة" في محاولة تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين من خلال جهودها المضنية لتحقيق هذا الهدف. إنها واشنطن التي تقود بدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ أن وصل إلى البيت الأبيض، مخططا خبيثا وخطيرا يستهدف تصفية وإنهاء قضية اللاجئين، والالتفاف حول حق العودة الثابت؛ بهدف شطبه من مواثيق وقرارات الأممالمتحدة. منذ العام الماضي اتخذت الإدارة الأمريكية العديد من القرارات التي تسعى من خلالها إلى تصفية تلك القضية، لتضرب بعرض الحائط كل المعاهدات والمواثيق التي صدرت عن الأممالمتحدة، وأبرزها القرار الأممي (194). هذا القرار يعد من أهم القرارات الأممية التاريخية التي تؤكد حقوق اللاجئين الفلسطينيين الثابتة، وقد تم تأكيده في الجمعية العامة للأمم المتحدة 135 مرة. حل "أونروا" أحدث تلك المخططات الدعوة إلى حل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وذلك قبل أسابيع من الكشف عن الخطة الأمريكية للسلام في الشرق هذا القرار يعد من أهم القرارات الأممية التاريخية التي تؤكد حقوق اللاجئين الفلسطينيين الثابتة، وقد تم تأكيده في الجمعية العامة للأمم المتحدة 135 مرة. حل "أونروا" أحدث تلك المخططات الدعوة إلى حل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وذلك قبل أسابيع من الكشف عن الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط. وقال المستشار الأمريكي جيسون جرينبلات، في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، إن الأونروا عبارة عن "ضمادة" وإن الوقت قد حان لكي تتسلم الدول المستضيفة للاجئين والمنظمات غير الحكومية الخدمات التي تقدمها الوكالة الدولية، مضيفا: "نموذج الأونروا خذل الشعب الفلسطيني". الفساد وصفقة القرن يهددان مستقبل نتنياهو السياسي وأوضح جرينبلات، الذي يشترك مع جاريد كوشنر مستشار ترامب وصهره في صياغة خطة سلام سيتم الإعلان عنها بعد شهر رمضان، أن الوقت حان "لبدء نقاش حول تخطيط نقل الخدمات التي تقدمها الأونروا إلى الحكومات المستضيفة أو غيرها من المنظمات غير الحكومية الدولية أو المحلية". وزعم جرينبلات قائلا: "سيكون من الخطأ عدم انضمام الفلسطينيين إلينا، فليس لديهم ما يخسرونه بل سيكسبون الكثير إذا انضموا إلينا، لكن ذلك بالتأكيد خيارهم"، بحسب "الفرنسية". وردا على هذا المخطط أكد مدير "أونروا" بيير كرينبول، أن الوكالة تمكنت من سد عجز بقيمة 446 مليون دولار العام الماضي من خلال خفض الميزانية، ومساهمات المانحين الجدد. وأوضح مدير الوكالة: "في الوقت الذي يواجه فيه اللاجئون الفلسطينيون غيابا شبه تام لأي أفق سياسي، أنا مقتنع تماما بأن استمرار خدمات الأونروا مهم جدا لحفظ الكرامة الإنسانية والاستقرار الإقليمي". أما فرنسا فحذرت من أن عدم دعم اللاجئين الفلسطينيين سيحول المخيمات إلى ساحات تجنيد رئيسية للإرهابيين في المنطقة. مخططات سابقة هذه ليست المحاولة الأمريكية الأولى لتصفية قضية اللاجئين، فخلال العام الماضي اتخذت الإدارة الأمريكية قرارات خطيرة ومصيرية، تضرب قضية اللاجئين. تقرير أمريكي خطير سري أوصى باعتماد 40 ألف فلسطيني فقط كلاجئين، وهم الذين ما زالوا أحياء منذ النكبة عام 1948، حيث أوضحت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن لدى "الكونجرس" توصية باعتماد الخطط الأمريكية المشددة في التعامل مع اللاجئين الفلسطينيين والتعامل مع غيرهم من اللاجئين في العالم، بينما تقضي المخططات الأمريكية باعتماد اللاجئين الفلسطينيين الأجداد الذين تم تهجيرهم من ديارهم خلال نكبة فلسطين عام 1948، دون الاعتراف بأبنائهم أو أحفادهم كلاجئين. عار جديد.. ترامب يعترف بسيادة إسرائيل على الجولان هذا المخطط يفضح الدور الأمريكي الخطير في تصفية وإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين وعدم الاعتراف بأكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني مشتتين ومحرومين من العودة إلى ديارهم والحصول على حقهم في التعويض. وفي محاولة أخرى لتصفية القضية والضغط على الفلسطينيين من أجل القبول بصفقة القرن، قامت واشنطن بتقليص المساعدات التي تقدمها ل"أونروا" وبدأت واشنطن في تقليص مساعداتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، حيث جمدت نحو 300 مليون دولار من أصل مساعدتها للوكالة، البالغة نحو 365 مليون دولار. وتسبب ذلك الإجراء في مفاقمة الأزمة المالية التي كانت تعاني منها الأونروا أصلا، ما تسبب في اتخاذ إدارة الوكالة عدة قرارات أدت إلى تقليص خدماتها في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. واعتبرت "أونروا" هذه الأزمة المالية بفعل تقليصات واشنطن لدعمها، هي الكبرى في تاريخها. جوهر الصراع منظمة التحرير الفلسطينية رفضت ما أثير عن الخطة الأمريكية لتصفية القضية، وقال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، إن "صاحب الولاية على وكالة الغوث هي الأممالمتحدة، التي من صلاحياتها تحديد مصير وبقاء عمل وكالة الغوث وتحديد تعريف اللاجئ الفلسطيني، وتحديد أعدادهم"، مشددا على أن "قضية اللاجئين الفلسطينيين هي جوهر الصراع، وحلها يكمن فقط في تطبيق قرارات الأممالمتحدة". وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية لا تمتلك حق إسقاط حق اللاجئين في العودة، أو الالتفاف حوله من خلال وقف دعمها لوكالة الغوث الدولية، مؤكدا أن "حق العودة حق مكفول بالقانون الدولي، وبالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومدعوم بقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها القرار 194، ولا يحق لأي جهة مهما كانت قوتها أن تتجاوز قرارات الأممالمتحدة، أو تتغاضى عنها"، وفقا ل"وفا". خطة أمريكية جديدة.. تأجيل صفقة القرن لاغتصاب الضفة الغربية وكانت "الأونروا" قد تأسست عام 1949 لتقديم خدمات التعليم والصحة لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدسالشرقيةالمحتلة. وطالما كانت الوكالة صداعا في رأس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي كان قد دعا أيضا إلى إغلاق الوكالة بحجة أنها معادية لإسرائيل وتطيل مشكلة اللاجئين.