معركة جديدة في الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين، بعد أن أعلنت واشنطن ضم شركة "هواوي" الصينية إلى قائمة الشركات التي تمثل "مخاطرة كبيرة" للأمن القومي الأمريكي تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الصين لن تصبح أكبر قوة عظمى في العالم تحت قيادته، حيث أكد في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، أنه "سعيد جدا" بالحرب التجارية، وقال عندما سئل عن آخر التطورات في الحرب التجارية: "إننا نأخذ مليارات الدولارات"، مضيفا أنه "من الواضح أن الصين لا تبلي بلاء حسنا مثلنا"، وتشير تعليقات ترامب إلى أنه لا ينوي العودة سريعا إلى طاولة المفاوضات مع بكين بعد أن انهارت المحادثات لإنهاء الصراع التجاري في وقت سابق من هذا الشهر. ومنذ ذلك الحين، سار في طريق لرفع الرسوم الجمركية على البضائع الصينية، ونقل معركته مع بكين إلى عملاق التكنولوجيا الصيني، "هواوي". حيث نما تأثير شركة الاتصالات الصينية "هواوي" بشكل مطرد في السنوات الأخيرة، وتزايد اهتمام الحكومة الأمريكية بها، خوفا من أن يتسبب انتشار الهواتف المحمولة وغيرها من المعدات ومنذ ذلك الحين، سار في طريق لرفع الرسوم الجمركية على البضائع الصينية، ونقل معركته مع بكين إلى عملاق التكنولوجيا الصيني، "هواوي". حيث نما تأثير شركة الاتصالات الصينية "هواوي" بشكل مطرد في السنوات الأخيرة، وتزايد اهتمام الحكومة الأمريكية بها، خوفا من أن يتسبب انتشار الهواتف المحمولة وغيرها من المعدات الصينية الصنع في جعل الدول الغربية، بما فيها تلك التي تتبادل مع الولاياتالمتحدة أكثر المعلومات الاستخباراتية حساسية، تحت تأثير بكين. وقد حاولت واشنطن مساءلة هواوي عن الانتهاكات المزعومة للعقوبات، بالإضافة إلى سرقة حقوق الملكية الفكرية، مع تحذير حلفائها الرئيسيين مثل بريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا من الاعتماد على تقنيات "هواوي". والآن صعدت إدارة ترامب الضغط إلى مستوى جديد، حيث طلبت من جميع الشركات الأمريكية الحصول على موافقة فيدرالية قبل بيع منتجاتها إلى "هواوي". وهو ما دفع شركة "جوجل" إلى تعليق نقل البرامج الرئيسية والخدمات الفنية إلى الشركة الصينية، وهو ما يعني أن "هواوي" لن تتمكن من أي تحديثات خاصة ببرامج الأندرويد، ولن تستطيع الوصول إلا إلى الإصدار الأساسي من نظام التشغيل. وأبلغت الشركات المصنعة للرقائق الإلكترونية، بما في ذلك "كوالكوم" "برودكوم"، أنهم لن يزودوا شركة الإلكترونيات الصينية العملاقة بمنتجاتهم حتى إشعار آخر. وعلى الرغم من أنه لا يُعد حظرا صريحا على المبيعات، فإنه يعد تقييدا كبيرا، لأن منتجات "هواوي" تعتمد على المنتجات التكنولوجية المشتراة مما لا يقل عن 30 شركة أمريكية. وتقول "هواوي" إنها تمتلك مخزونا من هذه المنتجات يكفيها حتى 12 شهرا، لكن سياسة الولاياتالمتحدة تمثل ضربة قوية للشركة التي قيمتها نحو 100 مليار دولار. هواوي ترد على قرار جوجل بوقف تحديثات الأندرويد (التفاصيل) شكوك مشروعة ولا يعكس الموقف الداعم للحكومة الشيوعية تجاه "هواوي" النجاح التجاري للشركة فحسب، بل يعكس أيضا روابطها القديمة بالدولة الصينية. ففي الواقع، كان مؤسس شركة "هواوي" ضابط سابق في جيش التحرير الشعبي الصيني، ونمت الشركة بعد حصولها على العقود الحكومية والقروض السهلة. أضف إلى ذلك أن الصين أصدرت في 2017 قانونا يفرض على "هواوي" وجميع الشركات والأفراد التعاون مع وكالات الاستخبارات الحكومية، وهو ما تسبب، وإن كان بشكل غير مباشر، في اعتقال مسؤول تنفيذي من شركة "هواوي" في يناير ببولندا بتهمة التجسس. ومع ذلك، لم تحظ الولاياتالمتحدة ولا أي من حلفائها بدليل واضح يثبت أن المخابرات الصينية تستخدم تقنيات "هواوي" لاختراق شبكات البلدان الأخرى. في ظل هذه الظروف، من المشروع بالنسبة للولايات المتحدة أن تسعى إلى إجبار "هواوي" على التحلي بقدر أكبر من الشفافية في معاملاتها، سواء فيما يتعلق بملكيتها أو أهدافها الاستراتيجية في السوق العالمية. ضغط تجاري أشارت شبكة "بلومبرج" الأمريكية إلى أن هناك العديد من المراقبين يرون أن هذا التصعيد الأخير قد يكون جزءا من موقف الولاياتالمتحدة من الحرب التجارية وسيتم حلها كجزء من مفاوضات أوسع. وعلى الرغم من أن المفاوضات بين البلدين كانت تسير بشكل جيد منذ فبراير الماضي، فإن ترامب فاجأ الجميع وهدد برفع نسبة الرسوم الجمركية المفروضة على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار، لتصبح 25% بدلا من 10% فقط، في وقت سابق من الشهر الجاري. ترامب «المتهور» يهدد المفاوضات التجارية مع الصين وقال ترامب في تغريدة له على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن الرسوم الجمركية المقدرة ب10% على البضائع الصينية بقيمة 200 مليار دولار، سترتفع إلى 25%. في الوقت نفسه هدد بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على بضائع صينية بقيمة 325 مليار دولار في أقرب وقت. وتتناقض تصريحات ترامب مع حالة التفاؤل التي انتشرت على مدى أسابيع حول المحادثات، التي أعرب عنها الرئيس نفسه مرارا وتكرارا. وهو ما دفع بنك "جولدمان ساكس" الاستثماري، إلى وصف تهديدات ترامب بأنها حجر عثرة في الطريق إلى نزع فتيل الحرب التجارية بين البلدين. هل تستغل الصين الفرصة؟ تقول "بلومبرج" إنه يمكننا الآن أن نتوقع من الصين أن تضاعف جهودها لنشر نظام تشغيل للهواتف الذكية محليا، وتصميم رقائقها الخاصة، وتنفيذ معايير التكنولوجيا الخاصة بها. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تسريع وتيرة عملية إنشاء ما وصفته الشبكة الأمريكية ب"ستارة حديدية رقمية" تقسم العالم إلى قسمين تكنولوجيين متميزين. وأضافت أنه من المتوقع أن يكون هناك فوارق، حيث لن تتمكن نسخة صينية مبدئية من نظام تشغيل "أندرويد" من مجاراة الأصل الذي طورته شركة "جوجل". «إنفنيون» الألمانية تكشف حقيقة تعليق شحنات هواوي وستكون رقائق الاتصالات المحلية الصنع في الصين أقل في الجودة من تلك التي تقدمها شركات عالمية مثل "كوالكوم" و"برودكوم". ولكن في حين أن المحاولات السابقة لتطوير المنتجات المحلية قد تعطلت لأن البدائل الغربية كانت لا تزال متاحة، إلا أنه في هذه الحالة الفشل لم يعد خيارا في أعين القيادة الصينية العليا. وتوقعت الشبكة الأمريكية أن الحكومة الصينية ستضخ المزيد من الدعم للتأكد من أن صناعة التكنولوجيا لن تضعف، وقالت إن "المال لا يمكن أن يحل جميع المشاكل، ولكن مع مرور الوقت، سيتغلب تمويل الدولة الصينية على كل التحديات أمام استخدام البدائل المحلية، إن لم يكن جعلها قابلة للمقارنة للتكنولوجيا الأمريكية". ومن غير المحتمل أن يكون لدى الولاياتالمتحدة الإرادة السياسية لدعم شركاتها بنفس القدر، وفي البداية، لن تحتاج إلى ذلك بسبب تفوق أمريكا الحالي، لكن تقدم "هواوي" في تطوير تكنولوجيا الجيل الخامس للهواتف المحمولة "5G" يدل على أن هذه القيادة لن تبقى إلى الأبد في أمريكا. ومع بداية الحرب التكنولوجية الباردة، لن يكون الفائز هو الجانب الأفضل، ولكن سيكون الجانب الذي لديه القدرة الأكبر على تحمل آلام الخسائر الطويلة.