هجمات إيران على نفط الخليج تستهدف إمدادات الطاقة والاقتصاد العالمي، وهو ما يستدعي تكاتف المجتمع الدولي، وإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بحماية مثل هذه المنشآت يبدو أن إيران وأذرعها فقدت كل أوراقها الرابحة وهو ما جعلها تتجه إلى البحث عن مخرج من خلال اللجوء إلى "حرب النفط" من خلال استهداف هذا القطاع في الخليج العربي، فعلى مدار اليومين الماضيين صعدت إيران عبر ميليشياتها في منطقة الخليج، واستهدفت منشآت نفطية، وخاصة السعودية والإمارات، في تصعيد واضح للأوضاع في المنطقة. جاء أحدث هجوم بعد استهداف طائرات "درون" مفخخة محطتين لضخ النفط في خط أنابيب رئيسي في السعودية، أمس الثلاثاء، وسرعان ما خرجت ميليشيات الحوثي المدعومة من النظام الإيراني لتتبنى هذا الهجوم بطائرات بدون طيار. أعلن المتحدث باسم ميليشيات الحوثي محمد عبد السلام أن استهداف المنشآت السعودية بطائرات مسيرة جاء للرد على "الجرائم والحصار" في اليمن، في إشارة إلى التحالف العربي. وكتب المتحدث عبد السلام عبر حسابه في "تويتر": "عملية استهداف منشآت سعودية حيوية جاءت ردا على استمرار العدوان في ارتكاب جرائم إبادة وفرض حصار أعلن المتحدث باسم ميليشيات الحوثي محمد عبد السلام أن استهداف المنشآت السعودية بطائرات مسيرة جاء للرد على "الجرائم والحصار" في اليمن، في إشارة إلى التحالف العربي. وكتب المتحدث عبد السلام عبر حسابه في "تويتر": "عملية استهداف منشآت سعودية حيوية جاءت ردا على استمرار العدوان في ارتكاب جرائم إبادة وفرض حصار على شعب بأكمله"، وتابع: "لا خيار أمام شعبنا العزيز إلا الدفاع عن نفسه"، بحسب "فرانس 24". لم يكن هذا الهجوم هو الأول من نوعه خلال الأسبوع الجاري، فقد سبقه حادث تخريب 4 ناقلات نفط في منطقة الخليج العربي، وبالتحديد بالقرب من سواحل الإمارات، ما تسبب في إلحاق أضرار كبيرة بالسفن، التي كانت واحدة منها في طريقها لنقل النفط السعودي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. ترفض تهديدات إيران.. أوروبا متمسكة بالاتفاق النووي ويتصاعد تهديد أمن إمدادات النفط في منطقة الخليج، في كل مرة تتعرض فيها إيران للعقوبات، ومع عودة العقوبات الأمريكية عاد التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز، المعبر الذي يمر عبره ما يقارب ثلث الإمدادات النفطية العالمية التي تنقل عبر البحار، أي ما يزيد على 2.5 مليون برميل يوميا، لكن ما بين 2010 و2019 تغيرت أشياء مهمة في خريطة الإمدادات. استهداف عالمي خبراء أمن واقتصاديون وسياسيون أكدوا أن استهداف محطتي "أرامكو" بالرياض هو عمل تخريبي وإرهابي وتهديد أمني لا يستهدف المملكة وإنما يستهدف إمدادات الطاقة والاقتصاد العالمي، وهو ما يستدعي تكاتف المجتمع الدولي، وإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بحماية مثل هذه المنشآت الحيوية الخاصة بعنصر الطاقة، لأن حماية المنشآت النفطية في دول المنطقة أمن اقتصادي وقومي عربي وعالمي. وأشار الخبراء إلى أن السعودية أكبر منتج للطاقة على مستوى العالم، وتشترك مع دول الخليج العربي، وغيرها من الدول في توفير نسبة كبيرة من الطاقة التي يحتاج إليها العالم كله، ومن ثم فإن مثل هذه الحوادث التخريبية والإرهابية تستهدف العبث بسوق الطاقة العالمية، وهذا من الخطورة التي تترجمها العملية التي وقعت على هذه المنشآت الحيوية، مؤكدين أن ميليشيات الحوثي الإيرانية هي أحد المتهمين الرئيسيين في مثل هذه الحوادث التخريبية، بحسب "الاتحاد". حادث ناقلات النفط بالخليج رسالة إيرانيةلأمريكا وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أكد أيضا أن هذه الأعمال التخريبية تستهدف إمدادات النفط إلى العالم، والاقتصاد العالمي، وتثبت مرة أخرى أهمية التصدي لكل الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية بما في ذلك ميليشيات الحوثي في اليمن المدعومة من إيران. وشدد مجلس الوزراء السعودي في جلسته أمس على أن الهجوم لا يستهدف المملكة فحسب، وإنما يستهدف أمان إمدادات الطاقة للعالم والاقتصاد العالمي. هل تتدخل الصين لإنقاذ إيران من العقوبات الاقتصادية الأمريكية؟ اللجوء للوكلاء ونجد أن إيران لجأت مجددا، أمس، إلى استخدام وكلائها في تهديد أمن الطاقة العالمي، في تصعيد واضح للأوضاع في منطقة الخليج، إذ أعلنت جماعة الحوثي، المرتبطة بطهران، شن هجمات على محطتين لضخ النفط في السعودية، في حادث جاء مباشرة بعد استهداف أربع ناقلات نفط، بينها ناقلتان سعوديتان، قبالة سواحل الإمارات، وهو الهجوم الذي قال مسؤول أمريكي إن وكالات الأمن القومي الأمريكية تعتقد أن منفذيه وكلاء لإيران وليس إيران مباشرة. في الوقت ذاته أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في موسكو، أن بلاده لا تريد حربا مع إيران، إلا أنه تعهد بمواصلة الضغط عليها، بينما قال المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس، إنه لن تقع أي حرب مع أمريكا. هل تقرع واشنطن طبول الحرب ضد طهران؟ رأى حمود الحربي المتخصص في نظم المعلومات الجغرافية واستخدامات الطيران، أن تجهيز طائرات بدون طيار بالصواريخ، على غرار ما فعلته الميليشيات الحوثية لدى استهدافها منشأتي نفط في السعودية أمس، يتطلب خبراء دولة في التسليح، مستبعدا أن يتم ذلك من قبل هواة أو محترفين، بحسب "الشرق الأوسط". وعن المسافات التي تستطيع طائرات "الدرون" قطعها، فأشار الحربي إلى أن هذا النوع من الطائرات يستطيع التحليق لأي مسافة سواء كانت ألفي كيلومتر أو أكثر، إذ يعتمد الأمر على كمية الوقود التي يستوعبها الخزان المجهز بها. إيران تحتفل وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية احتفلت بالاعتداء الإرهابي الذي استهدف نفط المملكة، ونشر التليفزيون الإيراني تسجيلات مصورة للهجوم الإرهابي ونقل عن مصادر حوثية تفاصيل عنه. وأفردت وسائل الإعلام مساحات مطولة من تغطياتها للهجوم على المنشآت النفطية. وقبل الهجوم بساعات، اعتبرت صحيفة "كيهان" الرسمية على صفحتها الأولى، الاعتداء على سفن تجارية في مياه الإمارات "تحذيرا" لدول الخليج، مع عناوين باللون الأحمر عن ارتفاع أسعار النفط وتراجع أسواق الأسهم، على أثر تخريب السفن الذي توصل تحقيق أمريكي إلى مسؤولية إيران أو وكلائها عنه. «الكوبونات».. عقوبات واشنطن تعيد طهران لعصر الحروب كما نشرت "كيهان" خريطة حددت عليها مناطق الأعمال التخريبية في بحر العرب، ولم تذكر مصادر المعلومات التي استندت إليها في تحديد مواقع الهجوم.