زنازين مكتظة، وحرمان من الطعام والنوم، والاعتداء الجنسي، هذا هو المشهد في أحد مراكز الاحتجاز الصينية لأقلية الإيجور المسلمة، وفقا لإحدى الموظفات السابقات هناك في الوقت الذي كانت شاهدة فيه على حالة الرعب التي تملأ جنبات مراكز احتجاز المسلمين الإيجور في الصين، لم تتمكن ساراجول ساوتباي، التي تقول إنها كانت موظفة سابقة في أحد هذه المراكز بمقاطعة "شينجيانج" أن تعترض على ما يحدث بها، إلا أنها تعهدت لنفسها بإخبار العالم في يوم ما عما شاهدته. شاركت ساوتباي مزاعم مذهلة عن التعذيب داخل المخيم خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، في كازاخستان، حيث تعيش الآن. وفي الوقت الذي كشف فيه المحتجزون السابقون الانتهاكات التي تعرضوا لها في هذه المراكز، فإن شهادة ساوتباي هي الأولى من نوعها لموظفة داخل أحد هذه المراكز. وقالت ساوتباي: "لقد كذبت الصين على المجتمع الدولي عندما قالت إنها ليست معسكرات اعتقال، وليست سجونا، وإنهم يعلمون المسلمين المهارات والتجارب الحياتية"، مؤكدة: "هذا ليس صحيحا على الإطلاق لأنني رأيته بأم عيني". وأضافت أنها فرت من عملها في معسكر بمقاطعة "شينجيانج" في عام 2018، إلى كازاخستان حيث التقت بأسرتها وقالت ساوتباي: "لقد كذبت الصين على المجتمع الدولي عندما قالت إنها ليست معسكرات اعتقال، وليست سجونا، وإنهم يعلمون المسلمين المهارات والتجارب الحياتية"، مؤكدة: "هذا ليس صحيحا على الإطلاق لأنني رأيته بأم عيني". وأضافت أنها فرت من عملها في معسكر بمقاطعة "شينجيانج" في عام 2018، إلى كازاخستان حيث التقت بأسرتها لفترة وجيزة قبل أن تعتقلها السلطات الكازاخستانية لعبورها إلى البلاد بوثائق مزورة. معسكرات الاعتقال في السنوات الأخيرة، فتحت الحكومة الصينية شبكة من المعسكرات في مقاطعة "شينجيانج"، واحتجزت فيها مئات الآلاف من الإيجور المسلمين. وتقدر وزارة الخارجية الأمريكية أنه كان يمكن أن يصل عدد المحتجزين خلال السنوات القليلة الماضية، إلى نحو المليوني شخص. وقالت الحكومات الغربية، بما في ذلك الولاياتالمتحدة، وجماعات حقوقية، إن المعسكرات ما هي إلا مراكز اعتقال تعسفي، تهدف إلى القضاء على ثقافة الإيجور والممارسات الإسلامية في أقصى غرب الصين. وتنفي الصين هذا الأمر، وأكدت الحكومة الصينية مرارا وتكرارا أن المعسكرات عبارة عن "مراكز تدريب على المهارات المهنية". سياسة طمس الهوية نشأت ساوتباي، وهي من العرق الكازاخي في "شينجيانج"، وفي عام 2016، غادر زوجها وطفلاها المنطقة الصينية متوجهين إلى كازاخستان المجاورة، إلا أنه لم تتمكن من المغادرة بسبب عضويتها في الحزب الشيوعي الحاكم. معسكرات إعادة التعليم تفضح سياسات الصين ضد المسلمين
وكانت تدير روضة أطفال عندما طلبت السلطات الصينية منها تدريس اللغة الصينية في أحد المخيمات، حيث إنها تتقن اللغتين الكازاخستانية والصينية. وأشارت إلى أنه عند بدء عملها اكتشفت أن وظيفتها تتطلب أكثر من تدريس اللغة الصينية، حيث تركز هذه المراكز على جعل الأقليات في البلاد أشبه بأغلبية الهان الصينية. حيث تقول: "أخبروني أن هناك سياسة إضفاء الطابع الصيني"، وأضافت: "قالوا لي ذات مرة: سنحول أفضلهم ليكونوا من قومية الهان، بينما سنقمع الفاسدين ونقضي عليهم". وطُلب من ساوتباي أن تقول لطلابها في المركز إنهم يجب أن يكونوا موالين للحزب الشيوعي الصيني، باعتبارهم مواطنين صينيين، وتقول الشبكة الأمريكية إن هذا يتماشى مع روايات العديد من المعتقلين السابقين. عقوبات صارمة قالت ساوتباي إن هناك عقوبات صارمة على أولئك الذين لم يحققوا "تقدما" كافيا في تعلم اللغة أو حتى التقاليد الصينية المتعلقة بالدفن والأعياد. "أولئك الذين لا يستطيعون التعلم بسرعة كافية أو تحقيق الأهداف اليومية محرومون من الطعام، والطعام بحد ذاته سيئ للغاية، ففي الثلاث وجبات، يحصلون على مغرفة واحدة من عصيدة الأرز، وقطعة خبز واحدة، كما يتعرضون للحرمان من النوم". العمل قسرا.. أحدث أزمات تعامل الصين مع مسلمي الإيجور
وبالنسبة لأولئك الذين لم يتعلموا بسرعة، أو أبدوا معارضتهم لما يحدث، تقول ساوتباي: يتم استخدام أساليب تعذيب أكثر قتامة معهم، حيث تزعم أن أحد أصدقائها العاملين في طاقم التمريض، أخبرها عن منح حقن وأدوية للمحتجزين الإيجور. ظروف مروعة تقول ساوتباي ل"سي إن إن" إنه خارج نطاق العقوبة، فإن الحياة اليومية في المعسكرات مروعة، فالغرف التي ينام فيها المحتجزون مكتظة وغير صحية، حيث كانت المراحيض والأسرّة في نفس الغرفة. وأشارت إلى أنه "يتم استخدام دلو كمرحاض"، مضيفة أن المحتجزين لا يمكنهم الطلب من الحراس استخدام المرحاض. انتهاكات أخرى، مثل العنف الجنسي، قد ارتكبت ضد بعض السجينات، وفقا لرواية ساوتباي، التي قالت إن "الحراس يأخذون الفتيات من هناك وبعد فترة طويلة يعيدونهن، في بعض الأحيان في منتصف الليل". وأضافت: "عندما يحضرونهن، يمكن لأي شخص عادي أن يرى شكل التعذيب الذي تعرضت له تلك الفتيات"، مشيرة إلى أنه "عندما يعدن، يتحولن إلى شخص مختلف، أعتقد أنهم يمارسون جميع أنواع التعذيب عليهن ويعتدون عليهن جنسيا". وتقول إن معظم النساء اللائي تم نقلهن كن شابات وغير متزوجات، وعادة لا تتجاوز أعمارهن 20 عاما تقريبا. «الإيجور» ل«داعش سوريا».. هل تشارك الصين في معركة إدلب؟
"شاهد حي" اكتسبت ساوتباي سمعة دولية في العام الماضي بعد أن هربت من المعسكر الذي كانت تعمل فيه وتوجهت إلى كازاخستان في محاولة للم شملها مع أسرتها. وقد ألقت السلطات الكازاخستانية القبض عليها في مايو الماضي، واتهمت بالدخول غير القانوني إلى كازاخستان باستخدام وثائق مزورة لعبور الحدود. ورغم أن الجريمة ليست خطيرة في كازاخستان، فإنها واجهت خطر الترحيل إلى الصين، أكدت ساوتباي ومحاميها خلال المحكمة بأن إعادتها إلى الصين ستعني الحكم عليها بالإعدام، وقالت: "أنا شاهد حي على معسكرات الاعتقال هذه، ولهذا السبب تريد الصين بشدة أن تعيدني أو تقتلني". خلال المحاكمة، كشفت ساوتباي بعض التفاصيل خلال فترة عملها بالتدريس في المعسكر، حيث قالت إن معظم المحتجزين البالغ عددهم نحو 2500 شخص كانوا من العرق الكازاخستاني. ووجدت السلطات الكازاخستانية أن ساوتباي مذنبة لكنها لم ترحلها على الفور، حيث قام قاض بمنع تسليمها وحكم عليها بالسجن لمدة ستة أشهر مع وقف التنفيذ.