الشاب رامي اقتحم العمارة المشتعلة وأنقذ 5 أشخاص قبل أن يموتوا اختناقا.. الأهالي: مش غريبة عليه معروف إنه شهم.. تاجر: شال المصابين من وسط النار وطلعهم لعربيات الإسعاف رامي مجاهد، شاب لم يتخط ال24 من عمره، بخطوات عنيدة سبقتها شجاعة مفرطة، توجه محملا بأوجاع جميع سكان منطقته -الذين تربطهم به علاقات طيبة وحسنة- نحو ألسنة اللهب، المشتعلة بعمارة «الشابوري» الواقعة في أول حارة اليهود، وسجل «رامي» بطولة من نوع خاص، وسط النيران والدخان الكثيف الذي غطى سماء العتبة والموسكي والجمالية. خلع الشاب العشريني، قميصه، وصعد إلى العمارة التجارية التي تضم سنتر تبارك والسني للملابس الجاهزة، وهما من أشهر المحلات التجارية الموجودة بالمبنى، بخلاف عشرات المحلات الواقعة على مساحة ال150 مترا، إجمالي مساحة العمارة المنكوبة. بخطى ثابتة غير مهتزة، توجه رامي، الذي يعمل بائعا بحارة اليهود، إلى المبنى التجاري، فور علمه بوجود حالات اختناق ومصابين في الطوابق الأرضي والأول والثاني، حمل بسرعة أصدقاءه المصابين الموجودين أرضا داخل محالهم، جراء إصابتهم بحالات اختناق نتيجة الحريق الذي امتد لهيبه ليدمر الممر الضيق بين العمارتين، وكذلك بخطى ثابتة غير مهتزة، توجه رامي، الذي يعمل بائعا بحارة اليهود، إلى المبنى التجاري، فور علمه بوجود حالات اختناق ومصابين في الطوابق الأرضي والأول والثاني، حمل بسرعة أصدقاءه المصابين الموجودين أرضا داخل محالهم، جراء إصابتهم بحالات اختناق نتيجة الحريق الذي امتد لهيبه ليدمر الممر الضيق بين العمارتين، وكذلك أتت النيران على أسقف وحوائط المبنى بالكامل. كان رامي عائدا من أحد المشاوير بمنطقة الأزهر، لشراء بعض السلع التي يعمل على بيعها في الشارع، وسمع بالحريق الضخم، لم يقف مكتوف الأيدي وتعامل بإيجابية مع الحادث، فبينما كان الجميع يحاول رش جرادل المياه، نجح الشاب العشريني في حمل نحو 5 من المصابين باختناق داخل العمارة، وإنقاذ حياتهم من الموت المحقق، دخل رامي وسط النيران ينادي على أصحابه الذين يعرفهم بالاسم، وزاد من شكوكه في إصابتهم بمكروه، أنه لم يرهم وسط المحاربين عن محالهم التجارية، بالفعل دخل بصعوبة بالغة وسط النيران ليجد أصحابه، أيمن ومحمد وعبد الرحمن، على الأرض بلا حراك جراء الدخان الكثيف، ولولا عناية الله بهم وشجاعة «رامي» للفظوا أنفاسهم جميعا داخل العمارة المنكوبة. تحدث عدد من الباعة بجوار العمارة المنكوبة إلى «التحرير» عن الدور الذي قام به رامي، موضحين أن همه الأول والأخير كان إنقاذ أرواح المصابين، قبل مفارقتهم الحياة، وعلق رجل أربعينى قائلاً: «مش جديد على رامي، شاب شهم وابن حلال وبيعرف في الواجب والأصول، ماخافش من النار ودخل وسطها، جاب المصابين من وسط النار وشالهم على كتفه وطلعهم لعربيات الإسعاف». كان الشغل الشاغل لرامي مجاهد، هو الفرار ببضاعته من النيران القريبة التي تبعد أمتارا عنه في الشارع، بالفعل أخفى بضائعه لدى محل في الناحية الثانية المؤدية لحارة تسمى بحارة «الأسيوطي»، وسريعا تذكر منظر وأصوات زملائه وأصحابه الموجودين بعمارة «الشابوري»، ليعود على الفور خالعا قميصه وحذاءه، مقتحما ألسنة النيران بكل شجاعة، وينجح بالفعل في إنقاذ أرواح الموجودين بداخلها. «التحرير» كانت هناك اقتربت من الأهالي وأصحاب المحلات والفرش التجارية، لرصد معاناتهم ونقل تفاصيل الكارثة التي تسببت في خسائر رهيبة، لم يتم حصرها بعد. على وجه السرعة هرول الأهالي وأصحاب المحلات، إلى محل الحريق، وأسرع آخرون بالاتصال بشرطة النجدة والمطافئ، لنجدتهم خشية تفاقم الحريق وامتداده لباقي المحلات والفرش التجارية والمخازن الموجودة بالعمارة والعمارات الملاصقة لها. يقول هاني أبو ياسين، صاحب محل لبيع العطور، في الجهة المقابلة لعمارة الشابوري التي أمسكت بها النيران: «إحنا خرجنا من الصلاة جرينا على الصوت والدخان لأنهم كانوا عاليين أوي، مش عارفين إيه اللى حصل، في الأول افتكرناه انفجار والله، الصوت كان شديد جدا، ولسوء حظنا في غالبية محلات ومخازن العمارة دى بتشتغل في العطور والملابس بخاصة الملابس الحريمي بكل الموديلات». «بالعافية قدرنا نوصل قريب من محل العطور اللى النار مسكت فيه»، يشرح هاني، صاحب الأربعين من عمره، موضحا أنه منذ ما يقرب من شهرين تقريبا، أسرع كل صاحب مخزن ومحل ملابس خاصة حريمي، بتخزين عدد كبير من الملابس داخل العمارة "مستنيين موسم رمضان والعيد، الناس دى شقيانة وكلنا تعبانين في أكل عيشنا".