بخطوات ترسمها البطولة ركض "رامي مجاهد" شاب عشريني نحو المبنى المحترق ب الموسكى بحارة اليهود، الذي شب به حريق هائل ظهر اليوم استمر 8 ساعات كاملة، لإنقاذ العاملين والمواطنين الموجودين بالمبنى. دفعت شجاعة ومروءة "رامي" بائع ب حارة اليهود"، إلى تجاوز نيران المبنى التجاري المحترق، وسط رجال الاطفاء لانقاذ ارواح بائعي واهالي المنطقة الموجودين داخل المبنى المكون من 4 ادوار والذي يضم عددا من المحال التجارية. انتزع"مجاهد" قميصه، دون خوف وصعد إلى المبنى التجاري، وحمل مصابي الحريق قبل أن تشب النار بأجسادهم أو يموتون مخنوقين من دخان الحريق الكثيف. وصف "رامي" ل"صدى البلد" دوره الذى قام به لانقاذ المواطنين من الحريق قائلًا : دقت عقارب الساعة الثانية ظهرا كنت جاي من الحسين على المحل اللي شغال فيه، بصيت لقيت حريقة كبيرة في الدور الأخير و المبنى كله محلات ، مقدرتش اقف اتفرج شلت القميص من على جسمي ودخلت مع المطافي عشان انقذ الناس وحملتهم على كتفي قبل ما يحصلهم حاجة لا قدر الله". لم يخف الشاب صاحب الدور البطولي على ان يصاب جراء الحريق، وكان همه الاول والاخير انقاذ المواطنين بالمبنى المحترق. ننتقل من قصة رامى إلى داخل دكان صغير بحي "الموسكي" بحارة اليهود لنستقبل " قبيل على" احد زبائنه، في ظهيرة اليوم الجمعة، كما اعتاد فتح دكانه في كل صباح ،سمع البائع الثلاثيني دوي انفجار بممر تصطف به المحلات ليرى ألسنة اللهب تخرج من المبنى الذي يجاور دكانه لينتابه الذعر ويهرب زبائنه من شدة الفاجعة ناجين بحياتهم من لهيب الحريق الهائل. حمل " قبيل" بضاعته مسرعًا من ارفف محله قبل امتداد النيران وتحسبا من انتشارها من المبنى التجاري، بالحارة الشهيرة، هرع صاحب الدكان خارج الممر ليتفاجأ بتطاير الشظايا ليحبس البائع أنفاسه من الصدمة ولا يعرف الى اين يذهب ببضاعته. أعاد حريق المبنى التجاري بحارة اليهود المندلع اليوم، إلى ذهن " قبيل" حادث الرويعي الذي وقع في عام 2017 ، والذي خلف خسائر فادحة بالمباني المحيطة به، ما أثار الرعب بداخل صاحب داكن الملابس، متخوفًا من أن يتكرر نفس المشهد الذي عايشه في حريق الرويعي. وسط سارينة عربات المطافي والاسعاف ودخان الحريق الكثيف، حمل "رضوان فؤاد " ابنه الصغير، للهروب من المنزل المقابل للمبنى المحترق، من شدة الذعر والقلق بعد أن شاهد الموظف الأربعيني لحظات الحريق بالمبنى التجاري المقابل له من اعلى سطح منزله العتيق. تحولت المنطقة الى مسرح عمليات من قبل قوات الشرطة والحماية المدنية و محاصرة المبنى المحترق بعشرات من عربات الإطفاء، هو المشهد الذي استوقف "رضوان" ، بعد دقائق عقب خروجه من منزله في الثانية ظهرًا لحظة اندلاع الحريق المروع، بحسب وصفه ل"صدى البلد". 8 ساعات من النيران المشتعلة في طوابق المبنى التجاري فشل الاهالى فى إخماد ألسنة اللهب ومكافحة النيران حتى استعانت قوات الحماية المدنية بعدد كبير من سيارات الاطفاء والذى اسفر عنه اصابة 45 شخصا بحالات اختناق اعتقد الاهالى فى بداية الامر ان الاصوات التى قرعت آذانهم كانت لقنابل بعد انفجار التكييف المتسبب فى الحريق. وأرجع اصحاب المحال والأهالي القاطنون بالحارة ان استمرار النيران طول تلك الساعات، إلى ماس كهربائي فى التكييف تسبب فى اندلاع الحريق في مواد التجميل سريعة الاشتعال داخل محل الجملة المحترق، بالمبنى الذي يقف في الواجهة الرئيسية من حارة اليهود. بينما اصيب طارق فهمي بالذهول والصدمة عقب مشاهدة النيران تلتهم مكتبه ليقف في صمت مكتوف الأيدي، بعد اشتعال النيران في مكان أكل عيشه، بحسب وصفه.
تفاجأ صاحب المكتب، بخبر اندلاع الحريق ليهرع إلى مكان الحادث، ليجد ألسنة النار تمسك في المبنى، وسط دخان كثيف وتحول الشارع الى سيل من المياه.