خال الضحية: «يوسف» قاوم الجانيين فهشما رأسه وقيداه بالحبال وألقياه حيا في ترعة.. الضحية حاول النجاة ف«داس» على رأسه أحد المتهمين؛ لسرقة التوك توك وشراء جرعة مخدرات الفراق والحرمان يلاحقانه منذ نعومة أظافره، فقبل 14 عاما انفصل والداه وتزوجت الأم بآخر وهو لم يتجاوز الثالثة من العمر. عاش الطفل "يوسف محمد نصر" مع جدته لوالدته التي تكفلت بتربيته، وحظي باهتمام أشقاء والدته الذين حرصوا على تعليمه حتى وصل للصف الثاني الثانوي الأزهري وحفظ القرآن الكريم. كان حلمه أن يلتحق بالكلية الجوية، لكن سرعان ما تبخر على يد شخصين حرماه حلمه والحياة، فقتلاه بدم بارد واستوليا على "توك توك" كان يقوده، وباعاه لشراء جرعة مخدرات في جريمة هزت مركز الصف جنوب محافظة الجيزة. يقول خال الضحية، علي العطار "مدرس" إن "يوسف" كان يتمتع بالخلق الطيب وحب واحترام الجميع، وعمد إلى العمل سائق توك توك لتوفير مصروفاته الشخصية "بحكم شغلنا في تجارة التوك توك كان لما يعجبه واحد ياخده يشتغل عليه، كان عايز يحس إنه كبر ويقدر يصرف على نفسه، بس ماكنش بيصرف على والدته زي ما الناس قالت". عن يوم يقول خال الضحية، علي العطار "مدرس" إن "يوسف" كان يتمتع بالخلق الطيب وحب واحترام الجميع، وعمد إلى العمل سائق توك توك لتوفير مصروفاته الشخصية "بحكم شغلنا في تجارة التوك توك كان لما يعجبه واحد ياخده يشتغل عليه، كان عايز يحس إنه كبر ويقدر يصرف على نفسه، بس ماكنش بيصرف على والدته زي ما الناس قالت". عن يوم الواقعة، يوضح الخال أن "يوسف" استقل "توك توك" بحثا عن الرزق، واستوقفه كل من: "محمد. ع" مقيم بمركز الصف، و"أحمد. ش" مقيم بقرية الأقواز، وطلبا منه توصيلهما إلى شارع المركز، لافتا إلى أنهما شرعا في الاستيلاء على المركبة لكن نجل شقيقته قاومهما؛ ما دفع أحدهما لضربه بمنطقة الرأس، ثم قيداه بالحبال وألقياه في ترعة بمدخل الجزيرة الشقراء. ويضيف: "المكان ده فيه كوبري والميه قليلة في الترعة، لما رموه كان بيعافر عشان يطلع وبالفعل عدى الناحية التانية للترعة، فواحد من المتهمين داس عليه لحد ما مات"، مشيرا إلى أنهم بحثوا عنه في كل مكان على أمل العثور عليه على قيد الحياة "رغم إننا متأكدين مش هنلاقي غير جثته"، حتى عثروا عليه في اليوم السابع بمشاركة رجال المباحث والإنقاذ النهري، وتدخل عضو مجلس النواب عن دائرة الصف. في اليوم التالي من العثور على جثة الضحية، فوجئت أسرة الضحية بوالده يقيم سرادق عزاء؛ ما أثار حفيظتهم، ليؤكد خاله: "ماكناش هنعمل عزاء غير لما حقه يرجع، ده شاب صغير لسه طالع للدنيا، كان متفوق في دراسته وكان مساعد أمين اتحاد الطلاب على مستوى الجيزة ومتطوع في جمعية خيرية". وألقت قوات الأمن بالجيزة القبض على المتهمين، وتمت إحالتهما إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسهما على ذمة التحقيق، ليختتم خال الضحية حديثه مؤكدا: "إحنا مش عايزين غير العدل وحق يوسف بالقانون". تفاصيل الواقعة تعود إلى تلقي مأمور مركز شرطة الصف بلاغًا من الأهالي بانتشال جثة طالب من مياه النيل بقرية الجزيرة الشقراء بدائرة المركز، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية بقيادة الرائد محمد طبلية، رئيس وحدة المباحث، إلى محل البلاغ، وتبين بالفحص والمعاينة أن الجثة لسائق توك توك يُدعى يوسف محمد نصر عمار، يبلغ من العمر 17 سنة، مكبل اليدين من الخلف، والجثة ملقاة في مياه النيل، وهو مبلغ بغيابه. بإخطار اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وجه بتشكيل فريق بحث مكبر تحت إشراف اللواء محمد الألفي نائب مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي، يترأسه العميد عبد الرحمن أبو ضيف، رئيس المباحث الجنائية لقطاع جنوبالجيزة، وبمشاركة العقيد أحمد الوليلى مفتش المباحث الجنائية لقطاع الشرق، والرائد محمد طبلية رئيس المباحث، ومعاونيه الرائد هيثم البحيري والنقيبين هيثم رمضان ومصطفى الجارحي. وبإجراء التحريات وتتبع خط سير التوك توك، الذي استقله المجني عليه، توصلت جهود فريق البحث إلى أن وراء ارتكاب الواقعة عاطلين أحدهما مسجل خطر سرقات، بدافع سرقة التوك توك الخاص بالمجني عليه، وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة، تمكنت قوة أمنية من رجال المباحث من ضبطهما. بمواجهة المتهمين أمام اللواء مدحت فارس مدير المباحث الجنائية بالجيزة، اعترفا بارتكاب الواقعة بدافع سرقة الدراجة النارية "توك توك" وبيعها للحصول على مبلغ مالي لتعاطي المواد المخدرة، وأرشدا عن مكان تصريفهما للدراجة، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق، والتي أمرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات.