المجلس الأعلى للآثار: البعثة عثرت أيضا على 6 مقابر أخرى أسفل فناء المقبرة الصف وهو ما يمثل المستوى الثاني من المقبرة، وتم فتح مقبرة صغيره منها افتتح الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، اليوم الخميس، خلال زيارته لمحافظة الأقصر أكبر مقبرة "صف" في البر الغربي وهي لشخص يدعى "شد سو جحوتي"، أي الإله جحوتى ينقذه، وهو الكشف الأثري الجديد، الذي تم التوصل إليه مؤخرا في أثناء أعمال الحفر الأثري في منطقة ذراع أبوالنجا بالبر الغربي بمدينة الأقصر، والتي تضم ثلث آثار العالم، وذلك في إطار الاحتفال بيوم التراث العالمي، بحضور 21 من سفراء دول العالم، وشارك في الافتتاح وزراء الآثار خالد العناني، السياحة رانيا المشاط، التنمية المحلية محمود شعراوي، الصحة والسكان هالة زايد، والمستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر. وكما شارك في الافتتاح أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان، وأعضاء مجلس النواب عن الأقصر، والدكتور مصطفى وزيري أمين عام المجلس الأعلى للآثار.اقرأ أيضا| «الوزراء» ينفي بيع قطع آثار مصرية في مزاد بأمريكاوأعرب مدبولي عن سعادته بهذا الكشف الأثري، الذي يعد إضافة جديدة لعظمة هذا المكان تاريخيا وكما شارك في الافتتاح أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان، وأعضاء مجلس النواب عن الأقصر، والدكتور مصطفى وزيري أمين عام المجلس الأعلى للآثار. وأعرب مدبولي عن سعادته بهذا الكشف الأثري، الذي يعد إضافة جديدة لعظمة هذا المكان تاريخيا وأثريا، الذي من شأنه أيضا أن يحول هذه المنطقة إلى منطقة جذب سياحية جديدة تضاف للمناطق السياحية الأثرية الخالدة في مصر، التي تؤكد على عظمة الإنسان المصري وحضارته العريقة، ما يسهم في جذب أنظار السائحين من جميع أنحاء العالم، موجها بأن يتم وضع عدد من الاكتشافات الأثرية الجديدة، التي يتم الإعلان عنها بين الحين والآخر، في المتاحف الجديدة، التي تنشئها الدولة في كل ربوع مصر. وأعرب عن سعادته بتواجده في مدينة الأقصر الأثرية ذات الشهرة العالمية مهد الحضارة الإنسانية القديمة، بالتزامن مع الاحتفال بيوم التراث العالمي، كما أعرب عن فخره واعتزازه بما شاهده من عظمة وروعة هذه الآثار، وعلى الرسوم الموجودة على جدران المعابد التي تدل على عظمة الإنسان المصري القديم وروعته ودقته المتناهية في إدارة شئون حياته اليومية، مؤكدا: "إننا الآن نبني دولة حديثة متقدمة امتدادا لهذه الحضارة العريقة التي شيدهل أجدادنا بما تصوره من أمجادهم، ونحن عازمين على نهج بناء دولة حديثة يكون فيها المواطن المصري هو محورها الأساسي، حتى تشهد على ذلك الأجيال المقبلة، كما نفخر الآن بأجدادنا". من جانبه، أعرب الدكتور خالد العناني عن بالغ سعادته بتشريف رئيس الوزراء لهذه الاحتفالية الكبرى التي يشهدها الآن العالم بأسره، كما أعرب عن امتنانه للدعم الذي تتلقاه الوزارة من جانب القيادة السياسية، وتوفير كافة الإمكانات اللازمة للمساهمة في استمرار الاكتشافات الأثرية الهائلة التي تبهر أنظار العالم، مرحبا بالسفراء الذين تواجدوا اليوم ليشهدوا هذه الاحتفالية. وأكد العناني أن الوزارة تعمل على بذل المزيد من الجهود خلال الفترة الماضية وحتى الآن، لإنهاء كافة الأعمال المتعلقة بالاكتشافات الأثرية الجديدة، خاصة مقبرة "صف" والتمثال الثالث للملك رمسيس الثاني، علاوة على ترميم التمثال بمعبد الأقصر باعتباره آخر تمثال بالمعبد، مضيفا: "هذه المقبرة التي نحن بصددها تعتبر هدية من مصر للعالم بأسره، في إطار الاحتفال بيوم التراث العالمي، كما يعد تراثا للبشرية جمعاء". وأشار الدكتور مصطفى وزيري رئيس المجلس الأعلى للآثار، إلى أن هذا الكشف الأثري سيعمل على توضيح بعض الأفكار والمفاهيم المتعلقة بتخطيط مقابر الأفراد بمنطقة ذراع أبو النجا، موضحا أنه تم الكشف عن هذه المقبرة شمال مقبرة "روى" رقم TT255، وذلك بعد أن تمكنت البعثة الأثرية المصرية برئاسته من إزالة الردم الناتج عن الأعمال المتراكمة للبعثات الأجنبية، منذ ما يزيد عن 200 سنة والذي كان يغطى المنطقة بأكملها. وذكر وزيري أنه مع استمرار أعمال الحفائر وإزالة الردم تمكنت البعثة من العثور على مقصورة كاملة من الطوب اللبن والبئر الخاص بها داخل فناء مقبرة الصف، مؤكدا أنها تعتبر أول مقصورة كاملة يتم العثور عليها بجبانة طيبة. وأضاف: "تمثل المقصورة نموذجا كاملا لمقبرة من الطوب اللبن، مقبية ذات فناء صغير من الحجر يتوسطه بئر عميق، كما أثبتت الدراسات الأولية أنه من الأرجح تأريخ هذه المقصورة لفترة الرعامسة، نظرا لوجود أمثلة مشابهة لها بجبانة دير المدينة، مشيرا إلى أن البعثة عثرت أيضا على 6 مقابر أخرى أسفل فناء المقبرة الصف وهو ما يمثل المستوى الثاني من المقبرة، وتم فتح مقبرة صغيره منها والخاصة بشخص يدعى شسب كان يعمل كاتبا لمخزن الملك. ونوه رئيس المجلس الأعلى للآثار إلى أنه تم العثور على العديد من اللقى الأثرية منها مجموعة كبيرة من تماثيل الأوشابتي المختلفة الأحجام والأشكال والمصنوعة من الفيانس الأزرق والخشب، وقناع مجمع من الكارتوناج، وأكثر من 50 ختما جنائزيا لبعض الأشخاص الذين لم يتم العثور على مقابرهم حتى الآن، كما عثرت البعثة أيضا على بردية كاملة مكتوبة بالكتابة الهيراطيقية وملفوفة بخيط من الكتان، بالإضافة إلى عملة بطلمية من البرونز المخلوط بالنحاس من عصر الملك "بطليموس الثاني"، ومجموعة من الأوستراكات المصنوعة من الفخار، والجزء العلوى لغطاء آنية كانوبية مصنوعة من الحجر الجيري على شكل قرد يمثل المعبود "حابي" أحد أبناء حورس الأربعة. وقال رئيس المجلس: "تتميز المقبرة الصف بوجود مجموعة من المناظر الملونة والواضحة على أعمدة مداخلها، وتحمل نصوصا سجل فيها اسم صاحب المقبرة، وألقابه حيث يحمل صاحب المقبرة العديد من الألقاب وهي الأمير الوراثي، العمدة، ورئيس الخدم، وحامل ختم ملك مصر السفلى، وحامل ختم ملك مصر العليا، بالإضافة إلى مناظر أخرى لصيد الأسماك والطيور والتي تظهر محتفظة بألوانها الزاهية، وبقايا منظر لحملة القرابين ومناظر للوليمة، والموكب الجنائزي". وأوضحت الباحثة الألمانية فردريكا كامب المسئولة عن تسجيل المقبرة، أن المقبرة يتقدمها فناء كبير جدا بعرض 55 م يؤدى إلى مقبرة صف بها 18 مدخلا وبذلك تكون المقبرة هي أول مقبرة في جبانة طيبة يوجد بها هذا العدد من المداخل، إذ أن أقصى عدد وجد في مقابر الجبانة يصل إلى ما بين 11 أو 13 مدخلا، لافتة إلى أن هذه المقبرة تعد أول مقبرة من نوعها يكون عدد مداخلها زوجيا وليس فرديا، وفي ركنها الشمالي بئر يصل عمقها إلى نحو 11 م، وفي ركنها الجنوبي يوجد بئر آخر تقريبا على نفس العمق. وأشارت كامل إلى أن المقبرة معماريا ترجع لعصر الأسرة 17، وأعيد استخدامها في بداية الأسرة 18 حتى عصر الملكة "حتشبسوت"، إلا أنه يوجد نموذجان من المقابر في جبانة طيبة تماثل هذه المقبرة معماريا، وأيضا من خلال المناظر المسجلة عليهما وهما: (TT81- K-150-) وترجعان لعصر الملك تحتمس الأول، مرجحة أن يكون صاحب هذه المقبرة قد خدم في فترة حكم الملك تحتمس الأول.