بين التأكيد والنفي.. من يحمي محصول القمح من «الصدأ»؟

نقيب الفلاحين: 300 ألف فدان قمح مصابة بالصدأ الأصفر.. الزراعة: الإصابة بمساحات محدودة.. تمراز: 40% خسائر الفدان.. وأبو اللوز: عودة الرش الجماعي بالطائرات إذا اقتضى الأمر
شهر يفصلنا عن بدء موسم حصاد القمح وتوريده للحكومة، إلا أن هناك تهديدات للمحصول، حسب ما جاء على لسان نقيب الفلاحين، مشيرا إلى أضرار لحقت ب300 ألف فدان جراء الإصابة ب"الصدأ الأصفر للقمح"، وفي المقابل تنفي وزارة الزراعة أي تهديد للمحصول. وطبقا لبيانات جهاز التعبئة العامة والإحصاء، فإن مصر استوردت 12 مليون طن قمح فى 2018، من بينها 7.5 مليون لصالح هيئة السلع التموينية، و4.5 لصالح القطاع الخاص. وتسلمت وزارة التموين الموسم الماضى 2017- 2018 نحو 3.2 مليون طن قمح من المساحة المزروعة بالمحصول، البالغة 3.2 مليون فدان.
سرعة انتشار الفطر قال حسين عبد الرحمن، نقيب عام الفلاحين، إن المساحة المصابة من زراعات القمح بالصدأ الأصفر والصدأ البرتقالي في الوجه البحري وشمال الصعيد وبعض المناطق بالإسماعيلية نحو 300 ألف فدان، ومن المتوقع أن نفقد مليون طن قمح تقريبا جراء الإصابة. وأرجع نقيب الفلاحين السبب الأساسي في انتشار هذا
سرعة انتشار الفطر
قال حسين عبد الرحمن، نقيب عام الفلاحين، إن المساحة المصابة من زراعات القمح بالصدأ الأصفر والصدأ البرتقالي في الوجه البحري وشمال الصعيد وبعض المناطق بالإسماعيلية نحو 300 ألف فدان، ومن المتوقع أن نفقد مليون طن قمح تقريبا جراء الإصابة.
وأرجع نقيب الفلاحين السبب الأساسي في انتشار هذا المرض إلى زراعة صنف (سدس12) الحساس لمرض الصدأ الأصفر مقارنةً بغيره من الأصناف الأخرى، مع وجود التغيرات المناخية غير الملائمة، التي أدت لسرعة انتشار الفطر المسبب لهذا المرض، الذي يعد من أخطر الأنواع التي تصيب القمح، وظهرت أعراضه في شهري فبراير ومارس.
وأضاف عبد الرحمن أن الصدأ الأصفر يكون تأثيره سلبيا جدا فى إنتاج القمح، موضحا أنه ينشط فى الأيام التي تكثر فيها الرياح وتكون نسبة الرطوبة عالية فى الجو، ودرجة الحرارة منخفضة؛ ولذلك نجده منتشرا بصورة قوية فى مثل هذه الأيام، كما أنه ينتقل من حقل إلى آخر ومن محصول لآخر بسبب الرياح.
ضعف الإنتاج
وطالب نقيب عام الفلاحين وزارة الزراعة بسرعة التحرك وعودة الرش الجماعي بالطائرات إذا اقتضى الأمر ذلك، مع توفير المبيدات اللازمة لمكافحة الأصداء بكميات كافية وأسعار مناسبة، لافتا إلى أن هذه الأمراض تصيب النبات وتضعف الإنتاجية لأقل من 14 إردبا للفدان من إجمالي 20 إردبا كحجم الإنتاج الكلي للإردب، ما يتسبب في خسائر فادحة للمزارعين لقلة الإنتاج وارتفاع تكلفة المكافحة مع تدني الأسعار التي حددتها الحكومة، والتي لا تزيد على 685 جنيها للإردب عند تسجيله أعلى درجة نظافة.
وردا على بيان وزارة الزراعة، الذي أكد أن نسبة إصابة القمح ب"الصدأ الأصفر" جاءت في المساحات المزروعة بصنف "سدس12" في بعض محافظات الوجه البحري وفي مساحات محدودة جدا، بخلاف تأكيد مجلس الوزراء أن الحديث عن الصدأ الأصفر مجرد شائعة، وأن نسبة الضرر لا تتجاوز 1%، قال نقيب الفلاحين إنه يعد تقريرا سيتضمن الحالات المصابة بالمرض، مدعوما بالصور والمساحة المصابة واسم الحائز، بهدف تحديد حجم الإصابة بدقة، ورفعها للجنة الزراعة فى البرلمان.
البرلمان: خسائر الفدان 40%

ولم يكن البرلمان غائبًا عن تلك الأزمة، وقال النائب رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة بالبرلمان، إنه على وزارة الزراعة التحرك بصورة سريعة، وإيجاد مرشد زراعى لحل مشكلة الصدأ الأصفر الذى يصيب محصول القمح، قائلا إنه "للأسف، لا يوجد مرشد زراعى داخل الجمعيات الزراعية، فالجمعيات الزراعية لا يوجد بها سوى مدير الجمعية ومهندس آخر لا دخل له بعملية الإرشاد الزراعى نهائيا"، مطالبا بعودة المرشد الزراعى بصورة عاجلة، مضيفا أن أصغر مرشد زراعى موجود الآن تصل سنه إلى 55 سنة، وهذا يعنى أنه بعد مرور خمس سنوات سوف تنقرض مهنة الإرشاد الزراعى فى مصر.
وأضاف تمراز أنه منذ سنة 1984 لم تقم الوزارة بتعيين مرشد زراعى، مطالبا الباحثين الزراعيين، وعددهم 18 ألف باحث زراعى، بالنزول إلى أرض الواقع؛ لمساعدة الفلاحين لمقاومة هذا المرض، لحين تعيين مهندسين زراعيين، للنهوض بالمحاصيل الاستراتيجية المهمة، ومنها محصول القمح.
وتساءل: "كيف نريد تحقيق اكتفاء ذاتي من محصول القمح، ونحن لا نهتم بالفلاح، ولا نرى وزارة الزراعة تتقدم بطلب لرئاسة الوزراء بتعيين مرشدين زراعيين أسوةً بكثير من القطاعات التى تحتاج إلى موظفين؟"، مؤكدًا أن الصدأ الأصفر إذا أصاب أى حقل من الحقول الزراعية، فلن تقل خسائره عن 30% أو 40%.
الرش بالطائرات
وفي السياق ذاته، شدد النوبي أبو اللوز، أمين صندوق نقابة الفلاحين الزراعيين، على "ضرورة المكافحة الجماعية والسريعة وإعادة الرش بالأدوية إذا اقتضت الحاجة لذلك، وظهور إصابات ثانوية، حيث إن الإصابة قد تفقدنا مليون طن من الأقماح هذا الموسم".
وطالب أبو اللوز وزارة الزراعة بسرعة التحرك وعودة الرش الجماعي بالطائرات إذا اقتضى الأمر ذلك، مع توفير المبيدات اللازمة لمكافحة الأصداء بكميات كافية وأسعار مناسبة.
النزول إلى أماكن الإصابة
وأفاد الدكتور محمد فهيم، أستاذ التغيرات المناخية بمركز البحوث الزراعية، أن ما يحدث في مصر من إصابة القمح بمرض "الصدأ الأصفر" هو نتيجة التغيرات المناخية والتقلب الشديد في درجات الحرارة وانخفاضها أكثر من المطلوب، وهذا المرض يصيب محصول القمح نتيجة الضعف الفسيولوجي للنبات.
وأشار فهيم إلى ضرورة قيام وزارة الزراعة، ممثلة في أقسام تربية القمح وأمراض القمح بمركز البحوث الزراعية والمراكز البحثية وكليات الزراعة، بدراسة السلالات الموجودة فعليا في البيئة المصرية هذا العام، والنزول إلى أماكن الإصابة.
ولفت إلى "ضرورة سرعة تشكيل لجان لتقوم بسحب عينات وتحليلها ودراستها فسيولوجيا، ومعرفة تأثيراتها فى باقي الأصناف الموجودة فعليا، وكذلك يجب تفعيل دور الإرشاد، لأن المزارع غير معتاد أن يقوم برش محصول القمح، فرغم التحذيرات التي أشرت إليها، فإن قطاع الإرشاد الزراعي لم يلتفت لذلك".