فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات اقتصادية على فنزويلا، أدت إلى تأثر عمل مصافي النفط الأمريكية التي تعتمد على النفط الفنزويلي، إلا أنه كان هناك مستفيدون آخرون "مصائب قوم عند قوم فوائد". هكذا يمكن وصف الموقف المترتب على قرار الولاياتالمتحدة بفرض عقوبات اقتصادية على فنزويلا، من أجل الضغط على رئيس البلاد نيكولاس مادورو، ودفعه لتقديم استقالته. العقوبات بشكل أساسي استهدفت شركات النفط الفنزويلية، الأمر الذي أثر في شركات التكرير الأمريكية، التي تعتمد بشكل كبير على النفط الفنزويلي، لكن كان هناك مستفيدون من هذه الأزمة، إذ سعت كل من شركتي النفط "شل" الهولندية، و"بي بي" البريطانية، لتعويض النقص في النفط الفنزويلي. أشارت وكالة "رويترز" إلى أن هاتين الشركتين تنتجان كميات كبيرة من النفط الخام بديلا للخام الفنزويلي الثقيل الذي تعتمد عليه المصافي الأمريكية لسنوات. وارتفعت أحجام تداول النفط إلى أعلى مستوياتها منذ شهور، وبلغت الأسعار ذروتها منذ خمس سنوات بعد العقوبات الأمريكية على فنزويلا. وكان الإنتاج الأمريكي من أشارت وكالة "رويترز" إلى أن هاتين الشركتين تنتجان كميات كبيرة من النفط الخام بديلا للخام الفنزويلي الثقيل الذي تعتمد عليه المصافي الأمريكية لسنوات. وارتفعت أحجام تداول النفط إلى أعلى مستوياتها منذ شهور، وبلغت الأسعار ذروتها منذ خمس سنوات بعد العقوبات الأمريكية على فنزويلا. وكان الإنتاج الأمريكي من النفط قد ارتفع إلى مستوى قياسي بلغ 12 مليون برميل يوميا، إلا أن أقل من 5% من ذلك من النفط الثقيل، حيث أعاقت العقوبات عمل مصافي التكرير في الولاياتالمتحدة، التي تعتمد معظمها على خام نفط ثقيل لإنتاج الديزل ووقود الطائرات. ويمثل الخام الثقيل نحو ثلثي واردات النفط الأمريكية، وكان النفط الفنزويلي يشكل 10% من هذه الواردات في عام 2018، ونحو 13% في عام 2017، وفقا لأرقام وزارة الطاقة الأمريكية. وسجلت أسعار النفط في خليج المكسيك، ومعظمها من خام "مارس" الذي يعد درجة الخام القياسية في الولاياتالمتحدة، أعلى مستوياتها في خمس سنوات، وارتفعت المبيعات بحدة، وفقا للمديرين التنفيذيين للشركة، والبيانات التي استعرضتها "رويترز". بعد العقوبات الأمريكية.. ما مصير النفط الفنزويلي؟ وتأتي هذه الزيادة في الأسعار بعد أن أعلنت الولاياتالمتحدة أنها لم تستورد النفط الخام الثقيل من فنزويلا خلال الأسبوع الماضي. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن عدد براميل النفط التي استوردتها الولاياتالمتحدة من فنزويلا، هذا الأسبوع، كان "صفرًا"، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ 2010. ويمثل هذا الانخفاض اختلافا هائلا عن الأرقام التي سُجلت الأسبوع الماضي، إذ استوردت الولاياتالمتحدة 112 ألف برميل يوميا من فنزويلا. وارتفع الإنتاج في خليج المكسيك إلى مستوى قياسي بلغ 1.7 مليون برميل يوميا في عام 2018، ومن المتوقع أن يتجاوز مليوني برميل يوميا في الربع الرابع، وفقًا لإحصائيات وزارة الطاقة الأمريكية. وكثفت العقوبات من الحاجة إلى النفط الذي يتم ضخه من هذه الحقول الموجودة في خليج المكسيك. بسبب فنزويلا.. الكويت تحذر من نقص النفط في 2019 وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد فرض عقوبات على فنزويلا في يناير الماضي، في محاولة للضغط على إدارة مادورو، ودفعه للاستقالة. ويشير مصطلح خام "مارس" إلى درجة الزيت المنتج من منصة "مارس"، وهي مشروع مشترك بين شركتي "شل" و"بريتيش بتروليوم" قبالة ساحل نيو أورليانز. ونقلت "رويترز" عن مصادر مطلعة على الصفقات التي أُبرمت مؤخرا، قولها إن العديد من مصافي التكرير في خليج المكسيك، بدأت في الاعتماد على خام "مارس" الذي تنتجه "شل" في الأسابيع التي تلت العقوبات. وقال كل من ريك تالانت، نائب رئيس العمليات في "شل" بمنطقة خليج المكسيك، والرئيس الإقليمي لشركة "بي بي" لمنطقة خليج المكسيك وكندا، ستارلي سايكس، إن شركتهما ما زالتا تستثمران بنشاط في هذه المنطقة. هل تتأثر المصافي الأمريكية بعقوبات ترامب ضد فنزويلا؟ ومن جانبه قال ساندي فيلدن، مدير أبحاث السلع والطاقة في شركة "مورنينج ستار"، إنه في ظل وجود العديد من المشاريع الجديدة التي سيتم طرحها في وقت قريب من هذا العام، فإن مصافي التكرير في الولاياتالمتحدة يمكن أن تعتمد بدرجة كبيرة على الخام الثقيل والمتوسط من الآبار الموجودة في خليج المكسيك. وأضاف: "بسبب قرب هذه الحقول وسهولة الوصول إليها، فإن آبار النفط الموجودة في خليج المكسيك تتمتع بميزة طبيعية لزيادة مبيعاتها لمصافي ساحل الخليج".