على مدار الشهور الماضية تشهد السوق المصرية حالة من الصراع المعلن بين وكلاء وتجار السيارات والمستهلكين المنضمين إلى حملة "خليها تصدي"، على خلفية تطبيق اتفاقية "زيرو جمارك" آلاف السيارات المتراصة على جانبي الطريق المؤدي إلى ساحة سوق السيارات المكدسة، والقابعة في الحي العاشر بمدينة نصر، يعلن أصحابها عرضها للبيع، عبر فتح نوافذها وأغطية مواتيرها «الكبوت»، إلا أن علامات الأمل التي ارتسمت على وجوههم في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة، سرعان ما تبدلت، بسبب الركود الشديد. «التحرير» التقت مع مالك أحد مراكز كشف أعطال وصيانة السيارات بمحيط سوق السيارات، سألناه عن أعداد السيارات التي كان يفحصها للراغبين في شراء سيارة جديدة قبل بدء حملة «خليها تصدي»، والأعداد التي يفحصها الآن، وتكلفة الفحص الفني. 97 % انخفاضا في نسبة الكشف على السيارات «كنت بكشف على 200 سيارة كل يوم جمعة، والآن لا يزيد على 5 سيارات فقط». هذا ما قاله لنا عمرو محمد حامد، صاحب مركز فني للكشف عن الأعطال، مضيفا أن السوق تسيطر عليها حالة من الركود لم يرَ مثلها منذ أكثر من 10 سنوات كاملة. وأشار حامد إلى أن قيمة الكشف 97 % انخفاضا في نسبة الكشف على السيارات «كنت بكشف على 200 سيارة كل يوم جمعة، والآن لا يزيد على 5 سيارات فقط». هذا ما قاله لنا عمرو محمد حامد، صاحب مركز فني للكشف عن الأعطال، مضيفا أن السوق تسيطر عليها حالة من الركود لم يرَ مثلها منذ أكثر من 10 سنوات كاملة. وأشار حامد إلى أن قيمة الكشف الفني على السيارة لديه كانت في السابق لا تزيد على 150 جنيها، لكنها ارتفعت الآن إلى 250 جنيها، مؤكدا أن سبب هذا الارتفاع هو زيادة تكلفة التشغيل بشكل كبير للغاية، خاصة بعد زيادة أسعار المياه والكهرباء، وما لحق بها من أجور الفنيين، وغيرها. وربط "عمرو محمد حامد" تاريخ ركود سوق السيارات بانخفاض سعر صرف الجنيه أمام الدولار، الأمر الذي تسبب في ارتفاع كبير في أسعار جميع السيارات الجديدة تجاوز الضعف، وهو ما انتقل إلى السيارات المستعملة أيضًا، نظرا لكون غالبية بائعي السيارات المستعملة سيشترون سيارة بديلة جديدة بأسعار مرتفعة. وتابع: «لكن الركود زاد كثيرًا بعد انتشار حملة (خليها تصدي) التي تسببت في ارتباك شديد في سوق السيارات، سواء كانت جديدة أو مستعملة، حيث سيطر التردد على الراغبين في شراء سيارة مستعملة، منتظرين انخفاض الأسعار، وهو ما لم يحدث حتى الآن، بل إن بعض السيارات ارتفع ثمنها». وأرجع حامد ضعف حركتي البيع والشراء أيضا إلى تراجعهما سنويا في مثل هذا التاريخ من كل عام، بدايةً من شهر نوفمبر حتى شهر أبريل، بسبب انتظار الموديلات والأسعار الجديدة من كل سيارة، بخلاف قيمة التخفيض الجمركي في أسعار السيارات الأوروبية، التي ألغيت الجمارك عنها تماما. يذكر أن سوق السيارات الواقعة بمدينة نصر في شارع أحمد الزمر بالحي العاشر، تعاني طوال الأشهر الماضية من حالة ركود شديدة، وتحولت إلى سوق بلا رواد، وسيارات تبحث عن مشترٍ، لكن دون جدوى، حيث ممراتها التي كانت تكتظ بالزائرين، بات الخلاء هو عنوانها، بعد أن كانت قِبلة الراغبين في شراء سيارات مستعملة بأسعار مناسبة. وحرصت «التحرير» على زيارة السوق منذ أسابيع طويلة للوقوف على حقيقة الركود الذي خيم عليها، وأسباب تراجع حركة البيع والشراء، وعلاقة ذلك التراجع بحملة «خليها تصدي»، وهل تسبب الركود في انخفاض أسعار السيارات بها أم لا؟ اقرأ أيضًا.. استجابة لخليها تصدي.. فورد وسانج يونج تخفضان أسعارهما كما أن الحملة الفيسبوكية «خليها تصدي» لمقاطعة شراء السيارات الجديدة والمستعملة قد تسببت في تهديد عرش تجار السيارات، فعقدت شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية اجتماعا لمناقشة آليات مخاطبة مؤسسات الدولة للحد من العبث الدائر في أوساط مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا حملة "خليها تصدي"، إلا أن الاجتماع شهد اشتباكات لفظية بين أعضاء الشعبة من التجار والوكلاء، بسبب حديث البعض عن إجراء تخفيضات في الأسعار، خاصة بعد تراجع سعر صرف الدولار أمام الجنيه، فضلا عن اتهامات البعض بالتهرب الجمركي.