على مدار شهور ماضية تشهد السوق المصرية حالة من الصراع المعلن بين وكلاء وتجار السيارات والمستهلكين المنضمين إلى حملة خليها تصدي، وذلك على خلفية تطبيق اتفاقية زيرو جمارك تعاني سوق السيارات الواقعة بمدينة نصر في شارع أحمد الزمر بالحي العاشر، طوال الأشهر الماضية من حالة ركود شديدة، وتحولت إلى سوق بلا رواد، وسيارات تبحث عن مشترٍ، لكن دون جدوى، حيث ممراته التي كانت تكتظ بالزائرين، بات الخلاء هو عنوانها، بعد أن كان قبلة الراغبين في شراء سيارات مستعملة بأسعار مناسبة. وحرصت «التحرير» على زيارة السوق منذ أسابيع طويلة للوقوف على حقيقة الركود الذي خيم عليها، وأسباب تراجع حركة البيع والشراء، وعلاقة ذلك التراجع بحملة «خليها تصدي»، وهل تسبب الركود في انخفاض أسعار السيارات بها أم لا؟ تاجر: أؤيد «خليها تصدي» «بقالي سنتين باتاجر في سوق السيارات، باشتغل في السيارات الشعبية، وأول عربية بعتها كانت سيات ب4000 جنيه، وكان مكسبي كبيرا من بيعها بلغ 1200 جنيه، لكن دلوقتي المكسب بقى قليل جدا بسبب ضعف البيع والشراء» هذا ما قاله أحمد عصام، «صنايعي كاوتش» وتاجر تاجر: أؤيد «خليها تصدي» «بقالي سنتين باتاجر في سوق السيارات، باشتغل في السيارات الشعبية، وأول عربية بعتها كانت سيات ب4000 جنيه، وكان مكسبي كبيرا من بيعها بلغ 1200 جنيه، لكن دلوقتي المكسب بقى قليل جدا بسبب ضعف البيع والشراء» هذا ما قاله أحمد عصام، «صنايعي كاوتش» وتاجر سيارات «على قده» -بحسب توصيفه-. وأضاف أحمد عصام، أن حملة خليها تصدي أدت إلى ضعف حركتي البيع والشراء في سوق السيارات بشكل عام، حيث إنه كان يستطيع بيع سيارة كل أسبوع، والآن قد ينجح في بيع سيارة كل ثلاثة أسابيع، موضحًا أن الأهم في اختياره للسيارة التي يبيعها في السوق هو «الشاسيه والموتور، لكن البوهية مقدور عليها». وتابع: «رغم ضعف البيع والشراء، فإنني أؤيد حملة خليها تصدي، لأنها قد تنجح في خفض أسعار السيارات، الأمر الذي سيمكن كثيرا من الأسر ذات الدخل المحدود من شراء سيارة، مما يعني زيادة البيع والشراء». تدخل حكومي أشار الحاج عبده لمعي، تاجر سيارات من الشرقية، إلى أنه يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 30 عاما، لكنه لم ير ركودا مثل الذي يضرب السوق خلال الفترة الحالية، مؤكدًا أنه فشل في بيع سيارة واحدة من سياراته الأربع التي يملكها ويعرضها في السوق منذ 3 أشهر، رغم أنها سيارات شعبية «128، 127، فيات تمبرا». وطالب لمعي، المسئولين بالحكومة باتخاذ موقف إيجابي من السوق، في محاولة لإخراجه من الرعاية المركزة، إما بالخروج والتحدث إلى المواطن وتوضيح هل تنخفض أسعار السيارات أم لا؟، مردفًا بأن تضارب الحديث عن انخفاض الأسعار هو ما أحدث الارتباك الشديد في السوق. أوضح حسني شمروخ، تاجر سيارات بسوق مدينة نصر، أن الركود ما زال يسيطر على السوق، لكن إذا كانت الحالة العامة للسيارة جيدة، ومعروضة بسعر جيد للبيع، فستجد مشتريها، حتى في ظل الظروف الحالية، مشيرًا إلى أنه قضى في هذه التجاره أكثر من 10 سنوات، وكان يبيع قبل الركود سياراتين كل شهر، والآن لا يبيع سوى سيارة واحدة خلال الشهر ونصف الشهر، كما أنه بات يقبل بمكسب أقل مما كان يتحصل عليه في السابق، كي يُصرف السيارات التي يملكها، ليشتري غيرها. «بتتفرج وبس» قال الحاج حلمي أبو حسين، أحد الراغبين في بيع سيارته بسوق السيارات، إنه خرج من منزله بمحافظة الشرقية مع بزوغ ضوء الفجر، ساعيًا لبيع سيارته الشاهين المصنوعة في عام 2007، بعد فشله في بيعها بالشرقية، إلا أنه صُدم بالضعف الشديد في حركتي البيع والشراء، حتى إنه لم يتفاوض معه أحد رواد السوق على سيارته، واكتفى البعض بمعاينة السيارة فقط. وأضاف أبو حسين، أنه كان يعتقد أنه سينجح في بيع سيارته فور وصوله للسوق، خاصة أن حالتها العامة جيدة، وسعرها لا يتجاوز 50 ألف جنيه، موضحًا: «الناس بتتفرج وتمشي». يذكر أن الحملة الفيسبوكية الجديدة «خليها تصدي» تسببت في تهديد عرش تجار السيارات، فعقدت شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية، اجتماعًا لمناقشة آليات مخاطبة مؤسسات الدولة للحد من العبث الدائر في أوساط مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدًا حملة خليها تصدي، إلا أن الاجتماع شهد اشتباكات لفظية، بين أعضاء الشعبة من التجار والوكلاء، بسبب حديث البعض عن إجراء تخفيضات في الأسعار، خاصة بعد تراجع سعر صرف الدولار أمام الجنيه، فضلا عن اتهامات البعض بالتهرب الجمركي.