بشكل مفاجئ، تغيّرت أحوال واحدة من دول آسيا الوسطى الهادئة، حيث أعلن رئيس كازاخستان استقالته من منصبه بعد نحو عقدين في السلطة، ليفتح الباب أمام رئيس جديد لتولي المسؤولية. "لم يكن قرارًا سهلًا"، هكذا وصف نور سلطان نزارباييف رئيس كازاخستان، قراره بالاستقالة من منصبه، الذي أعلنه بشكل مفاجئ في كلمة متلفزة، نزارباييف، الوحيد الذي تولى رئاسة البلاد منذ تأسيسها عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، قال إن قراره جاء من أجل "إتاحة الفرصة لجيل جديد من القادة"، وقرر الرئيس السابق للبلاد البالغ من العمر 78 عامًا، تعيين قاسم جومارت توكاييف، رئيس مجلس الشيوخ في البلاد، رئيسًا مؤقتًا، حتى يتم انتخاب رئيس جديد في الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في 2020، كما قرر تعيين ابنته داريجا نزارباييف، رئيسة لمجلس الشيوخ خلفًا لتوكاييف. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن نزارباييف، الذي لم يواجه أي تحديات في البلد الغني بالنفط منذ توليه السلطة في 1990، سيحافظ على كثير من سلطاته رئيسًا للحزب الحاكم رغم استقالته. وأكد نزارباييف، في خطابه، أنه سيظل رئيسًا لمجلس الأمن القومي في البلاد، وسيستمر في الحفاظ على لقبه الرسمي "قائد وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن نزارباييف، الذي لم يواجه أي تحديات في البلد الغني بالنفط منذ توليه السلطة في 1990، سيحافظ على كثير من سلطاته رئيسًا للحزب الحاكم رغم استقالته. وأكد نزارباييف، في خطابه، أنه سيظل رئيسًا لمجلس الأمن القومي في البلاد، وسيستمر في الحفاظ على لقبه الرسمي "قائد الأمة". وأضاف "لقد قررت التخلي عن سلطاتي رئيسًا الجمهورية، لكن بصفتي رئيسًا لمجلس الأمن، سأحافظ على سلطات مهمة، لتحديد السياسات الخارجية والداخلية للبلاد". وأكمل الرئيس الكازاخي، "أني أرى مهمتي الآن تكمن في العمل على إخراج جيل جديد من القادة، الذي سيعمل على استكمال الإصلاحات الجارية في البلاد". وقرر نزارباييف في خطابه تعيين قاسم جومارت توكاييف، رئيس مجلس الشيوخ، رئيسًا مؤقتًا للبلاد، حتى موعد انتخابات الرئاسة المقبلة المقرر لها أبريل 2020. بعد 29 عاما.. رئيس كازاخستان يستقيل على الهواء وأشار عدد من المراقبين إلى أنه من المتوقع أن يسعى نزارباييف إلى إعادة انتخابه مرة أخرى، حيث إنه لم يختر مرشحًا آخر لخلافته. ويأتي قرار نزارباييف بالاستقالة، بعد أسابيع قليلة، من إقالته الحكومة بسبب فشلها في تحسين اقتصاد البلاد، حيث قال في بيان حينها "إنه على الرغم من اتخاذ العديد من القوانين والقرارات الاقتصادية، فشلت الحكومة في تحسين الاقتصاد". وأشارت "بي بي سي" إلى أن نزارباييف المولود في 1940، وصل إلى حكم البلاد، بصفته أول رئيس للحزب الشيوعي في كازاخستان عام 1989، عندما كانت إحدى دول الاتحاد السوفييتي. وبعد الاستقلال أعيد انتخابه رئيسًا للبلاد، في انتخابات نافسه فيها مرشحون ضعاف، وانتقدها العديد من المراقبين الأجانب، وكان آخرها في 2015. وطوال فترة حكمه، ركَّز نزارباييف على إجراء إصلاحات اقتصادية، رافضًا العمل على السماح بمناخ ديمقراطي في البلاد، في الوقت نفسه اتهمه العديد من المعارضين بالفساد، وانتهاك حقوق الإنسان. كازاخستان: تحديث مجالات الحياة لتحسين معيشة المواطن وبعد ساعات قليلة من قرار استقالة نزارباييف، صدر قرار بتعيين ابنته الكبرى، في منصب رئيس مجلس الشيوخ، خلفًا لتوكاييف، الذي تولى رئاسة البلاد. وترى مجلة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن قرار تعيين داريجا نزارباييف في ثاني أكبر منصب يحمل صلاحيات دستورية في البلاد بعد رئيس الجمهورية، يشير إلى أن نزارباييف يسعى إلى إعدادها لخلافته في الحكم. وقالت داريجا، في أعقاب تعيينها، "في البداية، أود أن أشكر ثقتكم في، فأنا أعي مدى أهمية هذا البرلمان في الحياة السياسية والعامة في البلاد، خصوصًا في هذه اللحظة المحورية في تاريخ البلاد". وصوّت أعضاء مجلس الشيوخ الأربعة وأربعين الحاضرين جلسة التصويت، لصالح تعيين داريجا في التصويت الذي عقد بشكل سري. يذكر أن داريجا البالغة من العمر 55 عامًا، كانت عضوًا في مجلس الشيوخ، كما شغلت في السابق منصب نائب رئيس الوزراء، ورئيس الكتلة البرلمانية لحزب نور أتان في البرلمان. تكريما للرئيس.. اتجاه لتغيير اسم عاصمة كازاخستان ورغم إشارة نزارباييف، في السابق، إلى أنه لا ينوي تسليم السلطة إلى أي من بناته الثلاث، فإن عددًا من المحللين، قالوا إن داريجا مرشحة بقوة لتحل محله، وهو الأمر الذي يضمن حماية مصالح عائلة نزارباييف التجارية. وفي السياق نفسه أصدر الرئيس المؤقت للبلاد توكاييف قرارًا بتغيير اسم عاصمة البلاد من "آستانة" إلى "نور سلطان" تكريمًا للرئيس السابق، وهو ما تسبب في اندلاع مظاهرات في العاصمة اعتراضًا على تغيير اسمها.