أدى رئيس مجلس الشيوخ الكازاخستانى قاسم جومارت توكاييف أمس اليمين الدستورية رئيسا انتقاليا لكازاخستان بعد الاستقالة المفاجئة للرئيس نور سلطان نزارباييف الذى قضى فى السلطة 30 عاما . وقال توكاييف فور تنصيبه إنه سيواصل سياسات نزارباييف وسيعتمد على آرائه فى الأمور السياسية الرئيسية ، كما تم تغيير اسم العاصمة رسميا من «آستانة» إلى نور سلطان تكريما للرئيس المستقيل. ووفقا للدستور، سيكمل توكاييف بقية مدة نزارباييف التى تنتهى فى أبريل عام 2020. ولم يتضح بعد ما إذا كان توكاييف، الذى شغل من قبل منصبى وزير الخارجية ورئيس الوزراء، سيرشح نفسه بعد ذلك لانتخابات الرئاسة المقررة فى مارس من العام المقبل. وتشير تقارير إخبارية إلى أن استقالة نزارباييف ربما تكون أولى خطوات تحول سياسى محكم فيما يبدو، ويضمن لنزارباييف الاحتفاظ بنفوذ كبير وذلك بفضل قانون تم إقراره فى مايو 2018 يمنح وضعا دستوريا للمجلس الأمنى الذى كانت توصياته حتى الآن استشارية فقط، ويتيح لنزارباييف ترؤس هذا المجلس حتى وفاته. ورغم استقالته إلا أن نزارباييف سيحتفظ برئاسة الحزب الحاكم «نور أوطان». وكان نزارباييف قد حكم كازاخستان منذ عام 1989 عندما كانت لا تزال جمهورية سوفياتية بصفته سكرتيرا أول للحزب الشيوعي، واحتفظ بالسلطة بعد استقلالها عن الاتحاد السوفيتى عام 1991. وسيضمن له لقب «أب الأمة» الحصانة القضائية ودورا نافذا فى حال شغور مركز الرئاسة. وفى غضون ذلك، انتخب مجلس الشيوخ أمس بالإجماع «داريجا»، الابنة الكبرى لنزارباييف، كرئيسة جديدة للمجلس وهو ثانى أهم منصب فى البلاد بعد الرئيس. وكانت داريجا ترأس لجنة الشئون الخارجية والأمن والدفاع فى مجلس الشيوخ. كما شغلت فى الماضى منصبى نائبة رئيس الوزراء ونائبة رئيسة كتلة حزب نور أوطان الحاكم بالبرلمان. ومن جهتها، أعربت الولاياتالمتحدة عن ثقتها فى أن تستمر العلاقات متينة مع كازاخستان بعد استقالة نزارباييف. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن «الولاياتالمتحدة وكازاخستان تقيمان علاقة ثنائية قوية كما تبين من خلال اجتماع الرئيس دونالد ترامب التاريخى مع الرئيس نزارباييف السنة الماضية، ونتوقع أن يستمر هذا الزخم». وكان ترامب قد استقبل نزارباييف العام الماضى فى البيت الأبيض وتعهد بعلاقات اقتصادية وسياسية قوية مع كازاخستان.