الأم البديلة اللى ربتني كأمي ولكنها لم تلدني.. جدتي لم أكن أعلم أنها ليست والدتي الحقيقية إلا مع دخول الدراسة.. الأخت الكبرى كانت الأم للأسرة.. خرجتُ كعروسة من بيت عمتي ارتبط مصطلح "الأم البديلة" في مصر بدور الإيواء "دور الرعاية" هناك، حيث تعمل النساء كأمهات لمن فقد والديه أو ألقي به في سلة القمامة، فرفضه المجتمع وقبلته الدار فقط، لكن المصطلح ذاته تم إطلاقه على من تربوا على يد أمهات لم يلدوهن ك"العمة- الخالة- الجدة- زوجة الأب" فهن غير منجبات لهؤلاء الأطفال إلا أنهن لم يبخلن لحظة في رعايتهم ومنحهم الحب والعطاء. في «التحرير» تحدثنا مع حالات مختلفة لفتيات تربين على أيدي أمهات بديلات من أقاربهن.. ليسردن كيف تكون الحياة مع أمهات بديلات؟ الجدة: "لم أكن على علم بأنها ليست والدتي الحقيقية إلا مع دخول الدراسة بسبب استكمال الأوراق الرسمية"، هكذا بدأت ميادة 25 عاما من القاهرة حديثها عن والدتها التي ربتها بعد موت أمها وهي طفلة تبلغ من العمر 7 أيام فقط نتيجة لحمى النفاس، مواصلة "ربتني أخت جدتى، وهي قريبة لأمي وأبي معًا نظرًا لزواج الأقارب الجدة: "لم أكن على علم بأنها ليست والدتي الحقيقية إلا مع دخول الدراسة بسبب استكمال الأوراق الرسمية"، هكذا بدأت ميادة 25 عاما من القاهرة حديثها عن والدتها التي ربتها بعد موت أمها وهي طفلة تبلغ من العمر 7 أيام فقط نتيجة لحمى النفاس، مواصلة "ربتني أخت جدتى، وهي قريبة لأمي وأبي معًا نظرًا لزواج الأقارب الذي يُعتاد عليه في صعيد مصر، ومنذ هذه اللحظة أخذتني "أمي" لتربيتي. لم أشعر للحظة أني يتيمة الأم، حتى بعد معرفتي أنها ليست أمي الحقيقية في المرحلة الابتدائية أثناء تقديم الأوراق الرسمية، ورغم ذلك لم أعرفها يومًا لأحد على أنها جدتي، فهذا كان يجرح مشاعرها، كما أنها عوضتني عن حنان الأم والجدة معًا، مستكملة، رغم كبر سنها فهي في عامها السبعين فإنها لم تهمل يومًا في احتياجاتي كابنة. والآن بعد أن اقترب معاد زواجي، تكفلت هي بكل مصاريفي رغم ضيق يديها، فدائمًا ما تكرر لي -ستكونين أجمل عروسة في الدنيا- هي أمي وعندما يصفني أحد باليتيمة لا أشعر بالضيق لأني أملك أعظم أم. وقت الخناق الطبيعي بين الأم وابنتها كانت قوية جدا معي، ولكن عندما كبرت تأكدت أنها أحسنت التصرف في معاملتها لي عندما كنت أرتكب خطأ، لافتة، "جدتي" لم تنجب نهائيا، ولكنها اكتفت بي، حاول أبي كثيرًا لأعيش معه هو وزوجته وأخواتي من أبي، إلا أنني لم أستطع ترك أمي نهائيا، ففي الماضي كنت أشعر بفقدي لشعور باقي الفتيات المصاحبات التي تدلعهن أمهاتهن بشكل زائد، لكن أمي لا تعتذر إلا إذا أخطأت، ومع الوقت أصبحت صارمة الشخصية مثلها. وعن أكثر المواقف التي لا تنساها لجدتها، قالت "لم تجبرني على الزواج من أحد أقاربي كما هو معتاد في العائلة، واحترمت اختياري في شريك حياتي، ولن أنسى أنها لم تشعرني يومًا بأني يتيمة الأم فهي "أمي بكل خناقات الأمهات وحب الأمهات"، لا يوجد أي فرق بيني وبين زميلي، لذلك أشترط على زوجي أن أمكث بجانب أمي ولا أبعد يومًا عنها.
الأخت الكبيرة: نورهان، 35 عاما.. كتب لها القدر أن تفقد أمها في سن العاشرة إثر حادث سير أودى بحياة الأم، فشعرت الأسرة جميعها بخراب المنزل فلا شيء يعوض وجود الأم إلا أن الأخت الكبرى "سها" كانت الأم البديلة للأسرة بكل أفرادها. -فبحسب نورهان- نحن 3 فتيات وولد، اثنان منهم متزوجان، وأنا أصغرهم، وأختي التي ربتني كانت تكبرني بعشرة أعوام، وبعد وفاة أمي أصبحت أختي الكبرى أمي الثانية، ظلت لأعوام طويلة حريصة على أن توفر لي حياة كريمة ومستوى اجتماعيا جيدا، خاصة أن أبي كان كبير السن، ربتني على الأصول وكيفية التصرف في الأمور، ورغم أنها ليست أكبرنا، فإنها كانت الأم الحنون دائمًا لهذا المنزل بشكل عام ولي بشكل خاص. ورغم زواجها ظلت معي، لأني مريت بحالة نفسية سيئة لبعدها عني، شعرت أن أمي تركتني ولكني سرعان ما أدركت طبيعة الحياة، وهي أيضًا ساعدتني في تجاوز هذا الأمر، وعندما مررت بحادث صعب خشيت أن يتكرر شعوري في فقد أمي، فتركت عملي وظللت بجانبها حتى أعادها الله لي، مؤكدة: كنت أناديها باسمها لأنها لا تكبرني بكثير لكنها لم تختلف في قيمتها عندي عن الأم، لم أتعرض للعقاب بالضرب يومًا ولكن نظرتها لي كانت تكفي أن أخاف وأتراجع عن الخطأ، والآن أنا في الثلاثينيات حاصلة على ليسانس حقوق بفضلها هي فقط. العمة: ياسمين، ربتها عمتها سنين من عمرها وبعد وفاتها شعرت أنها فقدت أمها، تروي "انتقلت للعيش معها في سن الخامسة، في محافظة المنوفية لأنها كانت أرملة وليس لديها أبناء، ربتني حتى أصبحت شابة كبيرة، لأن في القاهرة لم يكن هناك مدرسة تقبلني في سن صغيرة هكذا وأسرتي كانت منشغلة بالعمل ولا يمكن لأحد منهم أن يرعاني بشكل كاف طوال اليوم. وتتابع، "ظلت ترعاني كأم لم أشعر أبدًا أني بعيدة عن أمي وأبي الحقيقيين، عندما كنت أسافر لزيارتهما، كنت أفتقدها سريعًا فأعود لها، توفيت بعد عام واحد من بعدي عنها لشدة تعلقها بي وتعلقي بها، وبعد وفاتها شعرت باليتم الحقيقي وأني فاقدة لأمي. مضيفة: بعد عودتي لمنزل أسرتي لم أتقبل أن يحل أحد مكانها، فقد عاملتني بحنية وحزم مثل أي أم، اهتمامها بي كان غير عادي وبعد عودتي وجدت (أمي) تعاملني على أني كبيرة، وعليّ أن أتدبر أمري بمفردي، وأعتمد على ذاتي في كل خطوة، فلم أتحمل وحدثت مشاجرة مع والدتي جعلتني أعترف بأني لا أشعر بحنان الأم إلا مع عمتي، وعندما تدهورت حالتي وحالتها قررت أسرتي أن تعيدني إليها. مؤكدة، تزوجت وخرجت كعروسة من بيت عمتي "أمي" ويوم فرحي بكيت لفراقها هي وذهابي بعيدًا عنها، تشكلت شخصيتي بين يديها، لأن كل ما علمتني إياه كان من دون توجيه، تضع الأمور أمامك وعليك أن تختاري هكذا كانت تعاملني. هي أيضًا كانت مرتبطة بأبي جدا، حتى إن أسرتي كانت تناديها باسم أبي لشدة تعلقها بي فظهر ذلك واضحًا في حبها لي، موضحة، يوم وفاتها هو يوم الكسرة الحقيقية لي، ورغم أني أصبحت 36 عاما وأما لثلاثة أبناء، فإني لم أتوقف لحظة عن الدعاء لها وسرد قصصها لأبنائي. زوجة الأب: ورغم أن صورة "زوجة الأب" دائمًا ما تكون السيدة الشريرة التي تبذل كل جهودها في قطع صلة الرحم بين الأب وأبنائه، فإن هناك أيضًا حالات مختلفة ل"مرات الأب"، تفوقت في تربيتها لأبناء زوجها وكانت لهم خير أم. كما هو الحال مع إيمان التي أكدت أنه بعد وفاة أمها وكانت لا تزال طفلة ذات التسعة أعوام، قرر أبوها أن يتزوج وبعد فترة قصيرة حلت مرات أبيها محل أمها، تمامًا بل عوضتني مرحلة اليأس والوحدة التي أصابتني لفقدان والدتي. ولأني كنت شديدة التعلق بمرات أبي -أمي التي ربتني- حاولت الانتحار بعد وفاتها بالسرطان، وقتها شعرت أن الحياة أخذت مني أجمل شيء أحبيته في دنيتي والخوف من فقد مصدر الدعم الرئيسي في حياتي، كانت مضللة عليه من أي شيء وفرت لي احتياجاتي الأساسية مثل الأم تمامًا، في المواقف الجادة كانت أما حازمة قوية إلا أنها لم تقرر يومًا أن تعنفني، وفي المواقف السعيدة كانت فرحتها تغمرني في نتائج الثانوية العامة كانت أول من بشرني بالنتيجة وليس العكس، وفي فرحي بكيت لبعدي عنها. دائمًا ما كنت أعرفها بأنها أمي وحتى زوجي لم يعرف أنها ليست أمي الحقيقية إلا أثناء كتب الكتاب، وهذا أبهره أكثر وجعل حبه يتضاعف لها، فالصورة المعتادة عن "مرات الأب" أنها قاسية تكره أبناء زوجها، لكن زوجة أبي "أمي" كانت أحن عليا من أبي ذاته. لم أشعر يومًا في معاملتها أنها غريبة في بيتنا، وعندما أنجبت لم تختلف معاملتها معي، ولم تفرق بيننا على الإطلاق، حتى إنني أطلقت اسمها على اسم ابنتي الكبرى لشدة حبي لها.