نصف قرن من الزمان قضاها عمر بطيشة في الإبداع سواء بقلمه أو بلسانه، ليحجز مكانا مميزا بين رواد الثقافة في مصر بمسيرته، التي نسلط عليها الضوء في عيد ميلاده اليوم. المبدع عمر بطيشة متعدد المواهب، فهو شاعر الحب، والإذاعى المخضرم والمحاور المفكر، الذي لم يدخل مجالًا أو يتولى منصبًا إلا ويثبت أنه على قدر المسئولية، وقد نشأت أجيال عديدة على فكره وآرائه وشعره، فأخذوا نصيبًا وفيرًا من الحب والحرية التي عبر عنها في أعماله، كما كان له نصيب في الكتابة لعملاقة الفن ك«سيد مكاوي، وردة الجزائرية، ميادة الحناوي، وغيرهم».. اليوم يحتفل شاعرنا الكبير عمر عثمان بطيشة بعيد مولده ال76، وسنأخذكم في رحلة بدفتر ذكرياته منذ ميلاده في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة 1943، وحتى يومنا هذا. دراسته وتدريسه الإعلام درس اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وتخرج فيها عام 1964، ودفعه شغفه للعمل الإعلامي إلى الانتقال لجامعة القاهرة، وحصل منها على دبلوم الدراسات العليا من كلية الإعلام قسم الإذاعة والتليفزيون في عام 1971، وبدأ مشواره الأكاديمي بتدريس مادة الإذاعة بالكلية، وأثناء دراسته وتدريسه الإعلام موهبته الشعرية أيضًا كانت حاضرة وبقوة فأثناء دراسته الإعلام نشرت له الهيئة المصرية العامة للكتاب، أول ديوان شعري له، وهو «الهجرة من الجهات الأربع» الإذاعة ورئاسته لها وفي 1979، أصبح مدير إدارة البرامج الاجتماعية بالبرنامج العام، ثم مدير عام المنوعات بالشبكة الرئيسية، وقدم في تلك الفترة أهم برامج الإذاعة المصرية «شاهد على العصر»، الذي كان له دوي عال؛ لمحاورته كبار الكتاب مثل «نجيب محفوظ، يوسف إدريس، يحيى حقي»، كما أنه نشر هذه الحوارات في سلسلة كتب طبعتها العديد من دور النشر، وأذيعت على شاشة قناة «النيل الثقافية». عاد من إذاعة الشباب إلى البرنامج العام لكن رئيسًا لها، وطوّر خريطة البرامج وجدد فيها، فأضاف برنامج «غواص في بحر النغم»، الذي أسند للموسيقار عمار الشريعى، و«عصر من الغناء» الذي قدمه الإذاعى جلال معوض، وأيضًا برامج «النص الأصلي، الفترة الثقافية المفتوحة، صباح الخير، وراديو سينما، تسجيلات من زمن فات»، وغيرهام من الأعمال التي أثرت مكتبة الإذاعة المصرية. أعماله الغنائية من منا لا يعرف أغنية «بتونس بيك»، التي أطربتنا بها القديرة وردة الجزائرية بألحان صلاح الشرنوبي، فهي من كلماته كما قدم له أيضًا: «حبك قدر، حبك وصل مداه، صوتك ناداني، فين أيامك، لو محتاج لي، ويا ليل». وقدم عدة أغان للفنانة سميرة سعيد وهي «مش هتنازل عنك أبدًا، حبيبي بيحبني، إياك تنسى، واحشني بصحيح» وغيرها، ول«بطيشة» العديد من الأغاني مع كبار المطربين، كلها حب وشجن وعاطفة نهرب إليها كملجأ يضم مشاعرنا في أشد أوقاتها التهابًا بنار الحب. دواوينه الشعرية كما قدم 3 دواوين شعرية في الفترة من 1970 حتى 2001، وهي «ديوان الهجرة من الجهات الأربع، ديوان أغنية إليها، ديوان قصائد حب». جوائز وتكريمات حصل على كثير من الجوائز، الأولى من الإذاعة المصرية عن برنامج "شاهد على العصر" كأحسن سهرة حوارية، وجائزة أحسن برنامج رمضاني، والجائزة الذهبية من مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون كأحسن مقدم لفترة مفتوحة حملت اسم "هرم العلوم" مع العالم المصري الراحل الدكتور أحمد زويل.