وزارة الصحة في تونس كشفت عن إقالة مديرين عقب كارثة الرضع الذين لقوا حتفهم في مستشفى الرابطة بالعاصمة، وشملت الإقالات 13 من كبار المسؤولين بالوزارة وعددا من المراكز لا تزال كارثة الرضع في تونس تلقي بظلالها على المشهد التونسي، التي لا يزال ضحاياها يتساقطون، بعد ارتفاع عدد الوفيات الذين قضوا في مركز توليد حكومي إلى 15 طفلا، وهى الحادثة التى هزت الرأى العام التونسي ويجري التحقيق فيها قضائيا. اللجنة الطبية للتحقيق في حادثة وفاة الرضع في تونس، كشفت أن العدد النهائي للمتوفين في مركز التوليد بأحد مستشفيات العاصمة في الفترة بين 6 و15 مارس بلغ 22 حالة، من بينهم 15 توفوا. النائب سهيل العلويني، رئيس لجنة الصحة بالبرلمان التونسي، كشف حقيقة ارتفاع أعداد الرضع الذين قضوا نتيجة التعفن الجرثومي. العلويني أكد أن الذين قضوا بالتعفن الجرثومي 15 طفلا فقط، بينما توفى 4 لأسباب أخرى، من بينها الأطفال الذين يولدون عن عمر 5 أشهر. العلويني أوضح أن التحقيق الذي أجرى حتى الأمس يشمل جميع الحالات التي توفيت داخل المركز، وأن العدد الإجمالي الآن يشمل 15 طفلا، إلا أن الحالات الجديدة لم تصب بالصدمة التعفنية، العلويني أكد أن الذين قضوا بالتعفن الجرثومي 15 طفلا فقط، بينما توفى 4 لأسباب أخرى، من بينها الأطفال الذين يولدون عن عمر 5 أشهر. العلويني أوضح أن التحقيق الذي أجرى حتى الأمس يشمل جميع الحالات التي توفيت داخل المركز، وأن العدد الإجمالي الآن يشمل 15 طفلا، إلا أن الحالات الجديدة لم تصب بالصدمة التعفنية، التي توفى بسببها الأطفال في السابق، حسب ما نقلت "سبوتنيك". وأثارت مشاهد بثتها محطات التلفزة التونسية أظهرت تسليم جثامين الأطفال الرضّع لأهاليهم بعلب كرتون، صدمة في البلاد. وطالب أحد الأهالي لدى تسلمه جثة طفلته في علبة كرتون بتعليم الجهاز الطبي "الإنسانية" قبل تعليمه الطب. الإطاحة ب«الشاهد».. كلمة السر وراء إضراب موظفي تونس استمرارا لتداعيات تلك الكارثة وعلى خلفية وفاة ال15 رضيعا كشفت وزارة الصحة عن إقالة مديرين عقب كارثة الرضع الذين لقوا حتفهم في مستشفى الرابطة بالعاصمة. وأفادت الوزارة بإقالة مدير الصحة العمومية نبيهة البورصالي، والمديرة العامة لمركز التوليد وطب الرضيع في مستشفى الرابطة، والمديرة العامة للمخبر (المختبر) الوطني لمراقبة الأدوية، كما أعلنت عن تعيينات جديدة. وشملت الإقالات، حسب "الصحة"، إعفاء 13 من كبار المسؤولين بالوزارة وكذلك عدد من المراكز . وتأتي تلك الإطاحات بعد أن قدم وزير الصحة السابق عبد الرؤوف الشريف استقالته، السبت الماضي، فور حدوث تلك المأساة. وفور حدوث الواقعة طالبت حركة نداء تونس باستقالة الحكومة، حسب بيان نشرته على صفحتها في فيسبوك. لماذا تخلى «السبسي» عن رئيس الحكومة التونسية؟ وطالبت بالاستقالة "الفورية للحكومة وتحميلها مسؤولية تردي الأوضاع على كل المستويات، والخوف من مغبة حصول مزيد من الكوارث؛ نتيجة تفرغها لتأسيس حزب سياسي بهدف خدمة المواطن". وأكد الاتحاد العام التونسي للشغل، إثر المأساة، وجوب اعتماد الشفافية والمصارحة والوضوح في التحقيقات الجارية، والإسراع بكشف كل ملابسات هذه الكارثة الأولى من نوعها، بحسب "سكاي نيوز". ويشكو التونسيون من تراجع الخدمات التي تقدمها الدولة منذ الإطاحة بزين العابدين بن علي في 2011، التي أدت إلى حدوث تحول ديمقراطي في تونس ولكن دفعت البلاد إلى أزمة اقتصادية. ويبدو أن تلك الواقعة كشفت عن الجانب المظلم في وزارة الصحة، بعد أن أثارت الحادثة حالة من الصدمة والغضب لدى عموم التونسيين، وهي أحدث كارثة ضمن سلسلة من أخطاء وعمليات فساد تضرب قطاع الصحة العمومية منذ سنوات. فتلك القضية أثارت انتقادات حادة لإدارة قطاع الصحة العامة في البلاد، ونشرت صفحة فيسبوك "بالانس تون اوبيتال" مؤخرا شهادات صادمة عن انعدام النظافة في عدد من المستشفيات العامة وسوء إدارة الموظفين والنقص في التجهيزات، وفقا ل"فرانس 24". وكشفت وزيرة الصحة التونسية بالنيابة، سنية بالشيخ، في تشخيصها للمشاكل التي يواجهها قطاع الصحة في تونس، أن "قطاع الصحة برمته في حالة طوارئ". وفي تونس 166 مستشفى و2100 مركز صحي وفقا لإحصاءات رسمية، وكشف تقرير نشر في 2016، شاركت في إنجازه الجامعة العامة للصحة (نقابة) أن خدمات الصحة العمومية تشهد تراجعا منذ عام 1990، ولا تلبي طلبات المواطنين نتيجة سياسات عامة شابها الفساد. «السترات البيضاء» تغزو تونس.. هل تندلع ثورة جديدة؟ هناك 15 أسرة خسرت حلما انتظرته أشهرا طويلة. ويصعب في مثل هذا الموقف وصف حزن إنسان خسر حلمه، أما في الجانب الفني والتقني فإن ما حدث كان نتاجا منطقيا لتردي الوضع داخل المنظومة الصحية. وقد تكون النتائج كوارث أخرى منتظرة إن لم نتدارك.