تعيش الجزائر مند أكثر من أسبوعين على وقع احتجاجات شعبية سلمية رافضة لترشح بوتفليقة لعهدة خامسة ومطالبة بالتغيير والإصلاح السياسي، وهناك عدة سينارهات حول مستقبل بوتفليقة يشهد الشارع الجزائري حالة من الترقب الحذر مع عودة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الجزائر بعد رحلة علاجية في جنيف استمرت أسبوعين وسط احتجاجات تعم البلاد على ترشحه لولاية خامسة. وبالتزامن مع عودة بوتفليقة نجد أن الجيش يقوم باستمالة الشعب الجزائري الغاضب من ترشح بوتفليقة في محاولة لامتصاص هذا الغضب ، في ظل اتجاه الحراك الشعبي الذي يتسع يوما بعد يوم، إلى عصيان مدني وسط دعوات لضبط النفس والإبقاء على سلمية المظاهرات. قام الجيش بإصدار بيان أمس أكد خلاله، أن هنالك رابطة قوية نابضة بالحياة بين الشعب والجيش. وأشار الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش، إلى أن الجيش والشعب بينهم رؤية موحدة نحو المستقبل. مضيفا أن "الجيش يفتخر بأنه من صلب الشعب الجزائري"، مشيرا إلى أن الشعب يعرف كيف يحافظ على وطنه. الحزب الحاكم حذر في بيان له من أن جهات "متهورة" تريد الزج بالجزائر وشعبها نحو المجهول، وأشار الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش، إلى أن الجيش والشعب بينهم رؤية موحدة نحو المستقبل. مضيفا أن "الجيش يفتخر بأنه من صلب الشعب الجزائري"، مشيرا إلى أن الشعب يعرف كيف يحافظ على وطنه. الحزب الحاكم حذر في بيان له من أن جهات "متهورة" تريد الزج بالجزائر وشعبها نحو المجهول، ودعا حزب جبهة التحرير الوطني، إلى عدم ترك الفرصة لها. وقال إنه يعمل مع كل الأطراف السياسية للخروج من الأزمة بأقل ضرر، محذرا من العصيان المدني. انتخابات الجزائر.. إطاحة مفاجئة وانسحابات غير متوقعة الحزب شدد على سلمية الحراك لضمان الأمن والاستقرار، واعتبر أن ما وصل إليه الحراك الشعبي مكسب ومفخرة للشعب الجزائري. تحول الحلفاء وشكّل تصريح رئيس الأركان، الفريق قايد صالح، بشأن اصطفاف الجيش في صف الشعب، منعطفا في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد ضد ترشح بوتفليقة. وبعد تغير لهجة الجيش الجزائري وأعضاء في الحزب الحاكم تجاه "مستقبل" الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، يرى محللون أن هناك تحولا وتصدعا في موقف حلفاء الرئيس، وهو ما يكشف عن تغيرات ربما تحدث قريبا قد تغير مستقبل بوتفليقة. واعتبر مراقبون أن بيان الجيش يعتبر مؤشرا حتى الآن على تعاطف قادة الجيش مع عشرات الآلاف من الجزائريين الذين يريدون تنحي بوتفليقة. لهجة صالح تغيرت عن تلك التي تحدث بها قبل أيام، حين حذر المتظاهرين من أن الجيش سيضمن الأمن في البلاد ولن يسمح بعودة الجزائر إلى حقبة سفك الدماء، بحسب "سكاي نيوز". سيناريوهات عدة ووسط العديد من السيناريوهات، كشفت مصادر جزائرية أن وزير الخارجية السابق رمطان لعمامرة، قد يقود البلاد خلال مرحلة انتقالية، وهو ما يشير إلى احتمالات الإعلان عن تنحي بوتفليقة خصوصا بعد الأنباء التي ترددت خلال الفترة الأخيرة عن تدهور صحته. فقد أوردت "رويترز" قبل أسبوعين تكهنات حول خليفة محتمل لبوتفليقة يجري التداول به في أروقة القرار. وهناك من يتوقع تمسك بوتفليقة بترشحه وسيره قدما في طريق العودة إلى كرسي الرئاسة إلا أنه من المؤكد أن هذا الخيار سيزيد من تأزم الأوضاع في البلاد وسيدفع إلى مواجهات أكثر بين رافضي ترشح بوتفليقة والمتمسكين به. ماذا يحدث داخل الحزب الحاكم بالجزائر؟ سيناريو آخر من المتوقع حدوثه يتمثل في إقالة الحكومة وتأجيل الانتخابات ضمن مسار حوار وطني شامل يدفع القوى الحاكمة إلى ترتيب أوراقها بشكل مدني والعمل على إقامة مجتمع وسلطة ما بعد بوتفليقة ضمن توافقات ذات أبعاد مختلفة، تضمن عدم انزلاق الجزائر إلى مستنقع الفوضى. قرارات مرتقبة ورغم أن السلطات العليا للبلاد تواصل صمتها حيال مطالب المتظاهرين، هناك تسريبات تفيد قرارات جديدة ستتخذ في الساعات المقبلة لكن كل شيء مرتبط بجديد وضع الرئيس بوتفليقة، بحسب "العربية نت". ولم يبد الجزائريون أي رغبة في التراجع رغم قرارات سابقة أعلن خلالها بوتفليقة تقليص فترة رئاسته إذا فاز في الانتخابات، وتطورت الاحتجاجات إلى الدعوة إلى الإضراب العام والعصيان المدني وسط استجابة كبيرة لتلك الدعوات. فقد استجاب أصحاب المحلات لدعوات الإضراب، رغم قرار منظمة التجارة بعدم المشاركة فيه، حيث تلاحظ استجابة متفاوتة للدعوة في أماكن كثيرة ولم يقتصر الشلل على المحلات الخاصة فحسب، بل حتى بعض المؤسسات العمومية أوصدت أبوابها. الجزائريون يتأهبون للعصيان وعطلة إجبارية للجامعات ويتجه الحراك الشعبي الذي يتسع يوما بعد يوم، إلى عصيان مدني وسط دعوات لضبط النفس والإبقاء على سلمية المظاهرات.