(علوان) إحدى الشخصيات البارزة في مشوار الفنان عبد الله غيث الذى رحل قبل أن يكمل باقي مشاهده، فأجبر موته المؤلف على تغيير السيناريو، وهناك مفاجآت صادمة عن هذا الدور «ولا بد عن يوم محتوم تترد فيه المظالم.. أبيض على كل مظلوم واسود على كل ظالم.. ومهما كان اللي هشه.. الطير مسيره لعشه.. واللي بيظلم يا بايا.. وخلي ظلمك حكاية.. ندعو عليه بالهداية.. والرب موجود وعالم.. ولا دايمة إلا المحبة والظلم هو اللي رايح.. مين اللي خلى الأطباء.. تعرف تداوى الجرايح»، بمجرد قراءتك لهذه الأغنية حتما ستعلم بأننا نتحدث عن مسلسل «ذئاب الجبل» الذى كتبه محمد صفاء عامر وأخرجه مجدي أبو عميرة، ويعتبر من أصدق الأعمال التي قدمت عن مجتمع الصعيد، بأغنيته التي نالت شهرة واسعة وأصبحت إحدى العلامات المميزة للمسلسل. كتبها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي ولحنها الموسيقار جمال سلامة وأداها على الحجار، بصوته العذب المليء بالشجن، وجاءت الكلمات عاكسة لصورة أخرى عن الظلم الذى يوجد بالمجتمع، مؤكدا أن من ظلم يظلم ولو بعد حين.. تعيد حاليا إحدى الفضائيات عرض المسلسل، وربما هذه فرصة جيدة للكشف عن أسرار وكواليس «ذئاب الجبل» كتبها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي ولحنها الموسيقار جمال سلامة وأداها على الحجار، بصوته العذب المليء بالشجن، وجاءت الكلمات عاكسة لصورة أخرى عن الظلم الذى يوجد بالمجتمع، مؤكدا أن من ظلم يظلم ولو بعد حين.. تعيد حاليا إحدى الفضائيات عرض المسلسل، وربما هذه فرصة جيدة للكشف عن أسرار وكواليس «ذئاب الجبل» التي مر عليها 26 عاما، منذ العرض الأول له. يعد مسلسل «ذئاب الجبل» علامة مميزة في تاريخ الدراما الصعيدية، الذى يعتبره الكثيرون من أفضل ما قدم عن الصعيد بداية من القصة والأبطال المشاركين اللذين اقتربا إلى حد كبير من الشخصيات الواقعية واللهجة التي لم يختلف أحد على صحتها، حيث نال شهرة واسعة ليست فى مصر فقط بل فى الوطن العربي أجمع، وكان الجميع يتحدث عن شخصيتي (علوان) -الفنان عبد الله غيث- و(بدري) -الفنان أحمد عبد العزيز، وعن الصراع القائم بينهما. ينطلق المسلسل من عائلة هوارة المتعصبة لعادات مجتمعها الصعيدي، التي تمرد عليها الشيخ (بدار) -الفنان حمدي غيث- بعد أن قرر تزويج ابنته إلى رجل غريب عن العائلة، وهذا ما يجعل شقيقها يرتب لقتلها، وسلط «ذئاب الجبل» الضوء على قضية الثأر والزواج القبلي وغيرها من القضايا الشائكة بالمجتمع الصعيدي، وكان للعمل مردود قوي حيث نجح فى توصيل الكثير من الرسائل إلى المجتمع. تعد شخصية (علوان) التي لعبها الفنان عبد الله غيث من أبرز شخصيات العمل والذى جسد الشر المطلق بالعمل، وهناك مفارقة غريبة حول هذا الدور، فكان المرشح الأول له هو الفنان صلاح قابيل، الذى قام بتصوير مشاهده فى أول ديكور، ولكن وفاته حالت دون استكمال باقى مشاهده باللوكيشن الثاني، فوضع هذا المخرج مجدي أبو عميرة فى مأزق، وقرر أن يستبدل بقابيل الفنان عبد الله غيث، الذى قبل الدور وتم إعادة كل مشاهد (علوان) من جديد، ولكن على ما يبدو أن هناك لعنة خلف هذا الدور، حيث أصيب غيث بإعياء شديد على أثرها توقف تصوير المسلسل، ولكنه لم يشفَ من مرضه ومات إثره قبل أن يكمل الدور مما جعل صناع العمل يغيرون نهايته. هذا ما جعل مخرج «ذئاب الجبل» يتشاءم، وكان لديه اختياران لاستكمال هذا الدور، إما أن يقوم بتغير السيناريو وتتوفى شخصية (علوان) أيضا بالمسلسل، وإما أن يستبدل بممثل آخر، فاختار مجدي أبو عميرة الخيار الثاني وطلب من الفنان نبيل الحلفاوي حينها أن يستكمل الدور بدلًا من عبد الله غيث، ولكنه رفض بشدة وقال له: «يعني إنتم مستغنيين عني»، وما كان أمامه إلا الاختيار الأول، حيث اتفق مع محمد صفاء عامر، على تصوير بعض المشاهد الأساسية من خلال (دوبلير) يظهر في بعض المشاهد من ظهره فقط وتكون مشاهده صامتة، حتى تموت تلك الشخصية خلال الأحداث. وكان أيضا للفنان أحمد عبد العزيز ظهور مميز بالعمل، الذى جسد شخصية (بدري بدار) ابن حمدي غيث، وما لا يعرفه البعض أنه كان مرشحًا لشخصيتين الأولى البدري والثانية حاتم التي جسدها شريف منير، حيث حكى فى وقت سابق، أن مخرج العمل تواصل معه وطلب منه قراءة الشخصيتين وحسم موقفه منهما، وبعد القراءة أخبره باختياره، واستفسر منه المخرج عن سبب هذا الاختيار، فرد عليه: «دي تعليمات جاية من فوق»، فما لا يعرفه البعض أنه قبل ترشيح أحمد لهذا الدور في أثناء تنزهه بأسوان، قال له مراكبي هناك، إن هيئته تناسب الشخصية الصعيدية، وقد تحقق القول بعد عودته، ووصوله عرض مجدي أبو عميرة. وفى النهاية.. يبقى مسلسل «ذئاب الجبل» واحدا من بين المسلسلات التي تركت علامة مميزة فى تاريخ الدراما المصرية، وكان بمثابة شهادة ميلاد للكثير من الممثلين على رأسهم ميرنا وليد وشريف منير.