عبد الله غيث وسميحة أيوب أفضل مِن قدما الشخصية الصعيدية السباق الرمضاني هذا العام ضعيف جدًا أحلم بعمل يجسد الفترات الزمنية المختلفة للصعيد على غرار «ليالي الحلمية» انتهي عهد الصعيدي «العبيط والغبي» في الدراما المصرية «القاصر».. مسلسل يبحث عن سيناريست يحمل روح صفاء عامر الدراما بدأت تقديم الصورة الحقيقية للمرأة الصعيدية القوية مع مطلع الثمانينيات حازت الدراما التلفزيونية التي تناولت المجتمع الصعيدي- جنوب مصر- خلال السنوات القليلة الماضية على قدر كبير من الاهتمام من المشاهدين والنقاد، خاصة ما يعرض منها في رمضان، مقارنة بمثيلاتها من الأعمال الأخرى. وتعد مسلسلات "ذئاب الجبل"، و"الضوء الشارد"، و"حدائق الشيطان"، و "الرحايا"، "شيخ العرب همام" و"سيدنا السيد" أشهر هذه الأعمال التى اتسمت بالدقة والجودة في التناول للصعيد ومشكلاته. ومع بدء العد التنازلي للسباق الرمضاني للمسلسلات الدرامية لعام 2015، التقت شبكة الإعلام العربية "محيط" أحد أشهر مصححي اللهجة الصعيدية وكبير مخرجين بالإذاعة والتلفزيون المصري أشرف عبد الحميد الذى أكد أن الدراما قديماً كانت تقدم المجتمع الصعيدي بصورة سلبية للغاية. وأوضح عبد الحميد أنه ومع مطلع الثمانينيات أعاد القائمون على هذه الأعمال النظر في عادات وتقاليد الصعيد وخصوصًا بعد مجيء أبنائهم إلى القاهرة واحتلالهم مواقع أدبية وإعلامية جعلتهم يغيرون من تلك النظرة السطحية "الساذجة"، على حد وصفه. وتحدث عبد الحميد أيضا في حواره عن حياته والمواقف التي تعرض لها خلال مشواره الفني وإسهاماته في هذا المجال، وعن اللهجة الصعيدية في الدراما، وأفضل من قدموا الشخصية الصعيدية، والعديد من القضايا الهامة والأسرار التي لم يكشفها من قبل، فإلى نص الحوار: كيف بدأت مشوارك الفني؟ بعد إتمامي المرحلة الثانوية قدمت أوراقي للتنسيق، فحصلت من خلاله على كلية تجارة جامعة الإسكندرية، فرفض عمي وقال: "لو الواد راح إسكندرية مش هينفع"، فحولت إلى كلية الآداب قسم إعلام "شعبة صحافة"، وخلال دراستي عملت بجريدتي "صوت سوهاج والأحرار"، وبعد تخرجي سافرت إلى الكويت للعمل بوزارة الإعلام، وكان هذا قبل غزو العراق للكويت. لكنك لم تحدثنا عن بداية مشوارك الفني؟ بعد عودتي إلى مصر قدمت أوراقي لمكتب وزير الإعلام، وعملت في قسم العلاقات العامة، وكنت المنسق الأول لمؤتمرات الوفود العربية، وكانت هذه الأيام من أفضل سنوات عمري ثم انتقلت إلى العلاقات العامة في قطاع الإنتاج ومنه إلى الإخراج. وذات يوم وجدت داخل الأستوديو إعلانا عن بعثات داخلية لمعهد السينما بشرط أن يكون المتقدم خريج الكليات الأدبية، فبدأت أفكر في الأمر، فقد كان هذا يمثل لي حلما كبيرا أريد تحقيقه. وبعدها التحقت بمعهد التليفزيون وحصلت على الدورات اللازمة في الإخراج والمونتاج، ومن هنا تم تغيير المسار إلى مخرج بقطاع الإنتاج بالتليفزيون المصري. متى بدأت العمل كمخرج وما أول مسلسل شاركت فيه؟ عندما بدأ التحضير عام 1992 لمسلسل "ذئاب الجبل" إخراج مجدي أبو عميرة وقصة وسيناريو محمد صفاء عامر، هنا كانت البداية حيث إنهم تقدموا بطلب للموافقة على أن أعمل مساعدًا للإخراج وبالفعل تمت الموافقة وبدأت التحضير للعمل، وهنا اقترحت أن يكون معنا متخصصًا للهجة الصعيدية من منطقة الحدث "أرض الواقع" وهو ما تم بالفعل. وما هي طبيعة عملك في مسلسل "ذئاب الجبل"؟ كان لي في هذا العمل دور من أهم الأدوار فقد كان يميزني كمخرج بينهم أني صعيدي وعلى وعي بالبيئة الصعيدية، لذلك حصلت على فرصة العمر التي ميزتني عن كل زملائي في فريق العمل، وساهمت في اختيار فريق العمل مع المخرج مجدي أبو عميرة، لأني على دراية بشكل الشخصية ومن يستطيع أن يقوم بهذا الدور والشخص المناسب له وفق الإمكانيات الموجودة، وقد سجلت اعتراضي على بعض الأمور في هذا العمل. وما سبب اعتراضك؟ كان بسبب الملابس الموجودة، فقد كانت لا تتناسب مع الصعيد، فقمنا بإحضار ترزي لتفصيل ملابس جديدة، حيث كان مسلسل "ذئاب الجبل" أول عمل فني يخصص ميزانية للملابس واللهجة، كما قمت بتعديل وحذف مشاهد لا تتناسب مع العادات والتقاليد في الصعيد وتم ذلك بالاتفاق مع المخرج والكاتب. من الذي ضبط اللهجة في المسلسل؟ الذي ضبط اللهجة في ذلك الوقت هو قدري عثمان زوج أخت محمد صفاء عامر، بينما كتب كلمات أغاني المسلسل "الخال" عبد الرحمن الأبنودي، وغناء علي الحجار وألحان جمال سلامة، ومن هنا بدأت كل الأعمال الصعيدية تحذو حذونا حتى أصبح ذلك قاعدة لكل الأعمال الصعيدية فيما بعد. وكيف نحافظ على اللهجة الصعيدية؟ نحافظ عليها في العمل الفني من خلال عدة عوامل، أولها يجب أن يكون داخل العمل مصحح لهجة قوي، أو شخصية صعيدية لديها خبرة بالبيئة وعلى علم ودراية بالعادات والتقاليد الصعيدية، وأن يكون مثقفًا ويحمل مؤهلًا عاليًا حتى يتمكن من فهم السيناريو وكيفية دراسته، بالإضافة إلى معايشة المشاهد والاهتمام بالتفاصيل الخاصة بالشخصيات والأدوار وديكوراتهم وملابسهم وتفاصيل حياتهم في منازلهم ومواقعهم الاجتماعية في بيئتهم الصعيدية. أيهما قدم الأدوار الصعيدية بشكل صحيح.. السينما أم التليفزيون؟ الاثنان معًا، ولكن التليفزيون يقدمها بشكل أوسع ويساعده في ذلك طول مدة العرض، بخلاف السينما التي تعتمد على فترات العرض القصيرة خلال الأفلام، ومن ثم فالتليفزيون يبرز الشخصية أكثر ويعطي مساحة أكبر للدور على فترات وبشكل يومي، فضلا عن الإضافات التي تترتب على تراكم الأحداث الدرامية، وكل ذلك يثري العمل دراميًا ويوثقه لدى المشاهدين بشكل يومي. من أفضل ممثل أو ممثلة قدم دور "الصعيدي" بشكل صحيح؟ في عام 1992 عندما تم إنتاج مسلسل "ذئاب الجبل، كان الفنان القدير عبد الله غيث، رحمه الله، خير من أدى الدور الصعيدي بشكل صحيح، والممثلة القديرة "سميحة أيوب" في مسلسل "الضوء الشارد". وجاء بعدهما كل من الفنان ممدوح عبد العليم في مسلسل "الضوء الشارد" والفنان يحيى الفخراني والفنانة نرمين الفقي في مسلسل" الليل وآخره". وهناك كثير من الفنانين أهمهم الفنان رياض الخولي والفنان أحمد ماهر، إلى جانب مجموعة أخري لا يتسع المجال لذكرها. وما أفضل عمل درامي قدم الشخصية الصعيدية؟ الأعمال الدرامية التي قدمت الصعيد كثيرة من أهمها "ذئاب الجبل" حيث كان الانطلاقة الأولى لشركات الإنتاج لتقديم محتوى درامي عن الصعيد، ويعتبر هذا العمل بداية الأعمال الصعيدية التي لفتت انتباه النقاد والفنانين والمثقفين إلى جانب بعض شركات الإنتاج إلى أهمية طرق باب الدراما الصعيدية والاتجاه إليها ومحاولة الدخول في دهاليزها. هل المرأة في الصعيد حقها مهدر كما نرى في الدراما؟ للأسف قديمًا لم تقدم الدراما الشخصية الصعيدية على ما يرام، ولكن كانت تقدم الشخصية السلبية "العبيطة والهبلة والمغرر بها"، هذا بالنسبة للرجل، أما المرأة فكانت تقدمها بصورة سلبية سيئة للغاية، باعتبارها مجرد خادمة في بيتها ومحرومة من التعليم والتوظيف، وليست صاحبة رأي ولا قرار. ومع بداية الثمانينيات بدأت الدراما الصعيدية إعادة النظر في عادات وتقاليد الصعيد وخصوصًا بعد مجيء أبنائه واحتلالهم مواقع أدبية وإعلامية مرموقة، مما جعل كتاب ومخرجي الدراما يغيرون من تلك النظرة السطحية "الساذجة". تقصد أن النظرة لأبناء الصعيد تغيرت في الدراما بسبب هؤلاء؟ نعم.. فقد أصبح لشخصية الرجل الصعيدي ملامح واضحة تهتم بشهامته ورجولته ومواقفه من أجل بيئته وعاداته وتقاليده، أما بالنسبة للمرأة فنجد أن الدراما الصعيدية بدأت تقديم صورة حقيقية لها، باعتبارها تلك المرأة القوية التي تحارب أحيانا من أجل أطفالها، وأحيانا أخري دفاعا عن أرضها وعرضها عند إخراجك لأول عمل.. هل كان صعيديًا؟ أنا تعمدت عند إخراجي لأول عمل أن يكون غير صعيدي، لأنني وضعت في قالب الإخراج الصعيدي فقط وهذا ظلم، لأن الإخراج مهنة لا تعرف اللهجة وليس هناك ما يسمي بالإخراج الصعيدي أو البحيري، ومن هنا قررت أن أقوم بإخراج أول أعمالي بعيدًا عن الدراما الصعيدية، وكان ذلك بمثابة انطلاقتي. ما اسم العمل الذي قمت بإخراجه؟ الفيلم التليفزيوني "يوميات مخرج إعلانات" قصة وسيناريو وحوار مهدي يوسف، وبطولة حاتم ذو الفقار وسوسن بدر وعزة بهاء ومجموعة من الفنانين، وهو من إنتاج قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصري. عملت مساعدًا للإخراج ومخرجًا منفذًا لكثير من الأعمال الصعيدية، ولعبت دورًا كبيرًا في نجاحها، فلماذا بدأت بعمل درامي غير صعيدي؟ حاولت جاهدًا أن أخرج من عباءة الأعمال الصعيدية التي وضعني فيها أساتذتي الكبار أمثال إسماعيل عبد الحافظ ويحيي العلمي ومجدي أبو عميرة ومحمد فاضل وجمال عبد الحميد وعلي عبد الخالق وإبراهيم الشوادي، حتى أنني أصبحت متخصصًا في الأعمال الصعيدية والجميع ينتظرني. من هنا حاولت تحطيم هذه البدعة التي جنت علي كثيرًا في عملي في مجال الإخراج بسبب تعاوني مع من أحضرهم لتصحيح اللهجة أو عمل ما يسمي بالمراجعة التاريخية، وأحيانًا كنت أقوم أنا بنفسي بعمل هذه الأشياء في حال غياب أصحابها إنقاذاً للموقف، ولذلك عندما أسند إلي مهمة الإخراج بقطاع الإنتاج قررت أن يكون أول عمل لي بعيدًا عن الدراما الصعيدية، وهذا ما حدث بالفعل حتى لا يقال أني أعيش في جلباب أبي. ما سبب نجاح الدراما الصعيدية.. وهل حققت ما تصبو إليه؟ سبب نجاح الدراما الصعيدية هو الموضوعات التي تتناولها، والتي غالبا ما تكون بكرًا لم يسبق للمشاهد رؤيتها من قبل، وهو ما أوجد نوعا من التشوق لنوعية هذه الدراما، حيث إننا نرى أحداثاً ثرية بالمواقف المعقدة وغنية بالأحداث المتنوعة، وهذا سبب تلهف المشاهد العربي على هذا النوع من الكتابة الدرامية. أما عن الشق الثاني من السؤال، فأنا أتمني كتابة عمل درامي صعيدي يتناول الواقع الصعيدي بفتراته الزمنية المختلفة. ماذا تعني بفتراته المختلفة؟ أقصد الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لصعيد مصر أو منطقة الجنوب، على أن يكون هذا العمل في عدة أجزاء مختلفة على غرار رائعة الكاتب أسامة أنور عكاشة "ليالي الحلمية" بأجزائها الزمنية المختلفة.. هذا ما أتمناه وما أصبو إليه في الفترة القادمة. بعد آخر عمل لك "الليل وآخره".. أين أنت؟ تلقيت إعارة للعمل بالتدريس لمادتي الإخراج والسيناريو بالأكاديمية الدولية للإعلام بدولة الكويت الشقيقة، والحمد لله كانت مدة الإعارة حوالي ثمانية سنوات، وقد انتهت العام السابق وعدت إلى عملي ك"كبير مخرجي التليفزيون المصري". ما خطة العمل الإخراجية القادمة لك؟ منذ خمسة سنوات تم الاتفاق مع الكاتب محمد صفاء عامر على كتابة عمل درامي صعيدي أقوم بإخراجه، وكان هذا العمل من فكرتي وسيناريو وحوار كاتبنا الكبير الذي أعجب بالفكرة، وبمجرد أن بدأ الكتابة بعد جلسات عمل مشتركة معًا، كان القدر أكبر من الجميع رحمة الله عليه، وهناك محاولات أخرى للبحث عن سيناريست له نفس الروح في الكتابة الصعيدية. وما اسم هذا العمل؟ اسمه "القاصر" وعما يتحدث؟ يتناول حياة طفل الصعيد اليتيم، وما يحدث حوله من جراء هذا اليتم، وما يترتب على الحرمان والظلم في بيئته الصعيدية، وهو عبارة عن سيرة ذاتية قد تكون لمخرج العمل الذي أتمنى من الله أن أختم به حياتي. ما تقييمكم لموسم المسلسلات الرمضانية القادم؟ للأسف السباق الرمضاني هذا العام ضعيف جدًا لقلة الأعمال الدرامية، كما يختلف عن الأعوام السابقة لقلة الأعمال الدرامية التي تجسد الحياة المصرية، حيث ينتج قطاع الإنتاج هذا العام مسلسلين فقط، وهذا يرجع لارتفاع تكاليف الإنتاج عن الأعوام السابقة. هل هناك أعمال درامية صعيدية في رمضان؟ هذا العام يعد الأقل إنتاجًا للمسلسلات الصعيدية، ففيما مضى كنا نرى ما يقرب من 7 إلى 10 مسلسلات تتحدث أو تتناول قضايا الصعيد، أما هذا العام فلا نجد سوى عملين فقط لا غير، وسيقتصر السباق الرمضاني على خمسة عشر مسلسلا فقط، حسب المعلومات التي امتلكها.