بدأ حياته في مدرسة الكرة في نادي الترسانة، في عمر 7 سنوات، وتدرج في مراحل الناشئين، وفي سن السابعة عشرة لعب في الفريق الأول، وكانت مباراته الأولى أمام نادي الزمالك في صباح الرابع عشر من أغسطس عام 2013، الأجواء كانت هادئة، لكنه كان الهدوء الذي يسبق العاصفة، بمجرد أن بدأت عملية فض اعتصام ميدان رابعة العدوية في مدينة نصر، كان هناك مجموعة من العمليات الخسيسة التي تنوي الجماعة الإرهابية الشروع فيها من خلال مجموعة من المسلحين، فقد كان هناك تخطيط يهدف لتدمير البلاد، وإحداث الفتن. وفي عصر نفس اليوم في مركز كرداسة كان هناك موعد مع مجموعة من إرهابيين تستقل دراجات بخارية حاملين أسلحتهم الآلية، والمفرقعات، وقذائف «آر بي جي» وتوجهوا نحو مركز شرطة كرداسة. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل امتد إلى سرقة "لودر" لاستخدامه فى عمليات هدم المنشآت والأسوار والحواجز الأمنية التى يواجهونها، وفور وصولهم لمقر مركز شرطة كرداسة أطلقوا القذائف الصاروخية تجاه المدرعة الخاصة بتأمين السور الخارجى، حتى دمروا مركز الشرطة وسرقوا الأسلحة الموجودة بداخله. لمتابعة التحقيقات ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل امتد إلى سرقة "لودر" لاستخدامه فى عمليات هدم المنشآت والأسوار والحواجز الأمنية التى يواجهونها، وفور وصولهم لمقر مركز شرطة كرداسة أطلقوا القذائف الصاروخية تجاه المدرعة الخاصة بتأمين السور الخارجى، حتى دمروا مركز الشرطة وسرقوا الأسلحة الموجودة بداخله. لمتابعة التحقيقات الخاصة في يوم الشهيد وكالعادة انتزعت الرحمة من داخل هذه الجماعة الإرهابية، وقتلوا مأمور المركز، ونائب المأمور والضباط والجنود التي كانت خارج مركز الشرطة لتأمينه. وفي مشهد تجرد من الإنسانية عذبوهم، وكان العقيد عامر عبد المقصود، نائب مأمور القسم وقتها، صاحب النصيب الأكبر من التعذيب، بعدما تعدوا عليه بالضرب المبرح، وقطعوا شرايين يده اليسرى وعذبوه حتى قتلوه، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بالتمثيل بجثته بعد وفاته. «التحرير» في يوم الشهيد التقت أسرة عامر عبد المقصود، واسترجعت معهم شريط أحداث هذا اليوم الذي استشهد فيه واحد من أبطال الشرطة المصرية الذين ضحوا بحياتهم في خدمة الوطن.
الابن الأكبر (أحمد) والدي، الله يرحمه، نائب مأمور قسم كرداسة، بدأ حياته في مدرسة الكرة في نادي الترسانة، وهو عمره 7 سنوات، استمر في فرق الناشئين حتى تم تصعيده للفريق الأول في عامه ال18، وتعرض للإصابة في أواخر أيامه في الملاعب ووصل لسن ال32 وقرر الاعتزال. والدي توفي عن عمر يناهز 49 عامًا، وكانت المعاملة بيننا كأصحاب، طول الوقت بنهزر، والكل كان بيحبه، ماكانش فيه فكرة ضابط الشرطة اللي هو شديد قوي، كانت علاقته كويسة بالناس كلها. وتحدث عن المكالمة الأخيرة التي دارت بينه وبين والده الراحل: «آخر مكالمة بيني وبينه كانت يوم الوفاة، وقتها كنت في الساحل، واتصل بيا وكان قاعد معاه مأمور مركز كرداسة، والمكالمة كلها هزار، وقاللي إنت لما تروح أي مكان بعد كده هتقول أنا ابن العقيد عامر عبد المقصود، ماكنتش فاهم معنى الكلام، وقاللي إنت لو احتجت حاجة بعد كده هتلاقي الكل يقف جنبك علشان ابن عامر عبد المقصود، رديت قولتله فيه إيه إنت تاني مرة تقوللي كده.. قاللي: لا عادي باقولك بس». ويتذكر نجل الشهيد عامر يوم الحادث قائلا: «الموضوع كان صعب جدًا، صدمة شديدة، وقتها كنت فاتح التليفزيون فلقيت خبر عاجل عن اقتحام مركز شرطة كرداسة، حاولت أنفي الخبر، فتلقيت مكالمة من أحد أصدقائي، قاللي يا أحمد اطمن على والدك، ساعتها قلقت، وبدأت أتصفح رسائل التواصل الاجتماعي، فرأيت استشهاد مأمور مركز كرداسة ونائب المأمور وبعض الضباط.. ماصدقتش وبدأت أكلم حد من قرايبي، كل واحد كان بيقوللي خبر غير التاني، فركبت العربية ورجعت للقاهرة، وقتها كان فيه حظر.. وقفت في أول كمين كان تابع للقوات المسلحة، وقالولي فيه حظر، قولتلهم أنا ابن العقيد عامر عبد المقصود، قالولي البقاء لله، ماكنتش مصدق وبدأت أقولهم لأ هو مصاب بس، وبدأوا تهدئتي لحد ما رجعت وأنا مصدوم من الأحداث". شقيق الشهيد أكرم عبد المقصود، عميد قوات مسلحة متقاعد، والشقيق الأصغر للشهيد عبد المقصود، بدأ كلامه عن ذكرياته مع عامر، قائلا: «عامر ربنا يرحمه مواليد فبراير 1963.. بدأ يلعب كرة في الترسانة عام 1973، بمدرسة الكرة، وتدرج في مراحل الناشئين، حتى سن السابعة عشرة، وتولى تدريب الشواكيش حينها مدرب روماني يدعى كريستوف، واكتشفه في مركز ديفندر، وبدأ يلعب في الفريق الأول، وكانت مباراته الأولى أمام نادي الزمالك، والتحق بكلية الشرطة، في عام 1981، وحصل على بطولة كأس مصر مع الترسانة سنة 1986. أبويا كان موجود والحياة كانت ماشية بصعوبة، وكان عامر الصاحب والأخ الكبير والأب، اللي بيوجه ويخليني أذاكر وماعملش حاجة غلط، توجيهاته كلها لازم أجتهد والتزم في الرياضة التي كنت أمارسها وقتها فقد كنت لاعب كرة طائرة». آخر لقاء وفي الساعة 11 ظهرًا، عرفت إن حصل فض، وكلمته قاللي فيه تجمهر قدام القسم بس مافيش قلق ولا حاجة، وبعد نص ساعة كلمته أطمن عليه قاللي الناس اللي عاملة تجمهر بدأ يحدث معها مناوشات، بعدها بساعة كلمته رد عليا قاللي إنه اتصاب في عنيه، فأنا اتخضيت، وقولت له هاجيلك قاللي اوعى تيجي، الناس هنا بيضربوا أي حد من الجيش أو الشرطة، بعدها كلمته لقيت تليفونه اتقفل، وبدأت الأخبار تنتشر عن استشهاد مأمور شرطة كرداسة ونائبه وبعض الضباط والجنود. الابن الأصغر «بابا الله يرحمه كان قدوة، وأخ لينا قبل ما يكون أب».. هكذا بدأ علاء، الابن الأصغر لشهيد الشرطة، حديثه: "دايما كنا بنتعامل كإخوات وأصحاب، وفي يوم الحادثة اتصل بماما وقاللها إديني علاء، وأنا كنت نايم، وكلمني قاللي عايزك تاخد بالك من نفسك الفترة اللي جاية، وتركز في دراستك وتمارينك، فاستغربت من كلامه، وقولتله هو فيه إيه؟ قاللي مافيش حاجة، وماتقلقش من حاجة. كنت عارف إن فيه عنده تجمهر وسألته، قاللي مافيش حاجة والدنيا كويسة، بس تركز في حياتك، بالليل كنت باتفرج على التليفزيون، وشاهدت في خبر عاجل استشهاد مأمور قسم كرداسة ونائب المأمور، بدأت أكلمه مابيردش، كلمت السواق بتاعه قاللي كل واحد في القسم كان بيجري في مكان من كتر ضرب النار، بعدها تواصلنا معه لقينا الخبر صح، الدنيا اسودت في وشنا كلنا. بقالى 12 سنة بالعب في الترسانة، ورحت اختبارات من غير ما بابا يعرف، وأنا عندي 8 سنين، وقبلت، بعدها بيسألوني على اسمي باقولهم أنا علاء عامر عبد المقصود، ولحد دلوقتي اسم بابا بيتردد داخل نادي الترسانة، والكل بيقوللي إنت هتبقى زي باباك، وده بيخليني أفتخر، وأطلقوا اسمه على الملعب الفرعي عام 2014 ". ابن خالته "عامر كان بالنسبة لنا الحاجة الحلوة اللي في حياتنا، وكان دايما مميز في حياته الكروية والشرطية، وكان إحدى الركائز الأساسية في فريق الترسانة، وحصل على كأس مصر، وشارك في العديد من البطولات العربية، وانضم لصفوف منتخب مصر. بعد مرور أكثر من سنة شاف رؤية فيها الشيخ الشعراوي بيديله مصحف وبيقوله ده المصحف اللي كنت عايز تاخده مني وانت عندي، وأنا كنت باشكرك على المجهود ده، صحى من النوم على تليفون إن ربنا كرمه ببعثة للحج. يوم الفض كلمته بعد ما أخد طلقة خرطوش قولتله تعالى، قاللي مش عامر عبد المقصود اللي يسيب مكانه ويهرب".