محمد رضا، الفنان الذى أفنى عمره فى الفن، وأمتعنا بأعماله، فلا أحد ينسى دوره فى فيلم «30 يوم فى السجن» المعلم (جنجل أبو شفتورة) الذى كان يأكل الكلمات ولا تفهم منه شيئا محمد رضا، الذى اشتهر بدور المعلم في هيئته وطريقة كلامه وتصرفاته، كان الصورة المثلى ل،«ابن البلد»، والمفارقة أنه لم يكن يتمنى أن يحصره المخرجون فى دور «المعلم»، فقد كان يحلم بأن يصبح أحد جانات السينما، فقبل أداء دور المعلم، كان يتمتع بالوسامة والنحافة الشديدة، حتى إنه في البدايات كان يستعين بكرش صناعي لكي يؤدي دور «المعلم»، وساعده في ذلك الجلباب الفضفاض الذي لازمه، والعمامة والشنب اللذان كانا يضعهما خلال التصوير، ومن المفارقات الغريبة أن محمد رضا كان يعمل مهندس بترول، لكنه ترك وظيفته المضمونة من أجل التمثيل. كان الفن يجرى فى عروق الفنان الراحل محمد رضا، حتى آخر يوم في حياته، وهو 21 فبراير 1995، فكان وقتها يعمل في المسلسل الشهير «ساكن قصادي» مع المخرج إبراهيم الشقنقيري، وذلك في أثناء شهر رمضان، حيث عاد في هذا اليوم إلى المنزل بعد التصوير، وتناول وجبة الإفطار، ثم أجرى حديثا صحفيا عبر الهاتف، كان الفن يجرى فى عروق الفنان الراحل محمد رضا، حتى آخر يوم في حياته، وهو 21 فبراير 1995، فكان وقتها يعمل في المسلسل الشهير «ساكن قصادي» مع المخرج إبراهيم الشقنقيري، وذلك في أثناء شهر رمضان، حيث عاد في هذا اليوم إلى المنزل بعد التصوير، وتناول وجبة الإفطار، ثم أجرى حديثا صحفيا عبر الهاتف، وبعدها فارق الحياة في أثناء الحوار. استمرت رحلة محمد رضا الفنية أكثر من 40 عاما، بلغ رصيده نحو 350 عملا ما بين السينما والتليفزيون والمسرح، وبدأت الرحلة عن طريق الصدفة، فقد كان مهندسا للبترول راضيا عن وظيفته، رغم حبه للتمثيل الذي تعلق به من خلال مسرح المدرسة، وقد عاد هذا الشغف ليطارده بعدما قرأ إعلان بمجلة «دنيا الفن» عن تنظيم مسابقة للبحث عن وجوه جديدة، فلم يتردد، وشارك فى المسابقة وكان المخرج صلاح أبو سيف من بين أعضاء لجنة التحكيم، وحصل رضا حينها على المركز الثاني، واعتقد بعدها أنه صار ممثلا، لكنه لم يحصل على أى فرصة رغم وعود الكثيرين له بأدوار فى الأفلام التي يحضرون لها. كاد أن ييأس، وفكر فى العودة إلى شركة البترول، وحينها نصحه الفنان توفيق الدقن، بأن يدرس ويتعلم ليطور موهبته، وعلى الفور التحق رضا بمعهد الفنون المسرحية، وكان أستاذه الممثل والمخرج زكي طليمات، الذي أثر فيه كثيرًا، وأتت الفرصة التي يحلم بها «رضا» حين اختاره المخرج كمال ياسين فى دور (المعلم كرشة) بمسرحية «زقاق المدق» المأخوذة عن قصة نجيب محفوظ، وأدى الدور باقتدار شديد، حتى إن الأديب الكبير أشاد به، وأكد أنه صورة للمعلم كرشة التي رسمها فى خياله، ومنذ هذه اللحظة تم الإعلان عن ميلاد ممثل جديد، وكان الأكثر طلبا من المخرجين وقتها. شارك محمد رضا بعدها فى الكثير من الأعمال، سواء التليفزيونية أو الإذاعية، وكان أغلبها قاصرا على دور المعلم وابن البلد، ومن بين الأفلام التي شارك فيها «الفتوة، الأخ الكبير، سوق السلاح، أبو الليل، أنا العدالة، وفاء للأبد، أنا الهارب، منتهى الفرح، لعبة الحب والجواز، المدير الفني، المغامرون الثلاثة، مطلوب زوجة فورا، خان الخليلي، وغيرها»، ومن أشهر أدواره التي لا ينساها المشاهدون (المعلم سيد) فى فيلم «المدير الفنى» الذى عرض عام 1965، بطولة فريد شوقي، وأيضا دور (جنجل أبو شفتورة) حرامي الغسيل، في فيلم «30 يوم في السجن» الذى عرض فى العام التالي. ورغم أن رضا حاول تنويع أدواره بعد أن فشل فى أن يكون أحد «جانات» السينما، فإن شخصية المعلم التصقت به، حيث أحبه الجمهور فيها كثيرا، ما جعله يفكر فى أن يجيدها بشكل أفضل، حيث كان يذهب دوما إلى المقهى ويجلس مع المعلمين حتى أدمن الشيشة من أجل الدور، وأصبحت لا تفارقه حتى فى المنزل، وحكى أبناؤه فى أحد اللقاءات السابقة، أن والدهم كان لديه ترزي مخصوص يتعامل معه، وكان يصمم الجلاليب له، وكان لديه صندوق خشب به أكسسوارات يستعين بها في أثناء التصوير، منها مجموعة من الشنبات المختلفة التي كان يظهر بها والخواتم والساعات. لم يكن المعلم رضا محظوظا فى التليفزيون مثل السينما والمسرح، حيث شارك فى عدد قليل جدا من المسلسلات من بينها «يوميات ونيس، ساكن قصادي، سنة على اليمين، ناس ولاد ناس، ليلى زمانها جاية، ألف ليلة وليلة». يبقى محمد رضا واحدا من أبرز الفنانين الذين تركوا بصمة فى السينما، والذى حاول أن يسعد جمهوره، ولم يحاول أن يبين مرة أنه يمر بأزمة نفسية، حيث وصل الأمر إلى صعوده على خشبة المسرح مرتين وهو يبكي من داخله، المرة الأولى بعد وفاة ابنته، فقد ذهب لدفنها وعاد وقدم دوره بمسرحية «ياكلون عيش»، والمرة الثانية كانت بعد وفاة أبيه.