شاهد وصديق القتيل: 3 أشخاص مسلحين أوقفوا الميني باص وطلع اتنين منهم وفي ايدهم آلى وبصوا على الركاب وشاوروا على الراكب اللي جنب إسلام ولما حاول يمنعهم قتلوهم الاتنين. «إسلام أمين»، شاب في منتصف العمر، يعمل محاسبا بإحدى الشركات الخاصة، أب لطفلتين أكبرهما تبلغ 6 سنوات، يتميز وسط أقرانه بأخلاقه الرفيعة، يشهد له الجميع من أبناء قريته الزيدية، بمنطقة أوسيم، بالشهامة و«الجدعنة»، قِلّما لجأ إليه جار أو صاحب بطلب ويرده. أثناء ذهاب «إسلام» إلى عمله صباحا، فوجئ بملثمين يقتحمون الأتوبيس، ويحملون أسلحة آلية، يتجهون صوب شخص، وبالرغم من أن «إسلام»، لا يعلم الشخص الجالس بجواره، ولا تربطه به أي علاقة، إلاّ أنه هبّ واقفا للزَود عن حياته، فقام الملثمون بإمطارهما بوابل من الطلقات، لتصعد روحه شاهدةً على شهامته. يقول أحمد الطوخي، صديق «إسلام» وشاهد عيان على الواقعة «إسلام كان من أجدع خلق الله، وغلبان ومالوش علاقة بحد.. كان بيجري بس على لقمة عيشه، وكان بيشتغل ليل نهار عشان يوفر حياة كويسة لبناته، خاصةً إن بنته الكبيرة لسه أول سنة ليها في المدرسة السنة دي وكان على طول بيقوللي إنه مش عايز من يقول أحمد الطوخي، صديق «إسلام» وشاهد عيان على الواقعة «إسلام كان من أجدع خلق الله، وغلبان ومالوش علاقة بحد.. كان بيجري بس على لقمة عيشه، وكان بيشتغل ليل نهار عشان يوفر حياة كويسة لبناته، خاصةً إن بنته الكبيرة لسه أول سنة ليها في المدرسة السنة دي وكان على طول بيقوللي إنه مش عايز من الدنيا غير أنه يؤمّن مستقبل بناته». ويضيف الصديق «بنركب كل يوم أتوبيس (ميني باص) من أوّل القرية، واحنا رايحين الشغل، بنركب ومالناش علاقة بحد، وفي يوم الواقعة ركبنا الأتوبيس وماكنش فيه مكانين جنب بعضهم، وقعدت في كرسي آخر الأتوبيس، في حين جلس "إسلام" على كرسي جنب الشباك في وسط الأتوبيس، جنب شخص عرفنا بعد كده إنه اسمه "ممدوح رابح"، تبع عائلة "رابح" بالقرية، وهي عائلة كبيرة عندنا وعلى طول فيه مشاكل وتار بينهم وبين عائلة الزيدي ودي برضه عائلة كبيرة في بلدنا». ويتابع «الطوخي»، والدموع تترقرق بين عينيه حزنا على صديقه «بعد ما الأتوبيس اتحرك بعشر دقائق تقريبا، لقينا 3 أشخاص ملثمين، وراكبين موتوسيكل، وفضلوا يهددوا السواق عشان يقف وإلاّ يضربوه بالنار.. في الأول السواق ماستجبش ليهم، لكنهم بعد ما ضربوا أكتر من طلقة في الجو السواق خاف ووقف على جنب». قتل وسرق وعمره 26 عامًا.. قصة أسطورة «خُط الشرقية» وأردف «بعد ما الأتوبيس وقف، نزل اتنين من التلاتة وركبا الأتوبيس، احنا فكرنا في الأول إنهم حرامية وعايزين يسرقونا.. لكنهم طلعوا وفضلوا يبصوا على وشوشنا من غير ما ينطقوا بكلمة، لغاية ما عينيهم ما جت على (ممدوح) اللي قاعد جنب إسلام.. وراح واحد قايل للتاني "أهو ابن رابح".. وقرّبوا منه وصوبوا بنادقهم عليه». جريمة قتل ب300 جنيه.. إحالة قاتل طليق شقيقته للمفتي واستكمل «أول ما صوبوا البنادق عليه، إسلام راح واقف وبيقولهم فيه ايه حرام اللي هاتعملوه ده، لكنهم مابصوش ل"إسلام"، فقام ماسك بندقية واحد منهم وبيقولهم "حرام عليكم دي روح".. أول ما مسك البندقية راح التاني ضربه طلقتين في صدره.. وبعد كده فضّى باقي الخزنة في "ممدوح"، ونزلوا من الأتوبيس وركبوا الموتوسيكل وهربوا وسط ذهول مننا كلنا... إسلام مات وهو بيدافع عن شخص مايعرفوش»، مختتما "بناته ذنبهم إيه ولسه بيسألو عليه". وأوضح صديق المجني عليه، أنه بالرغم من مقتل «إسلام» لم يستطع الدفاع عن الشخص الذي حضر الملثمون بسببه، إلاّ أن القرية بأجمعها خرجت تودعه، شهدت جنازته حضور الآلاف من الأهالي ومن القرى الأخرى عرفانا بدوره وتحية لشجاعته التي أصبحت نادرة إلى حد كبير.. مطالبا الأجهزة الأمنية بسرعة ضبط الجناة حتي يستريح صديقه في قبره. في حين كشف التقرير الطبى الخاص ب«إسلام» إصابته بطلق ناري أسفل البطن، وإصابة «ممدوح» الذى تربطه خصومة ثأرية مع المتهمين، بطلقات نارية متعددة بالرأس والرقبة والصدر، وكشفت معاينة خبراء الأدلة الجنائية لموقع الحادث، من الفوارغ التى تم العثور عليها بمكان الحادث، أن السلاح المستخدم فى إطلاق النار بندقية آلية، وتم التحفظ على الفوارغ لفحصها وتقديم تقرير للنيابة العامة للاستناد إليه خلال التحقيقات. تفاصيل الواقعة ترجع إلى تلقي مركز شرطة أوسيم بلاغًا يفيد مقتل شخصين نتيجة إطلاق النار عليهما، فانتقل الرائد أحمد ربيع رئيس مباحث أوسيم إلى محل الواقعة، وبإجراء التحريات تبين أن مرتكبى الجريمة أطلقوا النار على شابين، ما أسفر عن مقتلهما خلال استقلالهما أتوبيس "مينى باص"، وتوصلت التحريات إلى أن خصومة ثأرية بين عائلة أحد المجنى عليهما وعائلة المتهمين وراء ارتكاب الجريمة.