احتل الشرق الأقصى وأوروبا الشرقية وأمريكا الجنوبية نسبة ملحوظة فى اختيارات المسابقة الرسمية الطويلة هذا العام، والتى يصل مجموع جائزتيها إلى 50000 يورو الوجود العربى فى الدورة 48 لمهرجان روتردام السينمائى الدولى ليس كبيرا من حيث الحجم لكنه جاء مؤثرًا بشكل ملحوظ، إذ حظى الفيلم اللبنانى (كفر ناحوم) إخراج نادين لبكى بإعجاب كبير، واستطاع الفيلم أن يحصل على جائزة الجمهور، بعد أن أعلنت الأفلام الفائزة اليوم، وحصل على جائزة لجنة تحكيم الشباب الفيلم الإيطالي «سعيد مثل لازارو»، وجائزة الفيبريسي فيلم «نهاية موسم» من أذربيجان إخراج إلمار إيمانوف، وجائزة النمر للفيلم الصيني «المضارع التام» إخراج زو سينزي، وجائزة الإنجاز الفني الاستثنائي لفيلم «خذني إلى مكان جميل» إنتاج البوسنة والهرسك مع هولندا. وكان مهرجان روتردام السينمائى الدولى بهولندا (23 يناير – 2 فبراير 2019) قد افتتح دورته 48 بالفيلم المثير للجدل (إله قذر) إخراج ساشا بولاك، وهو إنتاج مشترك هولندى بريطانى بلجيكى أيرلندى، ويروى قصة سيدة تعافت من تشوه كان قد أصاب وجهها وجسدها بسبب حمض حارق، لكن ذلك التعافى الجسدى لم يستتبع بالضرورة وكان مهرجان روتردام السينمائى الدولى بهولندا (23 يناير – 2 فبراير 2019) قد افتتح دورته 48 بالفيلم المثير للجدل (إله قذر) إخراج ساشا بولاك، وهو إنتاج مشترك هولندى بريطانى بلجيكى أيرلندى، ويروى قصة سيدة تعافت من تشوه كان قد أصاب وجهها وجسدها بسبب حمض حارق، لكن ذلك التعافى الجسدى لم يستتبع بالضرورة التعافى النفسى والاجتماعى من أثر الحادثة. ولفت الفيلم الصينى (المضارع التام) إخراج «زو سينزى» الأنظار، إذ يعد الفيلم الأول من نوعه المصنوع بالكامل من خلال تجميع مخرجته لمواد فيديو قام بتحميلها الشباب الصينيون من مدوني الفيديو في الصين على مختلف الشبكات. وصلت المادة التى استخدمتها المخرجة إلى 800 ساعة اختصرتها إلى 124 دقيقة قدمت من خلالها صورة موجزة وجامعة عن جيل كامل، مما جعل الفيلم سياسيا بالدرجة الأولى، لا سيما مع الرقابة المشددة التي تقوم بها السلطات الصينية على مستخدمى الإنترنت، ونافس فى المسابقة الرسمية الطويلة أيضا الفيلم البرازيلى (فى قلب العالم) إخراج الأخوين جابرييل مارتينز وموريليو مارتينز، ويناقش مشكلات الشباب من سكان الأحياء المهمشة، وتظهر في الخلفية حالة عدم الاستقرار السياسى التى تمر بها البرازيل. وفى مسابقة (مستقبل مشرق) التى تمنح 10000 يورو إلى المخرج الفائز تخصص كمنحة تطوير إلى مشروعه القادم فقد ضمت الفيلم السورى (يوم أضعت ظلي) للمخرجة سؤدد كعدان، وتحظى المخرجة باحتفاء خاص فى دورة المهرجان لهذا العام بسبب النجاح الكبير الذي أحرزه الفيلم عند عرضه العالمي الأول بمهرجان فينيسيا السينمائي، وأثار الفيلم الجزائرى (رياح ربانى) إخراج مرزاق علواش إعجاب الجمهور لمناقشته موضوع الإرهاب، فضلًا عن الأداء المتميز لبطلة الفيلم سارة لايساك التي لعبت دور الشخصية المسيطرة على مجريات الصراع في الفيلم. جاء أيضًا الدور النسائى الذى قامت به مها عليمي في الفيلم المغربي (صوفيا) إخراج مريم بن مبارك، رغم أنها أصغر شخصيات الفيلم سنا. أما فيلم (تل أبيب على نار) للمخرج الفلسطيني سامح زعبي فكان الفيلم الأكثر كوميدية بين أفلام المهرجان، إذ مثل بطل الفيلم قيس ناشف الواقع الفلسطيني المحاط بضغوط ومزايدات من كل الاتجاهات على جميع خياراته. حصل المخرج سامح زعبى على تمويل إسرائيلي للفيلم، كما اشترك ممثل إسرائيلي في البطولة، مما أثار جدلًا كبيرًا حول هوية الفيلم، ومدى إمكانية عرض الفيلم في أي بلد عربي. يحتوى مهرجان روتردام السينمائى الدولي على واحدة من أكبر وأهم المنصات الاحترافية الخاصة بالصناعة على مستوى المهرجانات الدولية، من خلال (صندوق هربرت بالز) و(سينيمارت)، وقد اشتعلت (أيام روتردام الاحترافية) IFFR Pro Days بمختلف الأنشطة والفعاليات بين محاضرات سينمائية، ولقاءات بين صناع الأفلام والمانحين، وندوات احترافية، حصلت فعالية (صناع أفلام فى خطر) على اهتمام كبير من حضور المهرجان، رغم اقتصار المشاركة فيها على عدد محدود من المدعوين. إذ ناقش الحضور الأخطار التى يتعرض لها صناع الأفلام حول العالم هذه الأيام، وبخاصة صناع الأفلام التسجيلية، وحجم ما يتعرضون له من مخاطر تهدد حياتهم وأمنهم الشخصي، وما ينبغى أن يقوم به جميع أطراف الصناعة لوضع حلول لتلك المشكلة. ويدير المهرجان فريق ضخم على قمته مدير المهرجان بييرو بير الذي تقلد منصبه مؤخرًا، بعد خبرة امتدت لسنوات طويلة من العمل الجاد داخل أروقة المهرجان، بدأها كسائق متطوع قبل 25 عاما، حتى تقلد قمة هيكله الفنى، وذلك بالتوازى مع عمله كمنتج ومستشار لصندوق هولندا السينمائى، الذي يعد واحدا من أهم الجهات الإنتاجية فى العالم.