تواجه رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي إمكانية سحب الثقة من حكومتها، حال رفض مجلس العموم اتفاق البريكست الذي حصلت عليه خلال التصويت الذي سينعقد مساء اليوم ينتظر البريطانيون فصل الحسم في ملف خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، والمعروف إعلاميا باسم "البريكست"، حيث سيكون مجلس العموم في مهمة لتحديد مدى نجاح الحكومة البريطانية بقيادة تيريزا ماي في جولاتها التفاوضية التي استمرت منذ ثلاثة أعوام تقريبًا. وعلى الرغم من كون الكرة باتت الآن في ملعب مجلس العموم لتحديد مدى إمكانية تقبله لصيغة الاتفاق التي تم الوصول إليها من قبل تيريزا ماي وفريقها التفاوضي، فإن العديد من الأطراف الخارجية لا تزال تحاول توجيه الدفة نحو اتجاه مُعين. وحسب صحيفة "إكسبريس" البريطانية، حثت ألمانيا الاتحاد الأوروبي على عدم السماح بتأخير خروج بريطانيا من اليورو، وذلك إذا ما رفض مجلس العموم الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء للخروج، كما هو متوقع. استفتاء شعبي في بريطانيا يكشف تغيرات واضحة في الآراء حول البريكست ومن المقرر أن تتعرض ماي لخسارة مُذلة وحسب صحيفة "إكسبريس" البريطانية، حثت ألمانيا الاتحاد الأوروبي على عدم السماح بتأخير خروج بريطانيا من اليورو، وذلك إذا ما رفض مجلس العموم الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء للخروج، كما هو متوقع. استفتاء شعبي في بريطانيا يكشف تغيرات واضحة في الآراء حول البريكست ومن المقرر أن تتعرض ماي لخسارة مُذلة -حسب وصف الصحيفة البريطانية- في التصويت التاريخي لمجلس العموم، خاصة في ظل دعم كبير من المعارضة وهو ما يصل إلى 100 من المحافظين لاتجاه عدم تمرير الاتفاق. وأكد الخبراء الاقتصاديون أن الخروج البريطاني غير المُنظم من شأنه أن يطيل حالة عدم اليقين الاقتصادي في جميع أنحاء أوروبا، موضحين أن خروج المملكة المتحدة من الكتلة ليس هو الحل. ومن جانبه، قال خواكيم لانج، مدير إدارة اتحاد الصناعات الألماني "BDI" لشبكة راديو "دويتشلاند فونك": "الجميع يخسر بالبريكست على أي حال.. البريطانيون واقتصادهم وأوروبا جميعهم سوف يخسرون، وبعد ذلك يمكن أن يكون النقاش حول فرص تقليل الخسائر"، مشيرًا إلى أن هذا الموقف لن يكفل الفوز لأي طرف. وأضاف لانج أن الشركات الألمانية لديها "مشاعر مختلطة" بشأن تمديد المهلة النهائية لإتمام الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي. أملًا في الخروج السريع.. بريطانيا تراهن على الاتحاد الأوروبي للضغط على فرنسا وأقرت رئيسة الوزراء في مساعيها الأخيرة للدفاع عن الصفقة المعروضة، بأن الاتفاق "ليس مثاليا"، ولكنها حثت أعضاء البرلمان على منحها علامة جديدة على احترامهم لتصويت استفتاء عام 2016، والذي أسفر عن قرار بالتفاوض من أجل الخروج. وحذرت ماي النواب من أن أي محاولة من قبل مجلس النواب لإحباط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستكون "تخريبًا لديمقراطية بريطانيا". هزيمة الحكومة هذا المساء ستتيح فقط ثلاثة أيام لإتمام التعديلات على الصفقة، وسوف تبقى جميع الخيارات على الطاولة بما في ذلك الخروج بلا اتفاق، واللجوء إلى الخطة البديلة للبريكست، أو التراجع عن خروج بريطانيا من الأساس. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن رئيسة الحكومة قد تطير إلى بروكسل في وقت مبكر غدًا الأربعاء، في محاولة للحصول على تنازلات أخرى من الكتلة، وهو الأمر الذي قد يكون بمثابة استعداد واضح لرفض مجلس العموم الاتفاق. وقال مصدر في مجلس الوزراء لصحيفة "ديلي تليجراف"، إنه سيكون من الصعب عليها الاستمرار إذا خسرت في استفتاء مجلس العموم بفارق أكثر من 100 صوت. تحسبًا لاستقالتها.. هؤلاء الأبرز لخلافة ماي في رئاسة الحكومة البريطانية وفي هذا السياق، علق زعيم حزب العمال جيريمي كوربين بأن رئيسة الوزراء "فشلت تمامًا" في التفاوض على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أنه مستعد لعرض التصويت على سحب الثقة من الحكومة إذا خسرت التصويت. وبشكل عام، قد يحمل تصويت مجلس العموم مساء اليوم، فصل النهاية في حكومة تيريزا ماي، خاصة أن رفض اتفاق البريكست سيكون بمثابة إشارة جديدة على عدم الرضا بشأن أدائها في قيادة البلاد بأهم ملفاتها السياسية على الإطلاق.