انطلقا معا في مسيرتهما، ولم يلتقيا معا في أعمال مشتركة عدا فيلمهما "صاحب صاحبه"، وبينما قاد هنيدي جيلا كاملا منذ أواخر التسعينيات، أسس أشرف جيلا جديدا من المسرحيين. عدة أسماء شبابية بدأت تظهر على الساحة الفنية في أدوار ثانوية منذ منتصف الثمانينيات، في المقدمة منها أحمد آدم، علاء ولي الدين، شريف منير، أشرف عبد الباقي، محمد هنيدي، تلك الأسماء استطاعت قبل نهاية حقبة التسعينيات أن تسود المشهد العام السينمائي في مصر، وتقود حركة فنية مغايرة، وتكون حجر الأساس لجيل جديد كامل ظهر مع بداية الألفية، استطاع أن يُحقق وجودًا ملموسًا، ويواصل مسيرة سابقيه، ويصنع تاريخًا سواء على الشاشة الكبيرة، أو الصغيرة، أو المسرح الذي انطلق منه الجميع. وبالنظر إلى الأسماء الخمسة السابق ذكرها، فإن كلا من محمد هنيدي وأشرف عبد الباقي استطاعا أن يخلدا اسمهما أكثر من الآخرين، مع الوضع في الاعتبار رحيل علاء ولي الدين المفاجئ، وهو في بداية بزوغ نجمه، حيث قاد هنيدي جيلًا كاملًا منذ أواخر التسعينيات، بينما قاد أشرف جيلًا جديدًا في المسرح خلال الفترة الأخيرة. أشرف وبالنظر إلى الأسماء الخمسة السابق ذكرها، فإن كلا من محمد هنيدي وأشرف عبد الباقي استطاعا أن يخلدا اسمهما أكثر من الآخرين، مع الوضع في الاعتبار رحيل علاء ولي الدين المفاجئ، وهو في بداية بزوغ نجمه، حيث قاد هنيدي جيلًا كاملًا منذ أواخر التسعينيات، بينما قاد أشرف جيلًا جديدًا في المسرح خلال الفترة الأخيرة. أشرف عبد الباقي، المولود في 11 سبتمبر 1963، تخرج في كلية التجارة، ومن ثم درس في معهد الفنون المسرحية، ثم اكتشف موهبته المخرج هاني مطاوع، وقدّمه في مسرحية "خشب الورد" (1986)، ثم انتقل إلى السينما في أعمال منها: "سيداتي آنساتي، الإرهاب والكباب، يا مهلبية يا"، بينما محمد هنيدي، المولود في 1 فبراير 1965، التحق بكلية الحقوق، وفصلته الإدارة بعد عامين بسبب رسوبه نتيجة انشغاله بالمسرح، ثم التحق بمعهد السينما، وحصل على البكالوريوس عام 1991، ثم شارك في عدة أعمال بأدوار صغيرة، ومنها: "سرقات صيفية، قلب الليل، الهروب". بدأ مساحة أدوار الثنائي تكبر من منتصف التسعينيات، لهنيدي في أفلام منها: "سارق الفرح، وحلق حوش"، ولأشرف في أفلام، منها: "اغتيال، جبر الخواطر"، ثم شارك هنيدي مع محمد فؤاد بفيلمه الأهم "إسماعيلية رايح جاي"، لتتفجر موهبة هنيدي، وينطلق مع شركة "العدل جروب" في عملين، هما الأهم له، وهما "صعيدي في الجامعة الأمريكية" (1998)، و"همام في أمستردام" (1999)، وكان الفيلمان بمثابة رأس حربة جيل كامل، وخرج من عباءة هنيدي العديد من أبطال السينما في السنوات التالية، ومنهم أحمد السقا، هاني رمزي، منى زكي، وغيرهم. في هذا الوقت، كان يحاول أشرف عبد الباقي الوقوف هو الآخر على أرض سينمائية صلبة، فقدّم "بيتزا بيتزا" (1998) مع جالا فهمي، و"أشيك واد في روكسي" (1999) مع حسن الإمام، و"حسن وعزيزة: قضية أمن دولة" (1999)، لكن تلك الأعمال لم تكن تحقق نجاحات نقدية، ولا عائدات مالية، خاصةً إذا ما قورنت بأعمال هنيدي نجم الشباك الأول آنذاك ولسنوات تالية من خلال أعمال منها: "بلية ودماغه العالية، جاءنا البيان التالي، صاحب صاحبه، عسكر في المعسكر، فول الصين العظيم، يا أنا يا خالتي، وش إجرام، عندليب الدقي، رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" وغيرها. أشرف عبد الباقي في تلك السنوات قدّم أفلامًا، منها: "رشة جريئة" (2001) مع ياسمين عبد العزيز، و"صاحب صاحبه" (2002) مع هنيدي، لكن العمل رغم نجومية الأخير تحديدًا لم يحقق أي نجاح، حيث إنه شارك في موسم واحد مع محمد سعد في فيلم "اللمبي"، الذي حقق إيرادات خيالية، استمر أشرف في تقديم أعمال، ومنها "حب البنات، أريد خلعًا، خالي من الكوليتسرول، لخمة راس، على جنب يا أسطى، بوبوس"، وأخيرًا "صياد اليمام" (2009)، وتنوعت هذه الأفلام ما بين البطولات المشتركة والمطلقة ما بين الإنتاج الجيد والضعيف، وحققت إيرادات متواضعة. بعد سلسلة نجاحات هنيدي وأرقامه القياسية، وتصدره للشباك، بدأ في التراجع من حيث المحتوى والمقدّم وإيرادات الأعمال، وتحديدًا منذ فيلم "أمير البحار، تيتة رهيبة، يوم مالوش لازمة"، وأخيرًا "عنتر ابن ابن ابن ابن شداد" (2017)، في المقابل أيقن أشرف مبكرًا أنه ليس نجم شباك، ولم يعوّل على السينما فقط، وقام ببطولة عدة أعمال تليفزيونية، أشهرها "راجل وست ستات"، الذي قدّم منه 10 أجزاء، بدأها قبل نحو 11 عامًا، وكان من أوائل الفنانين، الذين قدّموا برامج تليفزيونية، ومنها: "كلاكيت، مقلب دوت كوم، دارك، عيش الليلة"، إضافة إلى الفوازير مثل "أبيض وأسود، عالم ورق". إضافة إلى تلك الأبواب، التي طرقها أشرف عبد الباقي، فإنه لم يهجر المسرح كغيره من الفنانين، وبعد أن قدّم 14 مسرحية من أفكاره، مثل: "خشب الورد، والحادثة المجنونة، حلو وكذاب، بشويش، ولاد ريا وسكينة، سباك الساعة 12، لما بابا ينام"، قرر الاستناد إلى القاعدة الشبابية من الممثلين أصحاب التفكير المستقل، الذين لا يجدون مُعينًا لهم، وبدأ تنفيذ فكرته الأهم "تياترو مصر" (2013)، ولم يعبأ بظاهرة اختفاء جمهور المسرح، بسبب ارتفاع سعر التذكرة والتطور التكنولوجي، الذي يُتيح للمتفرج مشاهدة ما يحلو له وهو نائم على سريره. حقق أشرف عبد الباقي نجاحًا كبيرًا بفرقته الوليدة "تياترو مصر"، ثم غيّر اسمها ل"مسرح مصر"، وقدّم بها 5 مواسم، مستعينًا بالعديد من الوجوه الصاعدة، التي كان سببًا في ظهورها لأول مرة على شاشات التليفزيون، ومنهم حمدي الميرغني، مصطفى خاطر، علي ربيع، محمد أنور، أوس أوس، ويزو، محمد عبد الرحمن، كريم عفيفي، وغيرهم من جيل الكوميديانات الذي يغزو السينما والدراما المصرية مؤخرًا، ونجح عبد الباقي في أن يؤسس مدرسة في الكوميديا خاصة به، وأصبح أستاذًا لها باستحقاق. ومنذ أواخر أكتوبر الماضي، ويُقدّم أشرف عبد الباقي تجربة أخرى بفرقة جديدة "جريما في المعادي"، على مسرح نجيب الريحاني، بعد أن طوره وجدده، ليكون ملائمًا لعروض الفرقة الجديدة، وذلك في الوقت الذي يجلس فيه عدد كبير من النجوم بمنازلهم لا يجيدون من يطرق بابهم للعمل، وفي نفس الوقت أيضًا وجد هنيدي نفسه رهينًا للسينما التي بات لا يُحقق نجاحات فيها كما كان بعصره الذهبي، فقرر الاتجاه إلى التليفزيون بمسلسل "أرض النفاق"، ولسوء الحظ لم يعرض في مصر حتى الآن، رغم أنه كان من المقرر أن يخوض به السباق الرمضاني 2018. في عام 2018 أيضًا، قرر هنيدي، اقتداءً بتجارب أشرف عبد الباقي الناجحة كما ذكر، أن يتجه إلى المسرح، من خلال عروض "3 أيام في الساحل"، على مسرح "كاير شو" في مدينة 6 أكتوبر، من إخراج مجدي الهواري، ويشارك هنيدي البطولة، بيومي فؤاد، أحمد فتحي، محمد ثروت، ندا موسى، مها أبو عوف، محمد محمود، محسن منصور، وسامية الطرابلسي، وغيرهم، آملًا في أن يستعاد نجاحات أعماله السابقة "عفروتو، ألابندا، طرائيعوا"، لكن هل يُحقق ما يرمي إليه؟ في الوقت الذي خفق فيه نجم هنيدي بالأعمال السينمائية، قرر البحث عن ملاذ آخر يضمن له الوجود على الساحة، تارةً من خلال التليفزيون، وتارةً بالعودة إلى المسرح بعد غياب 17 عامًا، لكن تواجه العودة تحديات كبيرة، أولها إخفاقاته الأخيرة، واعتماده على أسماء صارت محفوظة بالنسبة للجمهور، وتحاصره في غالبية أعمال تلك الفترة، وفي المقدمة منها بيومي فؤاد ومحمد ثروت وأحمد فتحي، كل هذا إضافة إلى استمرار ظاهرة ركود المسرح، خاصةً في ظل ارتفاع سعر التذاكر. على الرغم من خفوق نجم هنيدي، وتراجعه كنجم شباك سينمائي، إلا أنه يُنسب له الفضل في صناعة سينما جديدة قاد بها الجيل الحالي من النجوم، ويظل أحد أهم كوميديانات مصر في تاريخها، وفي المقابل يُحسب لأشرف عبد الباقي أنه بالفعل أحد أكثر المخلصين للمهنة في الوقت الحالي، لم يعبأ بالانتقادات، واستطاع أن يُعيد المسرح المصري للحياة من جديد، وأن يُصبح أستاذًا لطليعة ضخمة من شباب الممثلين.