المتهم: «ضربتها بالكف بس وعمرها خلص».. الجيران: «أيمن ابنها بلطجي واعتاد الاعتداء عليها وسرقة ذهبها عشان يشتري برشام».. الجثة ظلّت 3 أيام داخل الشقة تسعة أشهر من الحمل وأعوام من الرعاية والسهر لم تحرك في قلبه الحب والحنان والرحمة تجاه ست الحبايب، التي لم تر منه إلا العقوق والجحود والإنكار كأنه نبت شيطاني لا تعرف كيف أنجبته.. إهانة و«علقة موت»، وحبس حتى الموت جوعا، كانت نهاية الأم على يد نجلها الجاحد، الذي أذاقها الأمرَّين في حياتها واعتاد تعاطي المخدرات، والفشل في حياته وعمله وزواجه ليتحول لمسخ شيطاني ملعون، ليعثر عليها الجيران في النهاية جثة في الشقة وعلى وجهها علامات الحسرة والضرب والدموع المتحجرة على عمرها، الذي راح هباء في خدمة ولد قلبه حجر. «التحرير» انتقلت إلى شارع البلاط بشبرا الخيمة، للتعرف على التفاصيل الكاملة للحادث البشع. داخل منزل قديم، وقف الجار الخمسيني (رفض الإفصاح عن اسمه خوفا من بَطش المتهم)، يسرد تفاصيل ما عانته المرأة العجوز على يد نجلها «أيمن».. يقول الجار «الحاجة سعاد ماكانش عندها أولاد غيره، «التحرير» انتقلت إلى شارع البلاط بشبرا الخيمة، للتعرف على التفاصيل الكاملة للحادث البشع. داخل منزل قديم، وقف الجار الخمسيني (رفض الإفصاح عن اسمه خوفا من بَطش المتهم)، يسرد تفاصيل ما عانته المرأة العجوز على يد نجلها «أيمن».. يقول الجار «الحاجة سعاد ماكانش عندها أولاد غيره، كان كل حياتها، بعدما رفضت الزواج بعد وفاة زوجها منذ ما يقارب ال30 عاما». الإعدام لخادم قتل عجوزا وألقاها من أعلى عقار بالجيزة ويضيف الجار «أيمن كانت مشكلاته كتير، من ساعة ما كان عيّل صغير، وعشان كده والدته كانت حريصة على تزويجه، واشترتله شقة في الدور اللي فوقيها، عشان يفضل جنبها، لكنه عشان قليل الأدب ومش بتاع شغل، مراته اتطلّقت منه بعد أقل من سنة.. ماستحملتش قلة أدبه ولسانه الطويل، وكان على طول إيديه سابقه عقله، وبعدما طلّق مراته فضل ساكن في الدور الثالث فوق والدته». ويستكمل الرجل الخمسيني، «كنا من وقت للتاني نطلع على صوت زعيقه لأمه، وكان بيتخانق معانا لو حد اتدّخل، ماكانش بيكبر لحد أو بيحترم حد كبير، رغم إنه كان راجل كبير، مش شاب صغير وطايش».. ويتابع «نتيجة إنه مابيشتغلش وبيشرب مخدرات، باع عفش بيته عشان يصرف على كِيفه.. على الرغم من أنه كان بياكل ويشرب عند أمه، لكنه على طول كان مديون نتيجة اللي بيشربه». والتقطت طرف الحديث سيدة أربعينية قائلة «أنا هاحكيلك بما يرضي الله.. بس مش هاقولّك اسمي.. ابنها شرّاني ومش ضامنين لمّا يخرج هايعمل فينا ولّا في عيالنا إيه».. واستكملت «بعد ما باع عفش بيته كان على طول والدته بتتخانق معاه.. خصوصا لمّا عرفت إنه باعه بملاليم عشان المخدرات». وأضافت الجاره «أوّل الأسبوع اللي فات، "أيمن" جه من برّه ولقى أمه قاعدة قدام البيت، وميّل عليها طلب منها حاجة، تقريبا فلوس، ولمّا رفضت وقالتله إنت كل شوية تاخد مني فلوس عشان القرف اللي بتشربه، وضيّعت دهبي.. راح فِضل يضرب فيها قدامنا، وتدّخل أكتر من راجل في المنطقة عشان يمنعوه من ضربها، لكنه اتخانق معاهم وأخد الحاجة "سعاد" ودخل شقتهم». إحالة نجل المرسي أبوالعباس للمفتي| قتل زوجته وطفلتيه واستكملت «عدّى يومين واحنا مابنشوفش الحاجة سعاد، ولا بنسمعلها صوت على غير عادتها.. كانت كل يوم متعودة إنها تخرج تُقعد قدام البيت، وسألنا أيمن عليها قالّنا ما أعرفش هي فين، فطلبنا منه إنه يفتح الباب لكنه رفض، فالناس في الشارع مسكوا فيه وقالوله لو مافتحتش الشقة دلوقتي هنبلّغ عنك، وأخدوا منه المفاتيح بالعافية ولاحظنا واحنا بنفتح الشقة إنها مقفولة بالمفتاح». تصمت قليلا قبل أن تتابع بصوت متقطع حزنًا على ما ألمَّ بالسيدة العجوز «أوّل ما فتحنا الشقة، لقينا جثة الحاجة سعاد مرميّة على الأرض في الصالة، ووشّها مورّم جامد.. وهو أوّل ما شافها متأثرش أو جري عليها، كان واقف والناس مسكاه وشكله كأنّه عامل عاملة، وجرينا عليها نفوقها.. كنا مفكرينها إنها مغمى عليها لكن اكتشفنا إنها ميتة.. ففضلنا ماسكينه وبلغنا الشرطة وجت قبضت عليه». وفي المقابل قال المتهم أمام النيابة العامة، إنه قبل الواقعة بثلاثة أيام وجد والدته تجلس أمام المنزل فاعتدى عليها بالضرب وحبسها داخل شقتها، وتركها بدون أكل أو شرب، ونظرا للاعتداء عليها أصيبت الأم بحالة إعياء شديدة أدت إلى عدم قدرتها على الحركة حتى فارقت الحياة.