كشف استطلاع للرأي أن التوجه العام داخل ألمانيا هو اعتبار أن التهديد الروسي هو الأكثر استحقاقًا للحذر في السياسات التي من المفترض أن تتبعها برلين وعلى الرغم من العلاقات الاقتصادية العميقة بين البلدين، فإن العداء السياسي بين روسياوألمانيا لا يزال طاغيًا على التوجهات العامة لحكومتي البلدين، وبالأخص برلين التي تواجه انتقادات أوروبية ضخمة بشأن علاقاتها العميقة مع موسكو على المستوى الاقتصادي. النجاحات الاقتصادية والمشروعات المشتركة بين البلدين، لم تكن كافية لمحو أي صراعات سياسية بين البلدين، أو حتى تكفلت بإنهاء حالة الشك الدائم لدى الشعب الألماني من التعامل مع روسيا، وهو الأمر الذي ظهر في الآونة الأخيرة من خلال استطلاعات الرأي. استطلاعات الرأي العامة في ألمانيا، تلعب دورًا كبيرًا في تقديم خلفية شاملة عن التوجهات السياسية داخل البلاد، وهو الأمر الذي يمنحها أهمية استثنائية، وفقًا لما ذكرته شبكة "روسيا اليوم". خط الغاز «نورد ستريم 2» بين روسياوألمانيا يصدر أزمات جديدة لميركل وجاء استطلاع الرأي الأبرز في ألمانيا، استطلاعات الرأي العامة في ألمانيا، تلعب دورًا كبيرًا في تقديم خلفية شاملة عن التوجهات السياسية داخل البلاد، وهو الأمر الذي يمنحها أهمية استثنائية، وفقًا لما ذكرته شبكة "روسيا اليوم". خط الغاز «نورد ستريم 2» بين روسياوألمانيا يصدر أزمات جديدة لميركل وجاء استطلاع الرأي الأبرز في ألمانيا، والذي تقيمه سنويا صحيفة "بيلد" العملاقة، موضحًا بعض التوجهات السياسية للشعب الألماني، والتي يراها البعض مهمة لتحديد شكل السياسات الخارجية للبلاد. روسيا وهي واحدة من أكثر الدول تعاونًا مع ألمانيا تجاريا، لم تنجح مساعيها الاقتصادية في هزيمة المخاوف الألمانية الممتدة منذ عقود طويلة، حتى مع المشروعات الاقتصادية العملاقة بين البلدين، وعلى رأسها خط الغاز الطبيعي الشهير "نورد ستريم 2". وفي أبريل الماضي، قبلت المستشارة الألمانية للمرة الأولى وجود "اعتبارات سياسية" ل"نورد ستريم 2"، وهو مشروع كانت قد وصفته حتى ذلك الحين بأنه مشروع تجاري بحت وليس له أي اعتبارات سياسية. المشروع الاقتصادي الضخم كان مثار انتقاد واسع من جانب الاتحاد الأوروبي، والذي رأت العديد من الدول الأعضاء فيه أن برلين مُطالبة بفعل المزيد لزيادة النفوذ الأوروبي وحماية جيرانها الشرقيين الذين يشعرون بالتوتر من التعدي الروسي. بحثًا عن السيطرة.. ميركل تستقر على مرشحيها لمناصب الاتحاد الأوروبي وأظهر استطلاع جديد للرأي أن الولاياتالمتحدة، أقرب حليف استراتيجي لألمانيا، اقتربت بشكل مفاجئ من روسيا في قائمة الدول التي يخشاها الألمان أكثر من غيرها، تاركة كوريا الشمالية وبلدانا أخرى في مواقع مختلفة. الألمان الذين استُطلعت آراؤهم يقولون إن روسيا تشكل خطرًا على السلام الدولي، وهو رأي سائد بين الشباب وكبار السن في البلاد، حسب استطلاع الرأي. ويقدم الاستطلاع نظرة متعمقة لميول الألمان، حيث قال إن اليمينيين يميلون إلى تفضيل واشنطن والخوف من موسكو، في حين يعبر أنصار الأحزاب اليسارية عن وجهات نظر معاكسة. ويعتقد ما يصل إلى 55% من الألمان أن الولاياتالمتحدة تشكل تهديدًا متساويًا لما تمثله روسيا بالنسبة إلى ألمانيا، كما اعتقد 56% من الألمان أن موسكو هي التهديد الأكبر على الإطلاق، وذلك وفقًا لأحدث دراسة أجرتها مؤسسة "فورسا" لاستطلاع الرأي. وبشأن التهديدات الأخرى، يشعر 27% فقط من الألمان بتهديد من كوريا الشمالية، التي كانت حتى وقت قريب المصدر الرئيسي للأخبار المتعلقة بالأسلحة النووية، تليها تركيا بنسبة 24%، والصين بنسبة بلغت 16% فقط. العلاقات الأمريكية الألمانية.. برلين تعتمد سياسة «اللعب على المكشوف» وعلى الرغم من استمرار تربع روسيا على قائمة الدول الأكثر تهديدًا لألمانيا -من وجهة نظر شعبها- فإن المفاجأة الرئيسية كانت حينما ارتقت الولاياتالمتحدة إلى مرتبة مقاربة لروسيا في هذه القائمة، وذلك على الرغم من كون ألمانيا هي إحدى أقرب الدول المتحالفة لأمريكا. وبشكل عام، واجهت ألمانيا ضغوطات واسعة من جانب أوروبا بسبب علاقاتها الاقتصادية والسياسية الجيدة مع الروس، خاصة في الفترة التي ترغب فيها بروكسل في تضييق الخناق على موسكو دوليا.