دخلت العديد من المستجدات كعوامل رئيسية في تحديد العلاقات السياسية بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا في العديد من المجالات، لا سيما بعد سلسلة من العقوبات الاقتصادية التي وجهتها واشنطن إلى موسكو خلال الأشهر القليلة الماضية. خط غاز نورد ستريم 2 الواصل بين روسياوألمانيا، كان أحدث الصراعات بين موسكووواشنطن خلال العام الجاري، لاسيما وأن الأخيرة أبدت مخاوفها الشديدة بشأن هذا الخط، والذي من شأنه أن يخلق موضع تأثير جديد لروسيا في أوروبا، كما أنه يمنع برلين من ممارسة دور قوي سياسيًا في الاتحاد الأوروبي، والذي يتبنى نهج مناهض للقرارات الروسية في شبه جزيرة القرم ومنطقة البلقان. الولاياتالمتحدة نددت مرارًا بالمشروع الروسي الألماني المشترك لبناء خط أنابيب مباشر للغاز من روسيا إلى وسط الاتحاد الأوروبي عبر بحر البلطيق، فبالإضافة إلى انتقاداتها الدائمة لبرلين للتواطؤ مع موسكو، وضعت واشنطن بالفعل الأساس لفرض عقوبات على الشركات المشاركة في نورد ستريم 2. من جانبها، ترى روسيا أن نوايا واشنطن تبدو بعيدة عن أي سند سياسي ملموس، وهو الأمر الذي دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لطمأنة الحكومة الألمانية حول تمويل المشروع الضخم. خط الغاز «نورد ستريم 2» بين روسياوألمانيا يصدر أزمات جديدة لميركل وحسب ما قالته صحيفة سويدويتشه تسايتونج الألمانية، فإن بوتين تعهد إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعدم السماح لواشنطن بتوقيف المشروع، مؤكدة أن الرئيس الروسي أشار إلى أنه في حال اتخذت الولاياتالمتحدة قرار بمعاقبة الكونسورتيوم المشترك في تنفيذ المشروع، فإن موسكو ملتزمة بتمويل المشروع بالكامل. ووفقًا للصحيفة، كشف بوتين أثناء زيارته لمدينة ميسبيرج الألمانية في أغسطس عن استعداد موسكو لتمويل المشروع على الرغم من معارضة الإدارة الأمريكية، مشيرة إلى أن لقاء بوتين وميركل تضمن الحديث بشكل رئيسي غن مشروع خط الأنابيب كأحد الموضوعات الرئيسية على جدول الأعمال الخاص بالتعاون بين البلدين. لعقود من الزمن، قدم خط أنابيب الصداقة من روسيا إلى أوروبا فائدة كبيرة لبرلين، والتي اعتمدت عليه بشكل رئيسي لإنارة وتدفئة منازلها حتى في أحلك أيام الحرب الباردة، غير أن خط أنابيب «نورد ستريم 2» الجديد الذي سيحمل الغاز مباشرة من روسيا تحت بحر البلطيق إلى ألمانيا، يعد مصدر خوف للولايات المتحدة في الوقت الذي يبحث فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن محو أي موطأ لروسيا في منطقة اليورو. وانتقد دونالد ترامب بشكل متكرر المشروع وكذلك الموقف الروسي والألماني، خاصة وأن برلين تعد واحدة من الداعين الرئيسيين في أوروبا لمشروع نورد ستريم 2. وخلال الآونة الأخيرة، انتقد ترامب خط الأنابيب الجديد، قائلاً إنه "من المؤسف جدًا بالنسبة لشعب ألمانيا أن تدفع برلين مليارات الدولارات سنويًا مقابل الحصول على مصادر طاقتهم من روسيا"، غير أنه لم يذكر نوايا الولاياتالمتحدة لفرض عقوبات ضد الشركات المشاركة في المشروع الروسي. ذعر وتعاون حذر.. كتاب «الخوف» يفضح ضعف ترامب أمام روسيا الولاياتالمتحدة التي تطمح إلى تعزيز وارداتها من الغاز المُسال إلى أوروبا، لم تكتف بانتقاد نورد ستريم 2، ولكنها اتخذت بالفعل إجراءات لمنع المشروع في العام الماضي، حيث تبنت قانون لمكافحة خصوم واشنطن من خلال العقوبات، والذي ينص على إمكانية فرض المزيد منها على الشركات التي تشارك في المشروعات المؤثرة على الاقتصاد الأمريكي، بما في ذلك نورد ستريم 2. مشروع القانون الأمريكي سيخلق عداءات واسعة لواشنطن مع عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، خاصة وأن نورد ستريم 2 هو مشروع في الأصل لشركة جازبروم وإنجي الفرنسية، وOMV AG النمساوية، بالإضافة إلى شركة رويال داتش شل الهولندية وشركة يونيبير الألمانية والفرع الصناعي الألماني العملاق لشركة BASF وينترشال، ويبلغ حجم تمويل شركة جازبروم 50% من المشروع، فيما تُقسم ال50% الأخرى على باقي الشركات. الصين ترد على ترامب.. فرض رسوم على 128 سلعة مستوردة وتُهدد السياسات الأمريكية فقدان بعض الشركات الأوروبية الكبرى لمشروعات ضخمة كانت ستشارك فيها، خاصة وأن العديد منها أحد أطرافها روسيا، وهو ما قد يُنذر بصراع اقتصادي مُحتمل بين واشنطن واليورو.