مسلسلات كثيرة تناولت حياة الرئيس الراحل أنور السادات، بعضها اهتم بفترة نضاله ضد الإنجليز، وأخرى سلطت الضوء على فترة حكمه، ومنها ما أغضب أسرته. كانت قرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، على موعد مع ميلاد أهم شخصية في تاريخها، في 25 ديسمبر العام 1918، محمد أنور السادات، لأب مصري وأم من أصول سودانية، التحق كغيره من الأطفال بكُتاب القرية وحفظ القرآن الكريم بأجزائه الثلاثين، ثم انتقل إلى المدرسة بمراحلها الثلاث، وتأثر بالبطلين الشعبيين أدهم الشرقاوي ومصطفى كامل، وحلم أن يكون مثلهما، ليلتحق بالكلية الحربية ويتخرج منها عام 1938، ويؤسس مع مجموعة من زملائه الضباط جمعية سرية ثورية لتحرير الدولة "الضباط الأحرار"، ويصبح الرجل الثاني بعد عبد الناصر في دولة ما بعد 1952، ثم يخلفه كرئيس للبلاد. نجح الرئيس محمد أنور السادات في فترة حكم ما بين (28 سبتمبر 1970 - 6 أكتوبر 1981) في تحقيق عدة نجاحات للبلاد، على رأسها بالطبع نصر أكتوبر المجيد 1973، وخلال السنوات التالية لرحيله في حادث المنصة الشهير، تم تقديم شخصيته في أكثر من مسلسل تليفزيوني، مع اختلاف طريقة التناول وحجم الدور من عمل لآخر، ومن تلك نجح الرئيس محمد أنور السادات في فترة حكم ما بين (28 سبتمبر 1970 - 6 أكتوبر 1981) في تحقيق عدة نجاحات للبلاد، على رأسها بالطبع نصر أكتوبر المجيد 1973، وخلال السنوات التالية لرحيله في حادث المنصة الشهير، تم تقديم شخصيته في أكثر من مسلسل تليفزيوني، مع اختلاف طريقة التناول وحجم الدور من عمل لآخر، ومن تلك الأعمال:- الثعلب (1993) مسلسل للمخرج أحمد خضر، من تأليف إبراهيم مسعود، وبطولة نور الشريف، إيمان، سعيد عبد الغني، عبد الله غيث، وفيه جسد الأخير لأول مرة شخصية رئيس للجمهورية، وقام بدور الرئيس أنور السادات، وظهر وهو يرتدي الجلباب، والبدل الشخصية للرئيس الراحل بموافقة حرمه السيدة جيهان السادات، كما جلس في منزله بقرية ميت أبو الكوم في محافظة المنوفية، وآنذاك قال غيث: " قبلت القيام بدور السادات رغم قصر الدور، 9 مشاهد فقط على مدار 6 حلقات، ولم أفكر لحظة في الاعتذار لأنه من الأدوار التاريخية التي تحسب لأي ممثل، وقد دفعني لذلك إعجابي بالدور كنص، إلى جانب إعجابي الشديد بشخصية الرئيس السادات، كما أن المؤلف اعتمد على الوثائق والحقائق في الكتابة، لأنه كان يتحدث عن شخصية لها أثرها الكبير، ورغم إعجابي الشديد به إلا أنني لم أتعمد أن أقلده كصورة كاريكاتورية لكنني قدّمته بأداء عبد الله غيث". دموع صاحبة الجلالة (1993) وبعد نجاح عبد الله غيث في تقديم شخصية رئيس لأول مرة على الشاشة، وهو الرئيس السادات، قدّم المخرج يحيى العلمي، في نفس العام، مسلسله "دموع صاحبة الجلالة" من تأليف موسى صبري، وبطولة ميرفت أمين، فاروق الفيشاوي، عمر الحريري، وتدور أحداث المسلسل خلال فترة الأربعينيات حتى ثورة 23 يوليو 1952، حول الصحافة المصرية، وقام بشخصية السادات، الفنان محمد كامل الذي مثّل مرحلة أخرى من حياة السادات، حيث قدّم الشخصية في شبابها في أثناء عضويته في مجلس قيادة الثورة كأحد الضباط الأحرار، بينما جسد غيث فترة تولي السادات رئاسة الجمهورية. أوراق مصرية (1998 - 2002 - 2004) مسلسل من 3 أجزاء للمخرج وفيق وجدي، من تأليف طه حسين سالم، وبطولة صلاح السعدني، هالة صدقي، فريدة سيف النصر، أمينة رزق، وتتناول القصة الدرامية الأحداث السياسية في مصر بداية من حكم الملك فؤاد، مرورًا بالملك فاروق، وحركة المقاومة الشعبية ضد المستعمر البريطاني، وثورة 52، وحكم الرئيس جمال عبد الناصر، وحتى اتفاقية كامب ديفيد في عهد السادات، وقام الفنان محمود عبد المغني، بتجسيد شخصية السادات في مرحلة ما قبل رئاسة الجمهورية، والفنان أحمد بدير في المرحلة التالية، ونجح في تجسيدها. إمام الدعاة (2003) مسلسل للمخرج مصطفى الشال، من تأليف بهاء الدين إبراهيم، ويستعرض العمل السيرة الذاتية للشيخ محمد متولي الشعراوي منذ مولده وحتى رحيله، وعلى هامش ذلك جسد الفنان مفيد عاشور، شخصية الرئيس السادات، حيث إن إمام الدعاة جمعته علاقة بالرئيس، وعُيّن وزيرًا لمدة عامين في عهده، وعبّر العمل عن آراء للسادات الذي أتى بخطاب ديني جديد مغاير للخطاب الناصري، فبمجرد توليه الحكم طلب السادات من الشعراوي الاستمرار في تفسير كتاب الله، وكان بينهما صديق مشترك هو الدكتور محمود جامع الذي كان السبب المباشر في علاقة السادات بالشيخ. فارس الرومانسية (2003) مسلسل للمخرج صفوت القشيري، من تأليف أميرة أبو الفتوح، وبطولة محمد رياض ورانيا فريد شوقي وأحمد خليل ونهال عنبر ومحمود الجندي، ويتناول العمل قصة الأديب يوسف السباعي منذ مولده، وعلاقته بجمال عبد الناصر وأنور السادات وتنظيم الظباط الأحرار، كما تتطرق إلى تعيينه من قِبل السادات وزيرًا للثقافة، ومباحثات كامب ديفيد، وسفره مع السادات للقدس، تلك الرحلة التي تسببت في اغتياله في قبرص 1978، وقدّم الشخصية الممثل زين نصار. ناصر (2008) مسلسل للمخرج باسل الخطيب، من تأليف يسري الجندي، ويتناول العمل قصة حياة الزعيم جمال عبد الناصر، وقدّم شخصية الضابط السادات الممثل عاصم نجاتي، وهاجمت أسرة السادات صناع العمل آنذاك، وقالوا إنه يُظهره على أنه منافق لعبد الناصر، واعترض نجله جمال السادات، قائلًا: "لولا السادات ماكنش حال مصر ده، ولو كان المخرج مصريًا لهذا العمل الدرامي لاختلفت الأمور، لأنه مافيش مصري هيقبل على السادات الإهانة بظهوره بدور المنافق، هل المخرجون المصريون خلصوا للاستعانة بالسوريين الذين لا نقدر على محاسبتهم في تزوير تاريخ مصر؟"، فيما قالت فوزية السادات: "المسلسل تشويه لصورة السادات لأنه ليس متملقا لأحد، والناس اللي هتقرأ التاريخ سوف تعرف الفرق، السادات صنع اسمًا لمصر، وعمل حاجات تفوق العقل، ولم يسع للكرسي". كاريوكا (2012) مسلسل للمخرج عمر الشيخ، من تأليف فتحي الجندي، من بطولة وفاء عامر، تامر عبد المنعم، محمد رمضان، وجسد الأخير شخصية السادات منذ أن كان في الكلية الحربية حتى أصبح رئيسًا، وذلك ضمن سياق عرض سيرة الراقصة الراحلة تحية كاريوكا، التي كان لها دور سياسي، حيث أخفت السادات في منزل شقيقتها بالإسماعيلية عندما كنت تبحث عنه قوات الاستعمار البريطاني، وتتوالى الأحداث حتى يتولى زمام الأمور في البلد، ويتم إلقاء الضوء على انتصارات حرب أكتوبر، والمكائد التي كان يدبرها السادات حتى يوقع بالعدو. العندليب (2006) - صديق العمر (2014) - الجماعة (2017) في الأعمال الثلاثة "العندليب" للمخرج جمال عبدالحميد، "صديق العمر" للمخرج عثمان أبو لبن، و"الجماعة 2" للمخرج شريف البنداري، قام الفنان محمد نصر الشريف، بتجسيد شخصية السادات، وفي العمل الأول كانت الشخصية هامشية ضمن عملية إحاطة شاملة بالتجربة الشخصية في حياة الفنان عبد الحليم حافظ، وفي المسلسل الثاني قُدّمت شهادات بحق السادات من جانب ناصر، بالتأكيد على أنه صاحب حكمة وحنكة، ولم يتدخل في أي صراعات سياسية، وثمن "صديق العمر" السادات بإظهاره في المشهد الأخير، داخل غرفة عمليات القوات المسلحة، ليقود المصريين في نصر أكتوبر 1973، أما العمل الثالث فظهر فيه السادات ضمن استعراض تاريخ جماعة الإخوان بعد فترة مرشدهم حسن البنا وفي ظل حكم جمال عبد الناصر. وبالإضافة لهذه الأعمال التي جسد فيها أحد الفنانين شخصية الرئيس الراحل أنور السادات، توجد أعمال أخرى تناولت فترته دون ظهوره، وأبرزها مسلسل "ليالي الحلمية" للمخرج إسماعيل عبد الحافظ، والسيناريست أسامة أنور عكاشة، حيث دارت أحداث الجزء الرابع خلال فترة الانفتاح الاقتصادي ومباحثات كامب ديفيد، وصولًا إلى أواخر حكمه.