أحاط العديد من المشكلات والأزمات السياسية بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مدى عام 2018.. وهي الملفات التي من المتوقع أن تلقي بظلالها على سياساته في 2019 لم تعرف الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب معنى للهدوء السياسي على مدى عام 2018، فبعيدًا عن الملفات الخارجية اصطدم الرئيس الأمريكي بالعديد من الأزمات على المستوى الداخلي، والتي وصل بعضها لحد اتهامه بالفساد وسوء استغلال منصبه الرفيع بما يخدم مصالحه الشخصية كأحد أكبر رجال الأعمال في الولاياتالمتحدة. العديد من الملفات صدرت توترًا واضحًا للرئيس الأمريكي، فبدءا من تحقيقات التدخل الروسي في الانتخابات التي جاءت بترامب للبيت الأبيض وصولًا لخلافاته المستمرة مع الإدارة، وجد الرئيس الأمريكي نفسه مُحاطًا بالعديد من المشكلات السياسية على مدى العام. التدخل الروسي بدأ المحقق الخاص روبرت مولر تحقيقه في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016، والتواطؤ بين حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وروسيا في منتصف 2017، إلا أن عام 2018 شهد أكثر المحطات إثارة في هذا التحقيق. 10 معلومات كشفتها مذكرة الاتهام الأمريكية في «التدخل الروسي» ففي التدخل الروسي بدأ المحقق الخاص روبرت مولر تحقيقه في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016، والتواطؤ بين حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وروسيا في منتصف 2017، إلا أن عام 2018 شهد أكثر المحطات إثارة في هذا التحقيق. 10 معلومات كشفتها مذكرة الاتهام الأمريكية في «التدخل الروسي» ففي فبراير الماضي وجهت هيئة محلفين فيدرالية اتهامات ل13 روسيا وثلاث شركات روسية بمحاولة التأثير على الانتخابات الرئاسية عبر الإنترنت. وكانت مداهمة عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي مكتب ومنزل محامي ترامب، مايكل كوهين، في إبريل هي نقطة التحول في هذا التحقيق. حيث كان كوهين بمثابة خزانة أسرار الرئيس الأمريكي، وحُكم على كوهين بالسجن لثلاث سنوات بعد أن أقر بأنه مذنب باختراق قوانين تمويل الحملات الانتخابية، بعد أن أمره ترامب بدفع مبالغ مالية إلى امرأتين ادعتا أنهما كانتا على علاقة جنسية مع الرئيس الأمريكي، والكذب على الكونجرس حول مشروع برج ترامب في موسكو. ولم يكن كوهين الوحيد من المقربين من ترامب الذي وقع في شباك مولر، حيث وجه المحقق الخاص اتهامات ضد رئيس حملة ترامب السابق بول مانافورت متهما إياه بالكذب وعرقلة العدالة. وفي سبتمبر وقع رئيس حملة ترامب السابق اتفاق تعاون مع المحققين، يقر فيه بأنه مذنب في تهم تتعلق بانتهاك قوانين الضغط الأجنبية وخداع مصلحة الضرائب الأمريكية. خلافات الإدارة لم تعرف الخلافات السياسية في الإدارة الأمريكية النور بأي عصر مثل الذي ظهر في 2018، وهو العام الذي شهد طفو العديد من الانقسامات والخلافات داخل البيت الأبيض والإدارة الأمريكية بشكل عام. ماتيس بينهم.. ترامب يتخلص من أعدائه في الإدارة وفي عمل جريء ونادر، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، مقالًا لكاتب رفض ذكر اسمه، قالت إنه مسؤول بارز في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأشارت الصحيفة إلى أنها على علم بصاحب المقال، وبمنصبه، وأنها قررت عدم الإفصاح عن بياناته لما قد يشكله ذلك من خطر عليه، وعلى وظيفته. المقال الذي جاء بعنوان "أنا جزء من المقاومة داخل إدارة ترامب"، يكشف عن وجود مجموعة من مسؤولي البيت الأبيض تحاول تصحيح مسار الرئيس الأمريكي، وإثنائه عن تنفيذ "أسوأ خططه" وإحباط أجندته. «المقاومة» داخل البيت الأبيض: لا نثق في ترامب المسؤول "الغامض" قال في بداية مقاله إنه جزء من هذه المقاومة التي لا يعلم ترامب شيئًا عنها، مشيرًا إلى أنه وزملاءه في "المقاومة" داخل الإدارة، ليسوا من المقاومة التابعة لليسار. وبخلاف المقال الذي لم يُعرف كاتبه بشكل واقعي حتى الآن، فإن عام 2018 شهد الإطاحة بعدد من المسؤولين -الذين بدوا مقربين من ترامب- خارج الإدارة، على رأسهم وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، الذي كشف فيما بعد عن قصور شديد في أداء الرئيس، خلال أحد لقاءاته الإعلامية. وناقش ترامب فكرة التضحية بعدد من المسؤولين في إدارته خلال النصف الثاني من ولايته كرئيس للبلاد، بما في ذلك جيم ماتيس وزير الدفاع. لماذا طلب ترامب من وزير العدل تقديم استقالته؟ كان المدعي العام جيف سيشنز على رأس القائمة التي رحلت عن البيت الأبيض، بالإضافة إلى نيكي هيلي مبعوثة واشنطن في الأممالمتحدة، والتي من المرجح أن تخوض الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري للاستحقاق الرئاسي. انتخابات الكونجرس في نوفمبر 2018 كانت الولاياتالمتحدة على موعد مع انتخابات التجديد للكونجرس، بالإضافة إلى عدد من انتخابات حكام الولاياتالأمريكية. وجاءت نتيجة الانتخابات متسقة مع المؤشرات التي سبقتها حيث تمكن الحزب الديمقراطي من الفوز بالأغلبية في مجلس النواب، والسيطرة على عدد من مقاعد الحكام في الولايات، وسط تعزيز الجمهوري سيطرته على مجلس الشيوخ. على عكس 2016.. الروس يرجحون كفة الديمقراطيين أمام ترامب في الانتخابات النصفية وحصل الحزب الديمقراطي على 235 مقعدا مقابل 199 مقعد للجمهوريين في مجلس النواب، فيما يسيطر الحزب الجمهوري على 53 مقعدا في مجلس الشيوخ مقابل 47 للديمقراطيين. وشهدت هذه الانتخابات العديد من السوابق التاريخية، تمثلت في فوز إلهان عمر بمقعد في مجلس النواب، لتكون أول امرأة مسلمة تصل إلى الكونجرس، كما أصبحت رشيدة طليب أول مسلمة تصل إلى المجلس. فضائح ترامب في الكتب بدأت 2018 بأزمة كبيرة في أروقة البيت الأبيض بعد أن أصدر الصحفي الأمريكي مايكل وولف كتابه "النار والغضب: داخل بيت ترامب الأبيض". وادعى وولف أنه أجرى فيه أكثر من 200 مقابلة مع مسؤولين حاليين وسابقين في البيت الأبيض، وشخصيات مقربة من ترامب، مكنته من فضح عالم ترامب "المليء بالنشاز والاختلال الوظيفي". كتاب «المعتوه» عن «ترامب» من أكثر الكتب مبيعًا في أمريكا ولم يكن كتاب وولف هو الوحيد الذي زلزل عرش ترامب في 2018، حيث صدرت كتب عدة تفضح الرئيس الأمريكي، أبرزها كتاب "ولاء أعلى" لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، كما نشرت أوماروسا نيومان، مساعدة ترامب السابقة، كتاب "المعتوه". ونشر الصحفى الأمريكى المخضرم بوب وودوارد، كتابه بعنوان "الخوف: ترامب فى البيت الأبيض"، يكشف الكواليس وحالة الفوضى التي شهدها البيت الأبيض. ويحمل الكتاب شهادات من مسؤولين ومساعدين بارزين حاليين وسابقين فى الإدارة الأمريكية، وصفته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بأنه يكشف "انهيار عصبى" داخل البيت الأبيض. المهاجرون وجدار المكسيك ظلت أزمة المهاجرين واحدة من الملفات الأكثر إلحاحًا على الرئيس الأمريكي على مدى العام، خاصة في ظل استعداد قوافل المهاجرين من أمريكا الوسطى لدخول الولاياتالمتحدة عبر بوابة الحدود الجنوبية مع المكسيك، الأمر الذي استدعى تعاملا سريعا وحاسما من جانب الرئيس. وحذر الرئيس الأمريكي من إمكانية استخدام الجيش النيران الحية على المهاجرين من أمريكا الوسطى، حال رشقهم بالحجارة خلال محاولاتهم دخول الولاياتالمتحدة بطريقة غير شرعية. وأشار عدد من التقارير الإعلامية داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى عزم ترامب المضي قدمًا في إقرار خطة لعلاج أزمة المهاجرين غير الشرعيين في البلاد، بما يضمن احتجاز العائلات التي تدخل الولاياتالمتحدة بدون وضع قانوني، طالما رأت ذلك ضروريًا، مع عدم وجود قيود على مدة احتجاز الأطفال مع والديهم. وبشأن الخطة الرئيسية لمواجهة المهاجرين، التي تتمثل في بناء جدار عازل على الحدود مع المكسيك، شهدت 2018 البدء بشكل فعلي في تنفيذ الخطة. وعلى مدى العام، درس ترامب العديد من الاقتراحات الخاصة ببناء الجدار، منها تمويل الجيش الأمريكي بنفسه لهذا المشروع الذي تصل تكلفته إلى 5 مليارات دولار. وبخلاف هذا المقترح، رأى ترامب أن بإمكان إسناد الأمر للكونجرس ليكون بناء الجدار جزءا أصيلا من الميزانية الأمريكية، غير أنه اصطدم برفض قاطع من جانب الديمقراطيين. أكثر المؤيدين للفكرة من الديمقراطيين اقترح أن يتم تخصيص 1.3 مليار دولار فقط لعملية التمويل، في حين لم يتمكن الجمهوريون من فرض كلمتهم سواء في مجلس الشيوخ أو الكونجرس. وإجمالًا، تبقى تلك الأحداث مُلقية بظلالها على سياسات الرئيس الأمريكي في 2019، بما يمثل تحديات جديدة لإدارة ترامب في المستقبل القريب.