ساعدت الولاياتالمتحدة على ضمان أمن تايوان منذ تأسيسها ضد أي غزو صيني، لكن مع تغير السياسة الأمريكية تحت إدارة ترامب، هل تستطيع تايوان الدفاع عن نفسها دون مساعدة أمريكا. اعتقد الساسة الأمريكان على مدار التاريخ أن المساعدة التي تقدمها الولاياتالمتحدةلتايوان للحفاظ على أمنها، المتمثلة في مبيعات الأسلحة، والوعود المستمرة لضمان تقديم المساعدة العسكرية لتايبيه في حالة أي هجوم صيني أمر مهم للحفاظ على الأمن في مضيق تايوان، إلا أن هذا الاعتقاد تعرض للعديد من الشكوك مؤخرا، خاصة بعد أن تسبب التقدم التكنولوجي والعسكري الهائل الذي حققه الجيش الصيني مؤخرا، إضافة إلى توتر العلاقات الأمريكيةالصينية، العلاقات بين بكين وتايبيه، في زيادة التكلفة المعنوية والمادية لدفاع الولاياتالمتحدة عن تايوان. حيث أشارت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إلى أنه منذ ادعاء الصين أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها، تعتقد أمريكا أن تورطها في أي صراع بين البلدين قد يتطور سريعًا ليصبح حربًا نووية. ولمنع حدوث مثل هذا السيناريو، يرى بعض المسؤولين الأمريكيين، أنه من الأفضل للولايات المتحدة استغلال تايوان كورقة ضغط حيث أشارت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إلى أنه منذ ادعاء الصين أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها، تعتقد أمريكا أن تورطها في أي صراع بين البلدين قد يتطور سريعًا ليصبح حربًا نووية. ولمنع حدوث مثل هذا السيناريو، يرى بعض المسؤولين الأمريكيين، أنه من الأفضل للولايات المتحدة استغلال تايوان كورقة ضغط للحصول على تنازلات من الصين. وقد تكون المخاوف الأمريكية صحيحة، فتايوان فشلت في الوفاء بتعهداتها لتعزيز قدراتها الأمنية على العديد من الأصعدة، فعلى سبيل المثال لم تتخط تايبيه في الفترة من 2008 إلى 2016 عتبة الإنفاق العسكري المقررة بنحو 3% من ناتجها القومي، وأجلت عددًا من الصفقات العسكرية الهامة. إضافة إلى ذلك فشلت تايوان في تحويل اعتماد الجيش على الجنود المتطوعين بشكل كامل، وذلك بسبب عزوف الشباب عن الالتحاق بالخدمة العسكرية. نكسة أمريكية وانتصار صيني في انتخابات تايوان كل هذه التطورات دفعت إلى تنامي اعتقاد في الولاياتالمتحدة بأن تايوان ليس لديها النية في الدفاع عن نفسها، ووضع عبء أمنها على الولاياتالمتحدة بشكل كامل، وبالتالي، من غير المفاجئ أن تكون الولاياتالمتحدة أكثر قلقا بشأن صراع محتمل في مضيق تايوان. هذه التطورات ستضر بشدة العلاقات الأمريكيةالتايوانية، في الوقت الذي تُصعّد فيه الصين من ضغطها، وتهديداتها باستخدام القوة "لتحرير" تايوان بعد وصول تساي إنج ون إلى السلطة في تايوان. إلا أن المجلة ترى أن التأكيد الأمريكي على الدعم العسكري لتايوان، ضروري في هذه اللحظة، حيث سيساعد ذلك في رفع الروح المعنوية للمواطنين التايوانيين، ما قد يتسبب في زيادة الرغبة في الالتحاق بالقوات المسلحة والدفاع عن أنفسهم. لذا من الضروري على تايوان أن تظهر للولايات المتحدة أنها جادة في الدفاع عن نفسها أولا، وأن تثبت الولاياتالمتحدة نيتها في الدفاع عن تايوان. لماذا العلاقات الأمريكية مع تايوان مهمة في صراعها مع الصين؟ وتسعى الحكومة التايوانية الحالية إلى ضمان تحسن علاقات بلادها مع الولاياتالمتحدة، حيث نجحت تايبيه في تأمين عدد من صفقات الأسلحة مع أمريكا، إضافة إلى ذلك تعمل على تنشيط الصناعة العسكرية المحلية. وفي الوقت نفسه، سمح عدد من التشريعات الأمريكية بتطوير علاقات البلاد مع تايوان إلى مستويات أعلى، كما تدرس تايبيه عددًا من العروض لفتح موانئها أمام القطع البحرية الأمريكية، والنظر في إجراء تدريبات عسكرية مشتركة بين البلدين. وكشفت دراسة أعدتها جامعة "تشينج تشي" في تايوان عن انعكاسات عميقة على العلاقات الثلاثية بين الولاياتالمتحدةوتايوانوالصين، حيث لا تزال تهديدات الصين تعرض أمن المواطنين في تايوان للخطر. رغم ذلك فإن ذلك يظهر أنه في مواجهة مثل هذه المحنة، فإن المواطنين التايوانيين أكثر استعدادا لمواجهة التهديدات العسكرية بشكل مباشر، عندما يكون التزام الولاياتالمتحدة بمساعدة تايوان حاضرًا. تايوان واتهامات ترامب تُصعّدان حدة التوتر العسكري بين أمريكاوالصين
وقد أظهر الدعم الأمريكي لمساعدة تايوان، حتى وإن كان في شكل التزام شفوي، تحفيز الجمهور في تايوان على أن يكونوا أكثر دعمًا للإجراءات الدفاعية. ونقلت "ناشيونال إنترست" عن الدراسة استنتاجها بأنه إذا كان عدد أكبر من الناس في تايوان يعتقدون أن الولاياتالمتحدة ستساعد بلادهم في الدفاع عن نفسها، فإن حماس الشعب التايواني للدفاع عن بلاده يزداد. وتقول الدراسة باختصار، إنه من مصلحة الولاياتالمتحدة أن ترسل إشارات مطمئنة للشعب التايواني حول عزم الولاياتالمتحدة على مساعدة تايوان والدفاع عنها.