للمرة الأولى منذ عدة أشهر انخفضت أسعار النفط عالميا، حيث وصل سعر خام برنت القياسي 62.43 دولار للبرميل، أمس، ليتراجع بنسبة 6.6% منذ أكتوبر الماضى. وارتفعت أسعار النفط اليوم، الأربعاء، بنحو دولار للبرميل فقط، ليعوض بعضًا من الخسائر التي سجلها أمس والبالغة أكثر من 6%، مدعومًا بتقرير عن انخفاض غير متوقع في مخزونات النفط الخام التجارية في الولاياتالمتحدة وواردات قياسية للهند من الخام، وذلك على الرغم من وجود تحذيرات أطلقتها وكالة الطاقة الدولية تؤكد وجود ضبابية غير مسبوقة في أسواق النفط بسبب البيئة الاقتصادية الصعبة والمخاطر السياسية، حيث بلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 63.60 دولار للبرميل، مرتفعة 1.07 دولار عن الأمس. ويأتي الارتفاع، اليوم، بعد تقرير صادر عن معهد البترول الأمريكي مساء أمس، ذكر أن مخزونات النفط الخام التجارية في الولاياتالمتحدة انخفضت الأسبوع الماضي على غير المتوقع بمقدار 1.5 مليون برميل إلى 439.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 16 نوفمبر الماضى. تأثير الانخفاض على الاقتصاد المصرى قال الدكتور ثروت ويأتي الارتفاع، اليوم، بعد تقرير صادر عن معهد البترول الأمريكي مساء أمس، ذكر أن مخزونات النفط الخام التجارية في الولاياتالمتحدة انخفضت الأسبوع الماضي على غير المتوقع بمقدار 1.5 مليون برميل إلى 439.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 16 نوفمبر الماضى. تأثير الانخفاض على الاقتصاد المصرى قال الدكتور ثروت راغب الخبير البترولى، إن العنصر الإيجابى الذى سيتحقق لمصر نتيجة انخفاض أسعار البترول، يكمن فى بند دعم مخصصات الطاقة فى الموازنة العامة للدولة، موضحا أن مصر تستورد ثلث المنتجات البترولية من الخارج، وهو الأمر الذى يكلف خزينة الدولة ملايين الدولارات شهريا، مشيرا إلى أن فاتورة هذا الرقم مع انخفاض الأسعار سينخفض، وبالتالى سيكون تأثير انخفاضه إيجابيا على الدولة بانخفاض رقم الدعم فى الموازنة. وأكد "راغب" فى تصريحاته ل"التحرير"، أن تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها يأتي في صالح مصر في وقت ترتفع فيه فاتورة دعم المواد البترولية، مما سيؤدي إلى توفير أموال للبلاد، نتيجة تراجع الأسعار حالة استمرار انخفاض أسعار خام برنت، مشيرا إلى أنه في حال استمرار تراجع أسعار النفط، سيؤدي ذلك إلى تخفيض الدعم الموجه إلى المواد البترولية بموازنة العام المالي الحالى. تراجع أسعار "النفط" دعم مجاني لمصر من جانبه أكد محمد سعد الدين رئيس جمعية مستثمري الغاز ورئيس لجنة الطاقة الجديدة والمتجددة باتحاد الصناعات، أن مصر تعد من الدول المستفيدة من تراجع أسعار النفط عالميا، مشيرا إلى أن مصر تستورد 30% من احتياجاتها من المواد البترولية من الخارج، موضحا أن ما سيتم توفيره من تراجع أسعار النفط يعتبر بمثابة دعم مجاني لمصر وهي بحاجة إليه، قائلا: "هذا الانخفاض يعطي فرصة للبلاد كي (تشم نفسها بكرامة) دون الحصول على قروض". واستبعد "سعد الدين" فى تصريحاته ل"التحرير"، أن تقوم الحكومة بزيادة أسعار المواد البترولية خلال الفترة الحالية فى ظل انخفاض أسعار النفط عالميا، مشيرا إلى أنه إذا استمر الانخفاض فإن ذلك سيكون له مردود إيجابى على الاقتصاد المصرى وأسعار السلع الغذائية بوجه خاص. فيما يرى آخرون أن أسعار النفط الحالية ماهي إلا حرب سياسية بين أمريكا ودول الخليج من جهة ضد روسيا وإيران ولضرب الاقتصاد الروسي، حيث إن الغاز والوقود يمثلان نحو 75 بالمئة من صادرات روسيا وأكثر من نصف عائدات الميزانية، وكأداة سياسية في الصراع الإيراني السعودي. وأكدت تقارير عالمية أن تراجع أسعار النفط سيكون بمثابة نعمة للمستهلكين الذي يريدون دفع مبالغ أقل مقابل المواد الغذائية، ونحو 45 % من نفقات عمل الزراعة وحصاد الأرز يأتي من المدخلات مثل الوقود وزيوت التشحيم والكهرباء والأسمدة حيث تمثل الطاقة نحو 54 % من تكاليف الذرة والقمح بحسب تحليل بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ووزارة الزراعة الأمريكية. وفقدت منظمة "أوبك" سيطرتها على أسوق النفط، وباتت المجريات في هذه السوق الحيوية من الاقتصاد العالمي تتحدد من قبل ثلاث شخصيات، وذلك عبر إطلاق التصريحات أو التغريدات وفقا لمقال تحليلى نشرته وكالة "بلومبرج"، والتى قالت فيه إن قيادات ثلاثة من أكبر منتجين للنفط في العالم وهم الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب إلى جانب ولي العهد السعودي الأمير بن سلمان، سيؤثرون على مسار أسعار النفط في 2019 وما بعد ذلك. وقالت الوكالة إنه في الوقت الذي تكافح فيه منظمة "أوبك" لتوحيد الصف، تهيمن الولاياتالمتحدةوروسيا والسعودية على إنتاج النفط العالمي، حيث يتجاوز إنتاج الدول الثلاث من الذهب الأسود إنتاج 15 عضوا في "أوبك". وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدةوروسيا والسعودية تضخ النفط حاليا بمعدلات قياسية وبمقدور كل واحد منها زيادة الإنتاج في 2019، رغم أنها لا تفضل هذا الخيار. ووفقا لبيانات "بلومبرج" فإن إنتاج روسيا من الخام والمكثفات والغاز الطبيعي المسال يبلغ 12.3 مليون برميل يوميا، فيما يبلغ إنتاج السعودية 12.2 مليون برميل يوميا، بينما وصل إنتاج الولاياتالمتحدة إلى 15.2 مليون برميل يوميا. وأضافت أن موسكووالرياض قادتا مجموعة الدول المنتجة للنفط المنضوية تحت راية "أوبك+" في يونيو الماضي لتخفيف القيود التي كانت مفروضة على إنتاج النفط منذ بداية 2017، وبعد ذلك رفع كلا البلدين إنتاجهما من الخام إلى مستويات قياسية أو قريبة منها. وعن تأثير هذه الدول الثلاث في سوق النفط، أشارت "بلومبرج" إلى أن السعودية التي تعتمد على عائدات النفط بشكل كبير، قررت خفض صادراتها بنحو 500 ألف برميل في اليوم الشهر المقبل مع انخفاض أسعاره في السوق. فيما رأت الوكالة أن تصريح الرئيس بوتين أن سعر برميل النفط عند 70 دولارا يناسب روسيا، مؤشر على أن "موسكو قد تقرر عدم تمديد خفض الإنتاج خلال اجتماع أوبك+ الشهر القادم"، لكنها ستواصل التعاون والتنسيق مع الرياض في سوق النفط في 2019. وسجلت أسعار العقود الآجلة لخام برنت 4.24 دولار، وهو ما يعادل ما يعادل 7.1%، لتبلغ في التسوية 55.69 دولار للبرميل، مسجلة أكبر تراجع يومي لأسعاره منذ شهر سبتمبر 2015. كما خسر الخام الأميركي 28% منذ أن بلغ مستوى ذروة في أوائل أكتوبر، كما هبط خام القياس العالمي مزيج برنت 4.65 دولار، أي ما يعادل 6.6 %، ليبلغ عند التسوية 65.47 دولار للبرميل، مسجلا أكبر خسارة يومية له. وشهدت أسوق النفط ،أمس ،حالة فقدان للزخم، خاصة مع تدهور الآفاق الاقتصادية وارتفاع الإنتاج الأميركي، مما طغى على تأثير التخفيضات المتوقعة في إمدادات منظمة أوبك. وسجل خام القياس العالمي مزيج برنت 66.43 دولار للبرميل، بانخفاض 36 سنتا أو ما يوازي 0.5% عن سعر آخر إغلاق. ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 56.97 دولار للبرميل، بانخفاض 23 سنتا أو 0.4% عن آخر تسوية. وجاءت الانخفاضات عقب زيادات في الأسعار في وقت سابق من الجلسة. وانخفضت أسعار النفط نحو الربع من المستويات المرتفعة الأخيرة، التي سجلتها في أوائل أكتوبر، نتيجة زيادة الإمدادات لاسيما من الولاياتالمتحدة. وارتفع الإنتاج الأميركي بنحو 25% هذا العام، مسجلا مستوى قياسيا عند 11.7 مليون برميل يوميا، ويأتي ذلك وسط توقعات واسعة النطاق بتباطؤ اقتصادي، دفعت أسعار الأسهم الآسيوية للهبوط، أمس، فضلا عن خسائر حادة لوول ستريت.