«مسابقات تحفيظ القرأن والصيام وطهارة الذكور ورجل المطافي ومسح وجوه الأطفال بأعلام الطرق الصوفية وزفة الجمال».. عادات مصرية اختفت فى ذكرى مولد النبي غدًا، ذكرى المولد النبوي الشريف، وللمصريين طقوس خاصة فى الاحتفال بمولد المصطفى، منذ عهد الخليفة الفاطمي "المعز لدين الله" عام 973 هجرية، ومع التطور الدائم، اختلفت عادات الاحتفالات بالمولد، حيث ظهرت عادات جديدة، واختفت عادات قديمة، لعل أبرزها توقف مسابقات القرأن الكريم، التى كانت تجرى فى القرى الصغيرة، وصيام يوم مولد النبي، إحياءً لهذه السنة المعظمة، وغياب تام للزفة، التى كانت تعدها الطرق الصوفية وتجوب بها شوارع المدن والقرى، وتوقف عادة طهارة الأطفال فى يوم 12 من ربيع الأول، التى كان يقوم بها الأهالي تبركًا بميلاد الرسول. مراجيح ونيشا فى محافظة الفيوم كان من أهم مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي إقامة ليالي ذكر فى كل القرى، خصوصًا القريبة من الأضرحة، نظرًا لزيارة أعداد كبيرة لها، وكانت تضم المراجيح والألعاب المختلفة، والنيشان، إلا أنّها لم تعد موجودة فى الوقت الحالي، باستثناء مولد سيدي علي الروبي، والشيخة مريم، وحبس الوحش، مراجيح ونيشا فى محافظة الفيوم كان من أهم مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي إقامة ليالي ذكر فى كل القرى، خصوصًا القريبة من الأضرحة، نظرًا لزيارة أعداد كبيرة لها، وكانت تضم المراجيح والألعاب المختلفة، والنيشان، إلا أنّها لم تعد موجودة فى الوقت الحالي، باستثناء مولد سيدي علي الروبي، والشيخة مريم، وحبس الوحش، يقصدها الجميع في هذا اليوم للتبرك بها، وأملًا في شفاء أمراضهم أو المن عليهم ورزقهم بأطفال. عدد من أهالي المحافظة كان يحرص على صيام يوم ذكرى المولد النبوي الشريف، إحياءً لسُنة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كانت الأسر تصوم هذا اليوم، ويفطرون معًا مثل أيام رمضان أو العشر من ذي الحجة، ليتقلص عدد الأشخاص الذين يصومون ذلك اليوم، ولم يعد يهتم به إلا كبار السن فقط، كما كان الأهالي يجمعون الأموال لإعداد مسابقة فى حفظ القرآن الكريم وإحضار جوائز للحفظة الأوائل، إلا أن هذه العادة اختفت أيضًا. رجل مطافي "ماكيت على هيئة رجل مطافي كان يعده أفراد تابعون للحماية المدنية، ويرتدي زيه العازل للنيران، ليجوب الشوارع والبلدان المجاورة، ويصاحبه فرقة إنشاد ديني تتبع لإحدى الطرق الصوفية، لتغني وتنشد الأغاني الدينية احتفالًا بمولد سيد الخلق"، بهذه الطريقة كان يحتفل أهالي محافظة الشرقية، علاوة على إعداد حلقات الذكر. رجل المطافي لم يكن هو المشهد الوحيد، الذي تتميز به محافظة الشرقية خلال الاحتفال بمولد سيد الخلق، بل تميزت المحافظة فى السابق بإقامة ما يشبه سبوع المولد، يقيمه البعض كما يفعلون لأبنائهم حديثي الولادة، بكل عاداته وتقاليده، ويتم توزيع الحلوى ومشروب المغات، إلا أن هذه العادة اختفت تماما الآن. احتفالات رسمية الطرق الصوفية، وأنصار السنة المحمدية، وعدد من الأهالي كانوا ينظمون وبالتنسيق مع مشيخة الطرق الصوفية، موكبًا ضخمًا للاحتفال بميلاد الرسول، ويجوبون معظم القرى بمحافظة دمياط، فى احتفالية كان يحضرها مختلف أطياف المجتمع، وانتشار المراجيح فى الشوارع، ولعل أبرز العادات التى اختفت من شوارع المحافظة موالد قرية الشيخ درغام، وحي الشهابية بالقرب من مقام مسجد أبو المعاطي. الاحتفالات في مدينة دمياط، اقتصرت على المساجد الكبيرة كمسجد البحر، ومدينة فارسكور، والزرقا، وتتمثل في إلقاء أبرز الأئمة والخطباء، والمنشدين المغردين بأناشيد لمدح الرسول، ويحرص على حضور الاحتفالية العديد من الشخصيات العامة. طهارة الذكور "سرادقات كبيرة كانت تقام حول المساجد للإنشاد الديني والتذكير بالسيرة المحمدية وسيرة آل البيت، وراقصو التنورة فى موكب الذكر الذي تقيمه الطرق الصوفية، وإحضار الأطفال الذكور في المولد بثياب بيضاء لإجراء عملية الطهارة، وحمل الأهالي لصواني الطعام لتوزيعه على الفقراء"، كلها مشاهد اختفت تمامًا من شوارع الدقهلية فى ذكرى مولد المصطفى. أهالى المحافظة ما زالوا يحافظون على تجهيز موكب بالجمال فى شوارع المدينة والقرى، إلا أن وجود مكبرات الصوت والدي جي أفسد الجو الروحاني، خاصة أن عددا كبيرا يقوم بالرقص على أغاني المهرجانات، التى يتم تشغيلها أثناء الموكب. سيوف وخناجر لعل أبرز وأهم المظاهر، التى يتمسك بها أهالي محافظة قنا، هى زيارة ضريح القطب الصوفي عبد الرحيم القنائي، ومسجده في مركز قنا، لكن أمرًا غريبًا ظهر على الساحة فى محافظة قنا خلال السنوات الماضية، وهو قيام بعض التابعين للطرق الرفاعية بمراكز شمال محافظة قنا، خاصة مركز دشنا، فيحتفلون بالمولد النبوي، بطريقة مختلفة حيث يقوم أبناء الرفاعية بالطواف في أنحاء المدينة بالسيوف والخناجر والأسلحة البيضاء بجميع مشتقاتها، بالتزامن مع مولد الشيخ جلال الكندي، الذي يعتبر قبلة المتصوفين بالمدينة. أبناء الطريقة يقومون بتثبيت السيوف والخناجر على ألسنتهم خلال الموكب على غرار طقوس الطائفة الشيعية في العراق وإيران في احتفالاتهم، لا سيما الطريقة الرفاعية، كما أن أبناء المحافظة كانوا ينظمون حفلات للشيخ أمين الدشناوي والشيخ ياسين التهامي، إلا أن الأمر بدأ يختفي تدريجيًا، وذلك بسبب المبالغ الباهظة التى تتكبدها العائلات جراء الإنفاق على تلك الحفلات. زفة تجوب الشوارع منطقة البركة بوسط مدينة أسوان كانت الشاهد الأكبر على الاحتفالات الكبيرة، التى تشهدها المحافظة، لكن مقر الاحتفال انتقل لمنطقة القطبي، ثم منطقة منشية النوبة ثم سوق الخميس وحديقة السلام، ثم منطقة الطابية، خلال مطلع الألفية الجديدة، فى عهد اللواء سمير يوسف، المحافظ السابق، قبل أن يستقر فى نهاية المطاف بأرض المعارض بالقرب من الجبانة الفاطمية الشهيرة جنوبالمدينة. من شارع أبطال التحرير كانت تنطلق الزفة أو الدورة كما يسميها أبناء الطرق الصوفية، لتجوب شوارع المدينة وسط زغاريد آلاف النساء وحتى تستقر في موقع الاحتفال، حيث تتجه كل طريقة بعد ذلك إلى السرادق الخاص بها لاستقبال المهنئين والمحتفلين، كل حسب طريقته ومنشده المفضل. مسح وجوه الأطفال ل 10 ليال كان يحتفل أبناء محافظة المنيا بميلاد النبي محمد، وإقامة مضيفة كبيرة للمترددين على منزل شيخ الطريقة المُنظم للاحتفال، فضلا عن مشاركة أهالي القرية في إقامة الاحتفال بالتبرع للمولد، حتى اقتصرت فقط على الليلة الكبيرة "إقامة ذكر ومديح والتجول في شوارع القرى". طهارة الأبناء من الذكور كانت إحدى عادات أهالي المنيا، تبركًا بميلاد الرسول، وكانت تجرى هذه العملية داخل منزل صاحب الطريقة، ويكون في فجر يوم ميلاده، على أن يتكفل صاحب المولود بتكاليف الغذاء أو العشاء، كما كانت تتبرك النساء بمسح وجوه الأطفال بالإعلام الخضراء، التى كان يطوف بها أبناء الطرق. المحافظات- محمد الزهراوي وعوض سليم وأسماء أبو السعود وإسلام نبيل ورانيا الديداموني ونجلاء بدر ونورهان ربيع: