شهدت انتخابات التجديد النصفى الأخيرة للكونجرس، وصول أول سيدة من الهنود الحمر إلى مجلس النواب، ولم يكن الوصول لهذه اللحظة سهلا، حيث سبقها العديد من المجازر. ترتدي ديب هالاند قلادة من اللؤلؤ كل يوم تقريبًا، فهي ليست سلسلة من الخرزات اللامعة الرقيقة التي ترتديها عادة النساء الأمريكيات، بل مجموعة من اللآلئ الفضية الخاصة بقبيلة "نافاجو"، أحد الشعوب الأصلية في الولاياتالمتحدة لتعبر عن أصولها، حيث تنتمي لقبيلة "لاجونا بويبلو"، وقريبا، ستظهر هالاند وقلادتها في الكونجرس للمرة الأولى، حيث نجحت في انتخابات التجديد النصفى الأخيرة، لتكون بذلك أول امرأة من السكان الأصليين يتم انتخابها عضوا في مجلس النواب الأمريكي، عن الحزب الديمقراطي في ولاية نيو مكسيكو. ولم يكن الوصول إلى هذه اللحظة سهلا، حيث مر السكان الأصليون بالعديد من اللحظات السوداء في تاريخهم، حتى يصلوا إلى انتخاب هالاند. فبحلول الوقت الذي وصل فيه كريستوفر كولومبوس إلى منطقة البحر الكاريبي في عام 1492، قدر المؤرخون أنه كان هناك 10 ملايين من السكان الأصليين كانوا يعيشون في الأراضي الأمريكية، لكن ولم يكن الوصول إلى هذه اللحظة سهلا، حيث مر السكان الأصليون بالعديد من اللحظات السوداء في تاريخهم، حتى يصلوا إلى انتخاب هالاند. فبحلول الوقت الذي وصل فيه كريستوفر كولومبوس إلى منطقة البحر الكاريبي في عام 1492، قدر المؤرخون أنه كان هناك 10 ملايين من السكان الأصليين كانوا يعيشون في الأراضي الأمريكية، لكن بحلول عام 1900، انخفض العدد إلى أقل من 30 ألف شخص. حيث أدى التوسع الأوروبي في أمريكا الشمالية، سواء للبحث عن الذهب أو لبدء حياة جديدة، إلى تدمير مصادر رزق الأمريكيين الأصليين، وبالتأكيد لن يسعنا ذكر تاريخ اضطهاد السكان الأصليين بأكمله، لكن سنكتفي بذكر أبرز المحطات في هذه الحقبة السوداء من التاريخ الأمريكي. مجزرة "ساند كريك" وقع الجنرال الأمريكي جون تشيفينغتون اتفاق حماية مع قرية "شايان" التي تضم 800 من السكان الأصليين في منطقة ساند كريك في إقليم كولورادو عام 1864، إلا أنه لم يحترم هذا الاتفاق وشن هجوما عليها. زعيمة الديمقراطيين: أمريكا سئمت الانقسامات واستخدم تشيفينغتون ميليشيا متطوعة من 700 جندي في الهجوم على منطقة "ساند كريك"، بعدما خرج جميع رجال القرية للصيد، تاركين النساء والأطفال والشيوخ دون حماية، ليتم ذبح ما بين 100 و400 من السكان الأصليين. الحرب البيولوجية كانت الأمراض هي السبب الأبرز لانخفاض السكان الأصليين، حيث قضت على ما يقدر بنحو 90% من السكان الأصليين، حيث لم يكونوا محصنين ضد مسببات الأمراض التي تنتشر عن طريق الحيوانات. واستغل المستوطنون نقطة الضعف هذه، واستخدموا الأمراض كسلاح بيولوجي لإبادة السكان الأصليين، ففي عام 1763، كتب السير جيفري أمهرست، القائد العام للقوات البريطانية في أمريكا الشمالية، إلى أحد القادة قائلا "يجب أن تقوم بنشر الجدري بين الهنود الحمر، عن طريق البطانيات، إضافة إلى تجربة كل الطرق الأخرى، التي يمكن أن تساعد على استئصال هذا العرق بشكل كامل". ونتيجة لذلك، قام المستوطنون بنشر مرض الجدري بين الأمريكيين الأصليين، من خلال توزيع البطانيات التي كان يستخدمها في السابق مرضى بهذا المرض. 10 وجوه جديدة في الكونجرس: محجبة ومثلي وآسيوية التهجير في عام 1830، دعا قانون تهجير الهنود الفيدرالي، إلى تهجير 5 من قبائل الهنود الحمر، وبين عامي 1830 و1838، أجبر المسئولون الفيدراليون ما يقرب من 100 ألف هندي على مغادرة وطنهم، توفى منهم 4 آلاف شخص بسبب البرد والجوع والمرض. ومع ظهور الذهب في ولاية كاليفورنيا عام 1848، أجبر أكثر من 300 ألف شخص إلى الهجرة إلى سان فرانسيسكو. الفظائع الحديثة في عام 1978، أصدر الكونجرس قانون رعاية الأطفال الهنود الحمر، الذي نصّ على نقل حضانة أطفال السكان الأصليين قسرا عن عائلاتهم، ولا تزال عمليات الإزالة القسرية هذه تحدث اليوم. وعلى عكس حركة الحقوق المدنية الأمريكية في ستينيات القرن العشرين، والتي أدت إلى إصلاح قانوني شامل، اكتسب الأمريكيون الأصليون الحقوق المدنية والقانونية قطعة تلو الأخرى. صفعة لترامب.. رشيدة طليب تنتصر للمسلمين بالكونجرس ففي عام 1924، أصدر الكونجرس الأمريكي قانون المواطنة الهندي، حيث أعطى الأمريكيين الأصليين "جنسية مزدوجة"، فهم مواطنون في أراضيهم الأم ذات السيادة، إضافة إلى جنسية الولاياتالمتحدة. واكتسب الأمريكيون الأصليون الحق في التصويت في قانون حقوق التصويت لعام 1965، لكن لم يتم تفعيله حتى عام 1968، وعندما تم تمرير قانون الحقوق المدنية الهندي، اكتسب السكان الأصليون الحق في حرية التعبير، والحق في محاكمة عادلة.