أثبتت بقايا ما يقرب من مائة من المومياوات والهياكل العظمية القديمة التي يعود تاريخها إلى نحو 9000 سنة، أن الأمراض دفعت الأوروبيين للقضاء على الهنود الحمر الذين هم السكان الأصليين للأمريكيتين. وكشف تحليل الحمض النووي للسكان الأصليين، الأثر المدمر للاستعمار الأوروبي بعد وصول الرحالة كريستوفر كولومبوس واكتشافه للعالم الجديد في عام 1492، وفقًا لصحيفة "التليجراف" البريطانية. وأجريت دراسة مؤخرًا ضمت فريقا من أعضاء من جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز وكلية الطب بجامعة هارفارد، وشملت البحث، فحص المومياء الشهيرة التي تُعرف باسم "البكر"، التي كانت في سن المراهقة وتوفيت قبل أكثر من 500 سنة في طقوس التضحية في جبال الأنديز. وتوصلت الدراسة إلى انعدام كبير لجينات الأميركيين الأصليين، في وقت ما قبل كولومبوس، كما تبين انقراض هذه الأنساب مع وصول الإسبان، واعتمدت على دراسة الأنساب الوراثية للأمهات اعتمادًا على جينوم الميتوكوندريا- وهو الحمض النووي الذي لا يتم تمريره إلا من خلال الأم، ويتم استخراجه من عظام والأسنان من المومياوات والهياكل العظمية. وقال الدكتور باستيان اللاما، من جامعة أديلايد إن السيناريو الوحيد الملائم لملاحظاتهم إن السكان الأصليين كانوا معزولين جغرافيًا عن بعضهم وبعد الغزو الأوروبي تعرضوا للانقراض. وألقي باللوم على كولومبوس لجلب السل إلى العالم الجديد، في الوقت الذي كانت بحوث سابقة رجحت أن نحو 95% من الأمريكيين الأصليين قتلوا نتيجة أمراض أوروبية.