يولي الحزب الأخضر في ألمانيا أهمية كبيرة للعمل على الفوز بمقاعد أكثر في الانتخابات البرلمانية الأوروبية التي تقام في مايو المقبل، مستغلا تخبط حزب ميركل لم يكن إعلان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عدم استمرارها في قيادة حزبها الديمقراطي المسيحي، مؤثرًا فقط على مستوى الشعبية الفعلية لكيانها السياسي فحسب، ولكن امتد تأثير قرارها إلى العديد من الملفات في المشهد الحزبي، خاصة في ظل تطلع منافس حزبها الرئيسي لمزيد من النفوذ السياسي في الفترة المقبلة. حزب الخضر والذي يعد واحدا من أكثر الكيانات السياسية شعبية على مستوى العالم، رأى أن الوقت قد حان لاستغلال الموقف الحالي من أجل تعزيز رقعته الشعبية في المشهد السياسي بألمانيا، في ظل حالة من التخبط الواضح لدى الحزب الديمقراطي المسيحي بعد إعلان ميركل. وسلط التليفزيون الألماني دويتشه فيله، الضوء على جهود حزب الخُضر السياسية من أجل توسيع نطاق عمله السياسي، وتحديدًا في البرلمان الأوروبي، والذي يمتلك فيه فعليا 11 مقعدًا من أصل 96 لألمانيا، ليأتي في المركز الثاني خلفًا لحزب المستشارة الألمانية ميركل. استطلاع: معظم الألمان يرغبون في استقالة ميركل وحسب وسلط التليفزيون الألماني دويتشه فيله، الضوء على جهود حزب الخُضر السياسية من أجل توسيع نطاق عمله السياسي، وتحديدًا في البرلمان الأوروبي، والذي يمتلك فيه فعليا 11 مقعدًا من أصل 96 لألمانيا، ليأتي في المركز الثاني خلفًا لحزب المستشارة الألمانية ميركل. استطلاع: معظم الألمان يرغبون في استقالة ميركل وحسب دويتشه فيله، فإن مؤتمر حزب الخُضر في مدينة لايبزيج بشرق ألمانيا أمس السبت، شهد الاستقرار على اختيار اثنين من أعضاء الحزب الذين سبق لهم العمل في البرلمان الأوروبي ليتم ترشيحهما لانتخابات البرلمان الأوروبي في مايو المقبل. وحصلت سكا كيلر على تأييد بنسبة 87.6% لتكون المرشحة الرئيسية للحزب اليساري، في حين حصل سفين جيجولد على دعم بنسبة 97.9% ليكون المرشح الرئيسي الثاني. ويعد "الخضر الألماني" واحدا من أكثر الأحزاب شعبية في العالم، ويحتل حاليا المرتبة الثانية على مستوى التفاعل الجماهيري في استطلاعات الرأي بألمانيا. وقال كل من المرشحين، اللذين مثلا حزب الخُضر في بروكسل منذ عام 2009، أمام المؤتمر إنه من الضروري أن يقاتل الحزب بقوة ضد الشعبوية اليمينية في أوروبا. ويرى حزب الخُضر أن العمل في الوقت الحالي لدعم شعبيته على المستوى السياسي في أوروبا وألمانيا، قد يكون أمرًا ضروريا بعد اهتزاز ثقة الألمان في ميركل، ومن ثم فإن من المتوقع أن يواجه حزبها الديمقراطي المسيحي تعثرات كبيرة في الفترة المقبلة. ومن جانبها، أكدت مجلة "نيوزويك" الأمريكية في أعقاب تنحي ميركل عن قيادة الحزب، أن غالبية المواطنين الألمان يعتقدون أن المستشارة الألمانية يجب أن تتنحى مطلع العام المقبل، قبل أكثر من عامين من انتهاء ولايتها الحالية في عام 2021 كمستشارية للبلاد. التنازل عن رئاسة الحزب بداية النهاية السياسية لميركل وأظهرت نتائج الدراسة التي أجراها معهد "إنسا" التابع لصحيفة "بيلد" الألمانية أن 62.2% من المشاركين في الاستطلاع، قالوا إن ميركل يجب أن تستقيل في بداية عام 2019، لتسلم السلطة إلى من يتم اختياره لخلافتها في قيادة حزبها السياسي، في المقابل قال نحو 37.8% من المشاركين إنها يجب أن تبقى في منصب المستشارية حتى نهاية مدتها. الحزب المنافس لميركل يرى أن اللعب على أوتار الديمقراطية والتعاون الأوروبي المفقود قد يكون الوسيلة الأكثر فعالية للفوز بالانتخابات البرلمانية الأوروبية، حيث تحدثت كيلر في خطابها عن "الديمقراطية الأوروبية المُهددة"، متهمة القوميين اليمينيين بالرغبة في "تدمير أوروبا". وفي حين اهتمت كيلر بالديمقراطية، رأى جيجولد أن الواقعية المتمثلة في استمرار التعاون مع أوروبا هو السلاح الفعال في التعامل مع التحديات السياسية الموجودة، حيث أطلق حملة من أجل العودة إلى المزيد من السياسات التعاونية في جميع أنحاء أوروبا، مشددًا على ضرورة التصدي للشعبوية اليمينية. وقال جيجولد لأعضاء حزبه: "أوروبا تعني الكتلة وليس الانعزال". وعلى الرغم من طموحات الحزب الأخضر، فإن كيلر اعترفت بمزيد من الواقعية بأن الخُضر يواجهون الآن مسؤولية كبيرة بسبب نجاحاتهم الأخيرة في انتخابات الولايات هيسن وبافاريا. ميركل تدفع ثمن خلافات الحكومة في انتخابات الولايات وبشكل عام، ترى الأحزاب السياسية في ألمانيا أن هناك فرصة كبيرة تتمثل في استغلال تعثر الحزب الديمقراطي المسيحي في انتخابات الولايات، وهو الأمر الذي قد يعلو بسقف طموحات تلك الكيانات الحزبية والسياسية على مدى السنوات الماضية.