شيخ الأزهر الحالي: الحجاب فرض والنقاب ليس مكروها ولا مستحبا.. سيد طنطاوى: لا يجوز ارتداء النقاب بالأزهر.. الشيخ الشعراوي: النقاب ليس مرفوضا وليس مفروضا "النقاب.. يعد من أبرز القضايا الجدلية التى تثار داخل المجتمع من حين لآخر، منذ أن ثارت عليه هدى شعراوي فى مايو 1923، بعدما طالبت المرأة بالتحرر من النقاب، والنقاب لا يغيب عن ساحة الجدال، وآخرها عزم النائبة البرلمانية غادة عجمي تقديم مشروع قانون للبرلمان يجرم ارتداءه فى الأماكن العامة، ولكنها سرعان ما تراجعت عن تقديمه، تخوفا من حالة الغليان في الشارع من طرح المشروع، وأمام هذا المشهد التاريخي لقضية "النقاب" تستعرض "التحرير" خلال هذه السطور، موقف كبار شيوخ الجامع الأزهر والعلماء الكبار من النقاب. الطيب: النقاب ليس فرضا ولا سنة ولكنه ليس مكروها أو ممنوعا قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن النقاب ليس فرضا ولا سنة أو مندوبا، ولكنه ليس مكروها أو ممنوعا، وتابع: "هو أمر مباح ومن لا ترتدى النقاب لا شيء عليها ومن ترتديه لا يمكن لى أن أقول لها إنك تفعلين أمرًا شرعيا تثابين عليه.. الطيب: النقاب ليس فرضا ولا سنة ولكنه ليس مكروها أو ممنوعا قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن النقاب ليس فرضا ولا سنة أو مندوبا، ولكنه ليس مكروها أو ممنوعا، وتابع: "هو أمر مباح ومن لا ترتدى النقاب لا شيء عليها ومن ترتديه لا يمكن لى أن أقول لها إنك تفعلين أمرًا شرعيا تثابين عليه.. هو أمر فى دائرة المباح.. هو كما أنك تلبس خاتما أو تخلعه أى أنه من باب الزينة لا يتعلق به أمر أو نهى ولا ثواب أو عقاب". وأضاف الإمام الأكبر، خلال حواره ببرنامج "الإمام الطيب"، أن الحجاب أمر لكل نساء المسلمين وأجمعت الأمة على أنه أمر مطلوب وتصوير المرأة التى لا تلبس الحجاب أنها خارجة عن الإسلام أمر خطأ ولكنها عاصية، مشيرًا إلى أنه لا يعلم سبب إثارة قضية الحجاب فى الإسلام رغم أن علماء المسلمين أوضحوا كثيرًا أن الحجاب فرض فى الدين، وتابع: "معركة الحجاب ليست معركة البحث عن معرفة الحكم الشرعى بقدر ما أنها معركة من ينتصر فيها ضد من". وشدد الإمام الأكبر على أن المرأة التى لا تلبس الحجاب المفروض على نساء المسلمين كافة ليست خارجة من الدين ولكنها عاصية، لافتًا إلى ضرورة التحلى بالأخلاق فى أمر العبادات، وتابع: "العبادات بدون خلق فى مهب الريح". طنطاوي: النقاب ليس فرضا في الإسلام ولا يجوز ارتداؤه في المعاهد الأزهرية كان للدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر الراحل، موقف حاسم من النقاب، واصفا إياه بأنه ليس فرضا، وكان ينوى إصدار قرار بمنع ارتداء النقاب للفتيات الدارسات بالمعاهد الأزهرية (ابتدائي وإعدادي وثانوي). وفى إحدى جولاته لبعض المعاهد الأزهرية للوقوف على انتظام الدراسة بها، وأثناء تفقده لأحد المعاهد بالقاهرة لفت نظره وجود بعض الطالبات المنقبات، فانتقدهن بشدة، وقال لهن «إن ارتداء النقاب ليس فرضا في الإسلام» وبالتالي فإنه لا يجوز ارتداؤه في المعاهد الأزهرية وأنه بصدد إصدار قرار بمنع ارتدائه نهائيا بالمعاهد الأزهرية. عبد الحليم محمود: المرأة إذا لم تأمن الفتنة وجب عليها ستر الوجه والكفين وشدد شيخ الأزهر الراحل الدكتور عبد الحليم محمود، على أن المرأة إذا لم تأمن الفتنة، وجب عليها ستر الوجه والكفين، منعًا للذرائع المؤدية للمفاسد، وأيده فى ذلك الشيخ حسنين محمد مخلوف، مفتى الديار المصرية الأسبق، إذ يقول: «نعم هناك من يرى أن الوجه عورة، كما سبق فى عبارة الشوكاني، وهناك من يرى أنه ليس بعورة، لكن يجب ستره خوفا من الفتنة، وهناك من يفرق فى ذلك بين الشابة والعجوز. وأضاف عبد الحليم محمود، هناك من يقصر الجواز على مواضع الضرورة التى أشرنا إليها، ولكل رأيه، وحجته ومرد الخلاف فى هذا إلى الخلاف فى تفسير «ما ظهر منها»، وليس لمذهب بعد أن استقرت المذاهب أن ينقض مذهبا بمذهب ولا أن يطعن فى حكم مدون فى مذهب بمجرد مخالفته لحكم مذهب آخر. شلتوت: اللباس مرهون بالبيئة ورد الشيخ الإمام محمود شلتوت رحمه الله، على مَن يطالب بفرض النقاب على الجميع وهو أن أمر اللباس والهيئات الشخصية من العادات التي ينبغي أن ينزل المرء فيها على استحسان البيئة، ومن درجت بيئته على استحسان شيء منها كان عليه أن يساير بيئته. الشعراوي: ليس مرفوضا وليس مفروضا وأكد الشيخ الشعراوي، إمام الدعاة أن النقاب ليس مرفوضا وليس مفروضا وأدرج الشعراوي هذا الرأي في كتابه "نظرات في الإسلام" الذي صدر عام 1990 وأضاف الشيخ الشعراوي ضاربا مثلا وقال: "واحدة حلوة أرادت كشف وجهها وقالت أنا مزاجي كده، فأقول لها على كيفك وأيضا سيدة ليست جميلة أرادت إخفاء وجهها وقالت: أنا مزاجي كده وهخبي وجهي فأقول لها على كيفك". شوقي علام: ليس واجبًا وشدد مفتي الجمهورية، الدكتور شوقى علام، على أن الزيَّ الشرعيَّ المطلوب من المرأةِ المسلمة هو أيُّ زيٍّ محتشم بحيث لا يصفُ مفاتنَ الجسدِ ولا يشف، ويسترُ الجسد كلَّهُ ما عدا الوجهَ والكفين، مؤكدا أن نقاب المرأةِ الذي تغطي به وجهَهَا وقفازها الذي تغطي به كفها فجمهور الأمَّةِ على أنَّ ذلك ليس واجبًا وأنه يجوز لها أن تكشفَ وجههَا وكفَّيهَا أخذًا بقول الله تعالى: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا). وأضاف شوقى علام، فسَّر جمهورُ العلماء من الصحابة ومَن بعدهم الزينةَ الظاهرةَ بالوجهِ والكفينِ، ولو كان سترُ الوجهِ واجبًا لصرَّحت به الآية الكريمة، ومن السنَّة المشرفة حديث عائشة رضي الله عنها: أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ فَأَعْرَضَ عَنْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، وَقَالَ: «يَا أَسْمَاءُ، إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ يَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلا هَذَا، وَهَذَا» وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِه وَكَفَّيْهِ. أخرجه أبو داوود. إلى غير ذلك من الأدلة المصرحة بعدمِ وجوبِ سترِ الوجهِ والكفين. على جمعة: النقاب عادة وليس عبادة أكد مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة، أن أكثر جمهور الفقهاء اجتمع على أن النقاب عادة وليس عبادة، بينما خالف بعضهم هذا الرأي وقال بوجوبه. وقال المفتى السابق إن الحنفية والشافعية اجتمعوا على أن النقاب عادة وليس هناك دليل على أنه من العبادات بل إن المالكية قالوا بأنه "مكروه" لأنه عادة والعادة يختلف حولها البشر طبقا للزمان والمكان والأحوال. واستدل الدكتور علي جمعة على أن النقاب "عادة" بأن الله أمر النساء بإظهار الوجه في الحج، قائلا "لا يمكن أن نأمر بكشف عورة فكيف يوجب الله كشفها في الحج، لدرجة أن المرأة إذا غطت وجهها بالنقاب في الحج وجب عليها الدم -أي الذبح- وهذا معناه أنها فعلت خطأ في الحج"، مشيرا إلى أن الشريعة لا تأمر بمنكر ولكنها تأمر بالمباح فكشف الوجه والكفين مباح، على حد قوله.