حافظ الجمهوريون على أغلبية مجلس الشيوخ، بينما استولى الديمقراطيون على مجلس النواب، في انتخابات يرى البعض أنها شهدت تعثرا للحزب الديمقراطي، وحقق فيها ترامب ما يريد. انتهت انتخابات التجديد النصفى للكونجرس، التي يعتبرها البعض الأكثر إثارة للجدل في التاريخ السياسي الأمريكي الحديث، وأسفرت عن فوز الحزب الديمقراطي بالأغلبية في مجلس النواب، فيما حافظ الحزب الجمهوري على سيطرته على أغلبية مقاعد مجلس الشيوخ، واعتبر البعض أن هذه النتيجة تعد هزيمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحزبه، فيما يرى البعض الآخر العكس، حيث خسر الديمقراطيون عدة مقاعد في مجلس الشيوخ، ولم يحظوا سوى بأغلبية ضعيفة غير مستقرة في مجلس النواب، وهي نتيجة تمنح ترامب الفوز في انتخابات الرئاسة عام 2020. وأشارت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إلى أن الديمقراطيين كان بإمكانهم تحقيق ما وصفوه ب"موجة زرقاء" في انتخابات الكونجرس، من شأنها أن تعيق ترامب، إلا أنهم فشلوا في ذلك. وبمقارنة هذه النتيجة بالنتائج السابقة التي حققها حزب المعارضة أمام حزب الرئيس خلال انتخابات التجديد النصفى الأولى له في الحكم لن وأشارت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إلى أن الديمقراطيين كان بإمكانهم تحقيق ما وصفوه ب"موجة زرقاء" في انتخابات الكونجرس، من شأنها أن تعيق ترامب، إلا أنهم فشلوا في ذلك. وبمقارنة هذه النتيجة بالنتائج السابقة التي حققها حزب المعارضة أمام حزب الرئيس خلال انتخابات التجديد النصفى الأولى له في الحكم لن تكون خسارة لترامب هائلة. ففي عام 1994، خسر حزب بيل كلينتون 54 مقعدا في مجلس النواب، و8 مقاعد في مجلس الشيوخ، وفي عام 2010، خسر حزب باراك أوباما 63 مقعدا في مجلس النواب و6 مقاعد في مجلس الشيوخ. وفي انتخابات 2018 لم تقترب "المقاومة" ضد ترامب من هذه المعايير، حيث خسر الحزب الجمهوري 38 مقعدا في مجلس النواب، ونجح في الحصول على مقاعد في مجلس الشيوخ، وهذا نادرا ما يحدث. 4 استنتاجات بعد انتهاء انتخابات الكونجرس وهذا يشبه ما حدث مع الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، في انتخابات التجديد النصفي عام 1970، حين خسر الجمهوريون 12 مقعدًا في مجلس النواب، لكنهم حصلوا على مقعدين في مجلس الشيوخ، وبعدها بعامين، نجح نيكسون في انتخابات الرئاسة بنتيجة ساحقة. وترى المجلة الأمريكية، أن ترامب لم يحظ بأغلبية جمهورية أكبر في مجلس الشيوخ فقط، لكنها أصبحت أكثر ودا، حيث لم يعد يضم عددا من الجمهوريين المناهضين لترامب، بمن فيهم بوب كوركر وجيف فليك وجون ماكين. وأضافت أن حصول الجمهوريين على المزيد من المقاعد في مجلس الشيوخ سيسهل الكثير من الأمور في المجلس، بداية من تمرير مشاريع القوانين إلى تأكيد المرشحين للمناصب التنفيذية وقضاة المحاكم الفيدرالية. أما بالنسبة لمجلس النواب، فستواجه رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، مهمة صعبة في إدارة مجلس ذي أغلبية ديمقراطية، غير مستقر مع هامش ضئيل للخطأ. كيف استقبل العالم نتائج انتخابات الكونجرس؟ فبدون مجلس الشيوخ، لا يستطيع الديمقراطيون تقديم تشريعات خاصة بهم، وإرغام ترامب على استخدام حق "الفيتو" بطريقة محرجة قد تضر بفرصه في انتخابات 2020. وتقول "ناشيونال إنترست" إن ترامب قد حصل بالفعل على معظم ما يحتاجه بشأن التشريع لإعادة انتخابه، حيث أثار مؤخرًا فكرة إجراء تخفيض ضريبي آخر للطبقة الوسطى، ويسعى للحصول على تمويل للجدار الحدودي مع المكسيك، لكن تقاعس الكونجرس عن هذه المبادرات الشعبية سيصبح قضية مفيدة في إعادة انتخاب ترامب. وقد تحاول بيلوسي عدم تمرير مشاريع القوانين المتعلقة بالتجارة التي تقدمها الحكومة، بما في ذلك اتفاقية الولاياتالمتحدةوالمكسيك وكندا التي ستحل محل "نافتا"، لكن ترامب يمكن أن يجبرها على الموافقة من خلال الانسحاب من "نافتا". وبالنسبة للتحقيقات حول أنشطة ترامب، ترى المجلة أن الديمقراطيين في مجلس النواب سيذهبون إلى أبعد الحدود، وذلك باستخدام سلطتهم الجديدة لعقد جلسات استماع واستدعاء الشهود، إلا أن التركيز المفرط على الفضائح سيجعل الأمر يبدو وكأن الديمقراطيين عالقون في انتخابات الرئاسة لعام 2016، بدلا من التقدم بتشريعات جذابة. ماذا تعني نتائج الانتخابات لترامب والديمقراطيين؟ وبشكل عام، فإن نتيجة انتخابات التجديد النصفى ستدفع الحزب الديمقراطي إلى ترشيح شخصية تقليدية لمواجهة ترامب في انتخابات 2020، وبهذه الطريقة، لم يكن من الممكن أن تكون نتائج الانتخابات أفضل بالنسبة لترامب.