حقق الديموقراطيون فوزا كبيرا، ودانت لهم السيطرة علي مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي مما يعطيهم الفرصة لعرقلة جدول أعمال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التشريعي وإخضاع إدارته لتحقيق مكثف. وقالت نانسي بيلوسي، زعيمة الديمقراطيين بمجلس النواب، في احتفال للحزب في واشنطن »بفضلكم سيكون الغد يوما جديدا في أمريكا». ورغم الخسارة التي تكبدها حزبه في المجلس، كتب ترامب علي تويتر »فوز عظيم الليلة». واتصل ترامب ببيلوسي لتهنئتها، واتصل كذلك بزعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، وزعيم الديمقراطيين بنفس المجلس تشاك شومر، وعدد من الجمهوريين الفائزين. وخلال العشرين عاما المنصرمة، لم تشهد الولاياتالمتحدة سوي ثلاث دورات انتخابية حصل فيها حزب واحد علي 24 مقعدا أو أكثر. وتعد مكاسب الديموقراطيين الأكبر منذ عام 2010، عندما أدت موجة غضب المحافظين من الرئيس الديمقراطي باراك أوباما لحصول الجمهوريين علي 64 مقعدا. وفي انتخابات التجديد النصفي، التي تأتي بعد عامين من فوزه بالرئاسة، وسع ترامب وزملاؤه الجمهوريون أغلبيتهم في مجلس الشيوخ بعد حملة دعائية انقسمت فيها الآراء بشدة، وشهدت خلافات بشأن العنصرية والهجرة وغيرها من القضايا. لكن مع خسارة حزبه للأغلبية في مجلس النواب، شكلت النتائج انتكاسة مؤلمة لترامب، بعد حملة أصبحت بمثابة استفتاء علي قيادته. ولم تُحسم بعض السباقات الانتخابية بعد، لكن يبدو أن الديمقراطيين يتجهون للفوز بأكثر من 30 مقعدا، وهو ما يزيد كثيرا عن 23 مقعدا يحتاجون إليها لتحقيق أول أغلبية لهم بمجلس النواب (المؤلف من 435 مقعدا) منذ ثماني سنوات. وسيكون بمقدور مجلس النواب الجديد، الذي يتمتع فيه الديمقراطيون بالأغلبية، التحقيق في عائدات ضرائب ترامب وتضارب المصالح المحتمل واتهامات تشمل صلات وتواطؤا بين حملته الانتخابية في 2016 وروسيا. ويمكنهم أيضا إجبار ترامب علي الحد من طموحاته التشريعية، وأبرزها تعهده بتمويل جدار حدودي مع المكسيك، وتمرير حزمة كبيرة ثانية لخفض الضرائب. وستكون أغلبية بسيطة بالمجلس كافية لعزل ترامب، إذا ظهرت أدلة علي أنه عرقل العدالة، أو أن حملته الانتخابية في 2016 تواطأت مع روسيا. لكن لا يمكن للكونجرس الإطاحة به من منصبه دون تأييد من غالبية الثلثين في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون. وعلق الكرملين علي نتائج الانتخابات وتأثيرها علي علاقة أمريكابروسيا، بعد فوز الديمقراطيين في مجلس النواب وموقفهم الأكثر تشددا حيال موسكو من الجمهوريين. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه »من غير المرجح أن يعقد هذا الأمر العلاقات بين واشنطنوموسكو».وأعرب عن انفتاحه إزاء الحوار مع الولاياتالمتحدة بعد انتخابات منتصف الولاية التي أدت إلي كونجرس منقسم. كما رحب فرانس تيمرمانس نائب رئيس المفوضية الأوروبية بانتصارات الديمقراطيين في تصريحات شكلت انتقادا مباشرا لما وصفه بأنه »فظاظة» و»عنصرية» تحت إدارة ترامب.