الخطاب القومي لأردوغان يعادل اليمين المتطرف في أوروبا إذ يزعم أن تركيا وريثة للإمبراطورية العثمانية، إلا أنه يجيد اللعب على وتر الطموح المشترك للقوميين بتركيا منذ وصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى سدة الحكم، وهو يسعى إلى إعادة إحياء التاريخ العثماني، من خلال تدخله في قضايا الشرق الأوسط واستغلال الأزمات التي يمر بها البلد العثماني لإحكام قبضته، وظهر ذلك عبر خطاباته الازدواجية التي تعمل على استقطاب الشعبويين الأتراك بداية من مواقف أنقرة مع دول أوروبا، أو العلاقات الاستراتيجية مع دول منطقة الشرق الأوسط، وهو ما ينافي الواقع الذي تعيشه الدولة العثمانية، في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة، وفقدان أموال "المركزي" في العملية العسكرية بسوريا والعراق. البداية مع صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، حيث اتهمت رجب طيب أردوغان، بازدواجية الخطاب لاستقطاب الشعبويين الأتراك، معتبرة أنه حول بلاده إلى نظام حكم استبدادي."الصحيفة" أشارت إلى أن انفتاح تركيا على العالم والتأثير على الساحة الدولية الذي يزعمه، ينافي الحجج التي يسوقها في خطاباته أمام أنصاره لتوطيد سلطته.ودللت فتلك المصطلحات موجهة لأنصاره من الداخل أكثر من الخارج، وأن تلك الاستعراضات الشعبوية أثارت حماس أنصاره الذين خدعوا بالخطاب ووجدوا أن تلك التصريحات جاءت ردا على احتقار الأوروبيين، وفقا للباحث الفرنسي. أما على الصعيد الخارجي فيرى معظم المراقبين أيضًا أن أردوغان سيواجه مصاعب جمّة من أبرزها عدم تمكنه من تحقيق حلمه بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، خاصة أن التعديلات الدستورية الأخيرة مهدت الطريق للديكتاتورية والتفرد بالقرارات المصيرية في شتى الميادين السياسية والأمنية والاقتصادية وحتى الثقافية والاجتماعية، بحسب حرييت. يمكن الإشارة إلى أن أردوغان يحاول تعويض الخسائر التي أثرت على تركيا، في ظل توتر العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلنطى "الناتو"، في مسعى لتعزيز نفوذه السياسي والدبلوماسي عالميا.