توفي صباح اليوم الفنان أحمد عبد الوارث، عن عمر يناهز 71 عاما، وذلك بعد تعرضه لوعكة صحية على أثرها تم نقله إلى أحد المستشفيات داخل القاهرة، ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة. أداء قوي، وإجادة للغة العربية، وحس مرهف، وتعبيرات وجه صادقة، تلك هي الأشياء التي ميزت الفنان الراحل أحمد عبد الوارث، الذي كانت تشير بدايته إلى أنه النجم القادم، خاصة بعد أن لمع نجمه على خشبة المسرح؛ إلا أن الدراما اختارته فى الأدوار الثانوية، ولكنه بالرغم من ذلك أجادها وأحبه الجمهور. وفى السنوات الأخيرة أخذ يبتعد عن الشاشة شيئا فشيئا وقلت مشاركاته بشكل لافت، مما جعل الكثيرين يتساءلون عنه، ولكنه حينما كشف عن سبب غيابه تسبب فى حزن الجميع، ليس لأن المرض هو بطل هذا الغياب بل كان صناع الدراما هم السبب فى عدم وجوده على الساحة الفنية. حيث قال أحمد عبد الوارث، فى لقاء تليفزيوني له قبل عامين: «للأسف الشديد وانا باقول ده وبداخلي إحساس بالمرارة، إن الممثل عندنا لما بيكبر، المفروض إنه يزداد خبرة وعمق وفكر وثقافة، لأن كل عمره بيقضيه فى الفن وحب الفن، إذًا بيكون أشبه للحاجة لما بتعتق، ومع الأسف تانى إن هنا فى مصر، بيتعاملوا مع الممثلين حيث قال أحمد عبد الوارث، فى لقاء تليفزيوني له قبل عامين: «للأسف الشديد وانا باقول ده وبداخلي إحساس بالمرارة، إن الممثل عندنا لما بيكبر، المفروض إنه يزداد خبرة وعمق وفكر وثقافة، لأن كل عمره بيقضيه فى الفن وحب الفن، إذًا بيكون أشبه للحاجة لما بتعتق، ومع الأسف تانى إن هنا فى مصر، بيتعاملوا مع الممثلين الكبار بتجاهل وينسوهم، زي خيل الحكومة لما بيكبر، وانا باوجه عتاب للمنتجين والمخرجين إنهم ماينسوش الأجيال السابقة، إحنا متعودين إن جيل بيسلم جيل، بس لازم الأجيال القديمة برضوا يكون لها وجود، لأن دي اللي تثري العمل الفني وتديلو قيمته، والفنان بره مصر لما بيكبر بتزيد قيمته وبيزيد أجره». تعود بداية أحمد عبد الوارث إلى السبعينيات؛ فهو كأغلب الفنانين بدأ على خشبة المسرح، فبعد أن تخرج في المعهد العالى للفنون المسرحية، انطلق فى المسرح، فرشحه أساتذته فى المعهد لبطولة مسرحية «سرحان بشارة سرحان»، وكانت تلك البداية التي فتحت باب الوجود فى المسرح والدراما من بعد ذلك، وشارك بعد ذلك فى مسرحيتي «ثمن الحرية» و«مأساة جميلة» وحصل على ميدالية ذهبية وأخرى فضية. ويحكى «عبد الوارث» أنه دخل الفن عن طريق الصدفة، فقد كان محبا له من صغره ويمارسه فى مسرح المدرسة، وفي مرحلة الثانوية العامة، كان ضمن الفريق الفني بمركز شباب الجزيرة، كانوا يقومون بالكتابة والإخراج، وحينها تعرف على الفنان نور الشريف، وجمعتهما علاقة صداقة، وكان «نور» يدرس حينها بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وبعد أن لمس موهبة «عبد الوارث» نصحه بدخول المعهد وقد كان، وعندما التحق بالمعهد كان حينها قد تخرج «الشريف» وأصبح معيدًا، وكان الفنان الراحل أحمد زكي، والفنانة عفاف شعيب والفنان مصطفى متولى من دفعة الراحل أحمد عبد الوارث. قد يستغرب البعض بأن زملاءه نجحوا فى الوصول إلى النجومية وبقي هو فنان الدور الثاني، ولكن النجومية دائمًا ما تحتاج إلى ذكاء بجانب الموهبة، لكى تستطيع الوصول، وبالرغم من ذلك نجح الفنان الراحل أحمد عبد الوارث فى أن يترك خلفه إرثًا فنيًا يقدر بنحو 130 عملًا ما بين سينما ومسرح ودراما، وبعض أدوار لمست بالفعل قلوب الجماهير، وكانت بدايته فى التليفزيون من خلال مسلسل «هروب» للمخرج نيازي مصطفى، ومن ثم شارك فى «الشوارع الخلفية»، و«صيام صيام»، و«محمد رسول الله»، و«هند والدكتور نعمان»، و«رحلة المليون»، و«دوامة الحياة»، و«آن الأوان» و«ليالي الحلمية» وغيرها من الأعمال الدرامية. كانت آخر مشاركاته مسلسل «أرض جو» للفنانة غادة عبد الرازق، الذى عرض فى رمضان 2017، وحقق العمل جدالا كبيرا، كونه يتناول الضيافة المصرية، وسبق ذلك بعام مشاركته فى الجزء السادس من «ليالى الحلمية» الذى لعب فيه دور (اللواء علاء السبع)، أما على مستوى السينما فكانت البداية مع فيلم «السراب» للفنانة تحية كاريوكا، ومن ثم شارك فى «مدينة الصمت، الكرنك، الشوارع الخلفية، هروب، عودة الابن الضال، المتوحشة، أنا المجنون، اشتباه، وغيرها من الأعمال»، بينما جاء فيلمه الأخير الذى شارك فيه قبل عامين هو «المشخصاتي 2» بطولة تامر عبد المنعم، مقدمًا دور (مرشد الإخوان). وعلى الجانب الشخصى في حياة الراحل أحمد عبد الوارث، فقد تزوج من الفنانة سعاد نصر، واستمر زواجهما سنوات، وأنجب منها (فيروز) و(طارق)؛ ولكنهما انفصلا وتزوج مرة أخرى وأنجب (آلاء) و(ميران)، وعلى الرغم من كونه ليس حفيد الفنان عبد الوارث عسر، فإنه كان يحب أن يرتبط اسمه باسمه، فقد كان يري فيه والده الذى تعلم منه. وها قد رحل بطل آخر من أبطال ملحمة «ليالي الحلمية»، إلا أن فنه لا يزال باقيا.