غضب بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعد نشر صور الأدوية مجهولة المصدر على الأرض.. واتهامات للمنظومة الصحية بالتقصير.. وارتفاع الأسعار سبب الاقبال عليها "باتنين ونص.. وتعالى بص" نداء معروف وشهير للباعة الجائلين أو بالأسواق المتنقلة وما أن يصل هذا النداء الى أذنيك، تتبادر إلى الأذهان أن النداء لبيع سلعة بلاستيكية أو نوع من الخضروات منخفضة الثمن، ثم تلتفت إليها عينيك، وهنا تكمن الكارثة أن السلعة المراد بيعها هى لأدوية مجهولة المصدر، قام أحد البائعين بفرشها على الأرض وكأنها "طماطم أو بطاطس أو أكواب فخارية" لبيعها ونجح فى جذب انتباه المارة للشراء لمواجهة ارتفاع أسعار الدواء دون مراعاة ضرورة توافر الشروط اللازمة لبيع كميات كبيرة ومختلفة من الدواء بسعر موحد جنيهين ونصف الجنيه. انتشر على شبكة التواصل الاجتماعى "فيسبوك" صور لأدوية تم فرشها على الأرض بسعر جنيهين ونصف الجنيه، تردد أنها من داخل سوق الجمعة بمنطقة مينا البصل، غرب المدينة، - أحد أقدم أسواق الإسكندرية لبيع المستلزمات القديمة والمستعملة -، بينما ردد آخرون أنها لسوق الجمعة ولكن ليس فى محافظة الإسكندرية.صور الأدوية الملقاة انتشر على شبكة التواصل الاجتماعى "فيسبوك" صور لأدوية تم فرشها على الأرض بسعر جنيهين ونصف الجنيه، تردد أنها من داخل سوق الجمعة بمنطقة مينا البصل، غرب المدينة، - أحد أقدم أسواق الإسكندرية لبيع المستلزمات القديمة والمستعملة -، بينما ردد آخرون أنها لسوق الجمعة ولكن ليس فى محافظة الإسكندرية. صور الأدوية الملقاة على الأرض تسببت فى حالة من الغضب بين المواطنين، حول كيفية ترك الأمور هباءً للتلاعب بحياة وصحة المواطنين من خلال السماح لهم ببيع الأدوية مجهولة المصدر، وسماها البعض بأنها أدوية الموت على الرصيف، بدون بيانات مدونة عليها و شهدت اقبالاً شديد من رواد السوق. قال هانى وجدى، أحد رواد سوق الجمعة، معلقاً على هذه الصور، أن هذه أدوية منتهية الصلاحية والغلابة والفقراء هم من يدفعون الثمن، ولابد من وقفة من وزارة الصحة، بينما علق نور جوهر، وهو أحد الرواد أيضا إن من يتردد على شراء الأدوية من سوق الجمعة مواطنين فقراء ولو كانوا يملكون حق الدواء لما لجأوا لشراؤه من على الأرض وكانوا اقدموا على شرائه من الصيدلية. محمد أمين وهو صيدلى سكندري،قال إن هناك جهات تقوم بجمع الأدوية من المنازل عن طريق أصحاب الخير أو شرائها من المستشفيات لبيعها بأسعار رمزية وتحقيق هامش ربح، علاوة على جمع الأدوية التى اقتربت من نهاية صلاحيتها وهو ما يشكل خطر على صحة المواطنين مطالبا الجهات الرقابية بالتدخل. من جانبه وصف الدكتور سمير صديق، رئيس شعبة صيادلة الإسكندرية بالغرفة التجارية، هذه الصور ب"الكارثة" التى تهدد حياة المواطنين، موضحاً أن هذا الأمر انتشر مؤخراً بالعديد من المحافظات وليس الإسكندرية فحسب، متهماً ما أسماهم ب "مافيا الدواء"، كما أن هناك أسباب يجب تداركها وراء انتشار هذه المشاهد وقيام البعض بعرض الأدوية على الرصيف. وأضاف "صديق" فى تصريحات ل"التحرير"، أن بعض المنتفعين يقومون بالحصول على هذه الأدوية منتهية الصلاحية التى لا يجد الصيدلى قدرة على ارجاعها وهى أحد العقبات التى تواجه الصيدلى حيث أن بعض الشركات تقوم بارجاع الدواء منتهى الصلاحية بنسبة 20 جنيه فقط ما يكبد الصيدلى خسائر كبيرة، الأمر الذي يدفعه للتخلص بأى طريقة لأنه لا يمكن القائها بصناديق القمامة أو احراقها. الدكتور محمد أبو سليمان، وكيل وزارة الصحة، بالإسكندرية، وصف انتشار بائعين للدواء على الرصيف ب "الاجرام"، مطالباً المواطنين بعدم الانسياق أو اللجوء لشراء هذه الأدوية من على الرصيف لأنها تمثل خطراً كبيراً على حياة المواطنين. وقال "وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية" ل"التحرير"، أنه تم توجيه ادارة التفتيش الصيدلى بالتنسيق مع شرطة التموين والتجارة الداخلية بمديرية أمن الإسكندرية، للقيام بحملة على سوق الجمعة للتأكد من صحة المعلومة وحول اذا ما كانت الصور المنتشرة من سوق الجمعة بالإسكندرية من عدمه، مؤكداً أنه سيتم تتبع حركة السوق خلال الأسابيع المقبلة لأنه من المعروف أن سوق الجمعة يبدأ عمله منذ مساء الخميس وحتى صباح السبت من كل اسبوع. وتلقى اللواء محمد الشريف مساعد وزير الداخلية مدير أمن الإسكندرية، اخطاراً من شرطة الانترنت يفيد بانتشار صور من داخل سوق الجمعة بمينا البصل لبيع الدواء على الرصيف وتم اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة وتتبع المعلومة. جدير بالذكر أن أكثر من 70 صنف دوائي حذرت وزارة الصحة ومن خلال إدارة التفتيش الصيدلي تناولها نظرا لأنها تسبب أمراض سرطانية، وسط مخاوف من تواجد مثل هذه الأصناف التى تباع على أرصفة الأسواق.