سادت حالة من القلق والتشكيك داخل الأوساط الإسرائيلية عن مدى جاهزية جيش الاحتلال لخوض حرب إذا ما اندلعت، خاصة بعد أن أعرب مراقب الدولة عن قلقه من مدى استعدادات تل أبيب، لا سيما في ما يتعلق بالموارد البشرية، موجها انتقادات حادة لعدد من كبار الضباط والمسؤولين العسكريين، مطالبا في الوقت نفسه من قادة جيش الاحتلال تسليم نتائج عملية الفحص التي أجريت مؤخرا حول مدى الجهوزية لأي حرب جديدة، وذلك بعد نشر صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أكثر من 200 وثيقة سرية تؤكد تصريحات المراقب. مفوض شكاوى الجنود في جيش الاحتلال، يتسحاك بريك، قال في تقريره: إن "صورة الوضع مقلقة بما يتصل بجاهزية الجيش الإسرائيلي للحرب، وجهاز الخدمة النظامية، والقدرة على مواجهة التحديات الحالية". تصريحات "بريك"، دفعت مراقب الدولة القاضي المتقاعد، يوسيف شابير لدراسة إمكانية فتح تحقيق في القضية، في ظل تقرير المراقب، الذي قدَم توصيات بالتحقيق في المسألة من قبل لجنة خارجية برئاسة قاض، الأمر الذي تعارضه هيئة أركان الجيش الإسرائيلي بشدة، بحسب "هاآرتس". وصرح مكتب مراقب الدولة، بأن "شابير" طلب الحصول على النتائج، بما في ذلك النتائج الأولية للجنة مزراحي، ومراقب الجيش، الذي عينه رئيس الأركان لفحص ادعاءات مفوض شكاوى الجنود، بحسب وكالة "فلسطين". اقرأ أيضًا: رغم الخلافات.. «الناتو» يمنع إسرائيل من خوض حرب ضد تركيا "شابير" أضاف أن شعبة الرقابة على جهاز الأمن في مكتب مراقب الدولة تقوم بأعمال الرقابة الجارية ذات الصلة بجهوزية الجيش والجهاز الأمني، كما أن نتائج التحقيق يتم نشرها لإطلاع الجمهور عليها في تقارير مراقب الدولة. كان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، جادي آيزنكوت، أصدر تعليمات لمراقب الجيش، إيلان هراري، بفحص وضع القوات البرية في ظل ادعاءات مفوض شكاوى الجنود، وذلك بالتعاون مع طاقم خبراء، وعلى رأسهم جنرال الاحتياط آفي مزراحي، فضلا عن فحص انتقادات موجهة لسياسة الجيش الإسرائيلي فيما يخص القوى البشرية في صفوفه، على أن يقدم له تقريرا أوليا خلال 45 يومًا. في المقابل، قدَم آيزنكوت تقريرا مفصلا إلى المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، جاء فيه عدم جاهزية الجيش للحرب، وبالتالي فإنه يوافق للمرة الأولى على فحص ادعاءات المفوض. اقرأ أيضًا: مخاوف إسرائيلية من تفجر الأوضاع في الضفة.. وتحذيرات من عُزلة «أبو مازن» وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: إن عملية الفحص ستتم في إطار الرقابة التي يقوم بها مراقب الجيش، بالتعاون مع الجنرال آفي مزراحي، وعدد من كبار ضباط الاحتياط، وبشفافية، ومن خلال تعاون كافة وحدات الجيش. صحيفة "معاريف" العبرية كشفت في وقت سابق عن تفاصيل وثيقة سرية مكونة من 200 صفحة، أعدها أحد كبار الضباط، وتشير إلى أن الجيش الإسرائيلي غير مستعد لخوض أي حرب جديدة، وفقا ل"رأي اليوم". ووفقًا للصحيفة، فقد حملت الوثيقة انتقادات حادة بشأن الكفاءة القتالية للجنود، مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق خارجية لدراسة الأوضاع داخل الجيش، لا سيما ما يتعلق بالموارد البشرية. اقرأ أيضًا: لماذا تراجع نتنياهو عن نشر وثائق سرية حول نووي إيران؟ وتضمن التقرير أيضًا تآكل المهارة العسكرية لأغلب الجنود والضباط الإسرائيليين وبشكلٍ خاص القوات البرية، وأن التجهيزات العسكرية القديمة قد تعرضت للاهتراء في المستودعات، وأن الضباط الإسرائيليين يشتكون من تعطيل المناورات بسبب التوتر على الجبهة الفلسطينيّة. اللافت هنا، هو ما تطرق إليه تقرير المراقب، حيث أشار إلى أن منظمة حزب الله اللبنانية، تملك ترسانة أسلحة أكبر مما تمتلكه الكثير من الدول، ما يُشكل عامل خوف بالنسبة لضباط إسرائيليين كونه اكتسب خبرةً قتاليةً أكبر جيش الاحتلال، بحسب "عرب 48". يمكن القول إن الخلاف بين الجنرالات الإسرائيليين من غير من المرجح أنْ ينتهي قريبًا، وأن الإنفاق على القوات الجوية وفرع الاستخبارات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، دائمًا ما سيحتل أولوية على القوات البرية، بحسب محللين.