في ظروف غامضة، اختفى الصيني "مينج هونج وى"، رئيس منظمة الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول"، خلال زيارته لبلاده الشهر الماضي. وقالت متحدثة باسم الانتربول لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن آخر اتصال بين "مينج" وزوجته، كان قبل عشرة أيام، والتي رفضت ذكر ما إذا كان "مينج" في مهمة رسمية في الصين عند اختفائه. ومن المقرر أن تفتح السلطات الفرنسية، تحقيقًا في الحادث، حيث يقع مقر المنظمة في مدينة "ليون" الفرنسية، كما ذكرت مصادر مقربة من التحقيق، "أن مينج لم يختف في فرنسا". يذكر أن "مينج"، البالغ من العمر 64 عامًا، والذي تولى منصبه في عام 2016، كان يشغل منصب بارز في الحزب الشيوعي الحاكم في الصين. وقال "الإنتربول" في بيان، إن مسألة اختفاء "مينج" تُعد مسألة تخص السلطات المعنية في كل من فرنساوالصين، مضيفا أن الأمين العام للإنتربول أصبح مسؤولًا عن تسيير الأعمال في المنظمة المكونة من 192 عضوًا. وقبل توليه منصبه في الإنتربول، شغل "مينج" منصب نائب وزير الأمن العام في الصين، وبعد انتخابه في عام 2016، أعربت جماعات حقوق الإنسان عن قلقها من أن هذه الخطوة يمكن أن تساعد الصين على ملاحقة المنشقين السياسيين الذين فروا من البلاد. لكن "مينج" قال في ذلك الوقت إنه على استعداد للقيام "بكل ما يمكنه من أجل إيصال رسالة الشرطة في العالم"، حيث يمتلك رئيس "الإنتربول" 40 عامًا من الخبرة في مجال العدالة الجنائية والشرطة في الصين، لا سيما في مجالات مكافحة المخدرات والإرهاب ومراقبة الحدود. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا"، أن "مينج" الذي من المقرر أن يستمر في منصبه حتى عام 2020، يٌعد أول مسئول صيني يتولى منصب رئيس الإنتربول. اقرأ المزيد: اختفاء رئيس الإنتربول في ظروف غامضة بعد زيارة للصين من جانبها نقلت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية، عن مصدر صيني مسؤول رفض ذكر اسمه، إن "مينج" يخضع الآن للتحقيق في الصين. وقال المصدر إن رئيس الإنتربول "اقتيد" لاستجوابه من قبل سلطات الانضباط الصيني "بمجرد وصوله إلى الصين" الأسبوع الماضي، وأضاف أنه ليس من الواضح حتى الآن لماذا يجري التحقيق مع "مينج" أو مكان احتجازه بالضبط. وقالت مصادر مطلعة في الشرطة الفرنسية أن "مينج" شوهد آخر مرة في فرنسا في 29 سبتمبر الماضي، قبل سفره إلى الصين، ومن جانبها لم ترد وزارة الأمن العام ولا وزارة الخارجية في الصين على طلبات التعليق من الصحيفة الصينية. وأشارت "ساوث تشينا مورنينج بوست" إلى أنه يجب إخطار أسرة المشتبه به وصاحب العمل، باحتجازه، في غضون 24 ساعة من ضبطه، إلا في الحالات التي قد يتسبب فيها ذلك في عرقلة التحقيق، وفقًا لما ينص عليه القانون الجنائي الصيني. وكان مسؤول قضائي فرنسي لم يكشف عن اسمه، قد ذكر أن "مينج" قد وصل إلى الصين في نهاية سبتمبر الماضي، مضيفًا أنه منذ ذلك الحين لم ترد أي أنباء عن رئيس منظمة الشرطة الجنائية الدولية. اقرأ المزيد: بعد وضع قيادات الإرهاب فى «النشرة الحمراء».. تعرف على ألوان نشرات الإنتربول وفي الوقت الذي ما زال يشغل فيه "مينج" منصب نائب وزير الأمن العام الصيني، إلا أنه خسر مقعده في لجنة الحزب الشيوعي، وهي هيئة صنع القرار الحقيقي في البلاد، خلال اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في أبريل الماضي. يذكر أن "الإنتربول" أصدر في عام 2014، نشرة حمراء للقبض على نحو مائة من المسؤولين الصينيين الهاربين، الذين يعيشون خارج البلاد. وفي أبريل 2017، أصدر مكتب "الانتربول"، بموجب قرار من "مينج"، مذكرة توقيف حمراء بحق رجل الأعمال الصيني الهارب "قوه ونج وي" بناء على طلب بكين. وأشارت الصحيفة الصينية، إلى أن قائمة الإشعارات الحمراء التي نشرها موقع المنظمة، تتضمن حاليًا 44 شخصًا صينيًا طلبت بكين القبض عليهم.